كشف صالح صويلح الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين في حديث خاص ل"المساء"، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للتجار المصادف ل28 جانفي "أن التاجر اليوم أو النشاط التجاري بصفة عامة غير منظم ويحتاج إلى إعادة هيكلة". وقال بأن الاحتفال باليوم الوطني يعود إلى يوم 28 جانفي 1957، هذا اليوم الذي تحول إلى حدث تاريخي بعد أن طالب به الاتحاد منذ نشأته، تعبيرا عن التضحيات الجليلة للتجار إبان الثورة التحريرية، حيث أضربوا في سنة 1957 لمدة ثمانية أيام استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني، حيث قام المحتل الفرنسي بتكسير محلاتهم وقتل التجار خلالها، وتعتبر سابقة في الجزائر ولم تحدث في أية دولة عبر العالم، وبالفعل كانت الإضرابات ناجحة بالنظر إلى الاستجابة الكبيرة للتجار، إلى حد دفع الأممالمتحدة إلى تدوين هذا اليوم التاريخي لدولة تطالب بحقها في الحرية والاستقلال، واعتبرت هذه التضحية تشريفا للتجار. ويضيف محدثنا: "ونحن كاتحاد بعد أن تبين لنا أنه لم يدع أي تنظيم إلى تمجيد هذا اليوم، طالبنا به هذه السنة فخامة رئيس الجمهورية حتى يضفي علينا الرعاية السامية، وتقبل الأمر وذهب إلى أبعد من هذا، حيث بعث إلينا الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال برسالة جاء فيها بأنه يبارك كحكومة، الاحتفال بهذا اليوم الوطني، هذا الخبر أسعدنا كتجار وحرفيين لنحتفل بهذا اليوم التاريخي عبر كامل ولايات الوطن". يعتبر الاحتفال باليوم الوطني للتاجر، حسب صالح صويلح، فرصة لاسترجاع المعاني الجسام للتضحيات التي قام بها التجار إبان الثورة التحريرية، ومناسبة لتكريم المجاهدين الذين كان لديهم دور بارز في إنجاح الإضراب ومازالوا على قيد الحياة. وفي رده على سؤالنا حول أهم الانشغالات التي يعانيها التجار اليوم، جاء على لسان محدثنا بأن الاتحاد يحصي مليونا و700 ألف تاجر عبر الوطن و600 ألف حرفي، والأكيد أن لكل هؤلاء انشغالات ومشاكل كان الاتحاد قد ناقشها بمناسبة عقد دورته مؤخرا، حيث استدعى كل التجار عبر مختلف الولايات، وتم تدوين أهمها لرفعها إلى الجهات المعنية الممثلة في وزارة التجارة وكذا وزارة المالية، مشيرا إلى أن أهم المشاكل التي يعانيها التجارة تنحصر في غياب التنظيم التجاري، ويشرح؛ "لا نجد أسواقا تليق بممارسة التجارة، وليس هناك فضاءات لائقة لهذا النوع من الأنشطة، ناهيك عن غياب أسواق جديدة، ومن أجل تنظيم هذا القطاع، أصبح من الضروري إعادة النظر في الأسواق والفضاءات التجارية، إلى جانب مشكل الضرائب أيضا، فمنذ 20 سنة لم نقم بمراجعة الضرائب، من أجل هذا، طالبنا أن يتم تبسيط الضريبة لتستقر الأسعار، فمعظم التجار اليوم يعانون من إجحاف كبير، لذا نطالب بالتخفيض في الضرائب حتى ترتقي التجارة والتاجر. تجار اليوم يختلفون عن تجار الأمس، بحكم أن التجارة تعرف دخول معطيات جديدة لم تكن موجودة بالأمس، لكن الملاحظ أن النشاط التجاري اليوم قطاع يستهوي كثيرا الشباب، وبالنسبة لنا كاتحاد، نعتقد أن هذا التوجه جد إيجابي، لأن الممارسة التجارية تربي الشاب وتكسبه مهارات حياتية قد لا يجدها في نشاطات أخرى".