سلوغة مختار، فنان تشكيلي، له رؤية ووعي، فالريشة في يده لمسة بارعة تعبر عن المكفون وعن الوجه الآخر، للتعبير باللون والإشارة والرمز.. خطا إلى الأمام من خلال رزنامة من الإنجاز والحركة، وزاوج في مهمته الإبداعية بين إنجاز اللوحة وتبليغ الرسالة، وفي هذا الحوار الوجيز يقدم للقارئ صورة عن رسالته وإبداعه. ❊ حدثنا عن بداية ومشوار فنك التشكيلي؟ - المدرسة الابتدائية وكان اكتشافها من خلال معلمي الفلسطيني، الذي شجعني حينذاك على ممارسة الرسم، ومن ثمة كانت ممارستي تلك لا تعتمد على قواعد، بل تعتمد أساسا على الموهبة، وقد قمت في تلك الفترة وأنا أدرس بالمدرسة، ثم المتوسطة والثانوية، بعدة رسومات حائطية ولوحات فنية أهلتني لولوج واكتشاف الفن التشكيلي والمدارس الفنية بمختلف أنواعها، هذا الأسلوب جعلني أبحث عن لوحات لأكبر الفنانين التشكيليين، قلما أجدها، لإعادة رسمها ومحاكاتها، دامت هذه الفترة حوالي عشرين سنة، وأنا أمارس الفن كعصامي إلى أن أتيحت لي الفرصة سنة 1992، حيث شاركت في مسابقة على مستوى معهد بطوش بقسنطينة قصد تكويني كأستاذ في مادة الفن التشكيلي، ودام هذا التكوين ثلاث سنوات، وعكفت فيها على الدراسة الأكاديمية للفن التشكيلي، واكتشفت من خلالها كل تقنيات المدارس الفنية، مع العلم أننا كنا نقوم برسم لوحات فنية في الورشة التابعة للمعهد، زيادة عن ذلك، كنا نقوم بخرجات في المؤسسات التربوية من أجل تقديم دروس لتلامذة المتوسط والثانوي، وعند تخرجي من المعهد كأستاذ للتربية الفنية التشكيلية، بدأ مساري الفني يتشكل من خلال مشاركاتي في المعارض المختلفة المحلية والوطنية، من مهرجانات وصالونات وندوات فكرية وملتقيات، وعدة معارض فردية، حيث اكتشفت من خلال هذا الكم الهائل من المشاركات الذي يصل إلى حد 170 مرة، استخلصت عدة تقنيات من الزملاء المشاركين، وأشير إلى أن مساري الفني في الفن التشكيلي مر بعدة مراحل ومدارس فنية، حيث قمت برسم أعمال فنانين تشكيليين عالميين مثل بيكاسو.. دولاكروا.. وبولسيزان، حيث انبهرت من التقنيات والألوان التي كانوا يستعملونها في لوحاتهم، ثم انفردت بأسلوبي الخاص الحالي الذي أطبقه حاليا، ونلت من خلاله عدة جوائز، وقد كانت الجائزة الأولى بوادي سوف، والندوة الفكرية العاشرة لمجد أمين العمودي والجائزة الثالثة كأحسن لوحة في معرض أقيم بسكيكدة في الصالون الأول للفنون التشكيلية روسيكادا، وقد كرمت سنة 2000 بوسام الاستحقاق الثقافي بمناسبة اليوم الوطني للفنان وكنت أول من كرم بهذا الوسام على مستوى الولاية، لذلك تتابعت المشاركات والجوائز وشاركت مع عدة كتاب وشعراء في تزيين دواوينهم، من بينها غلاف "المجلة الثقافية" العدد الأول، لمديرية الثقافة، ولاية سكيكدة، ومن جهة أخرى عملت كنائب رئيس لغرفة الصناعة التقليدية لولايتي قسنطينةوسكيكدة في الفترة الممتدة بين سنتي 2000 و2003، ومن عام 2004 إلى غاية 2007 كرئيس لغرفة الصناعة التقليدية لولايتي سكيكدة وقالمة، ومن سنة 2007 إلى يومنا هذا كعضو بجمعية غرفة الصناعة التقليدية لولاية سكيكدة. ❊ يقال أن المدرسة الإنطباعية تحظى باهتمام الرسامين، إلى جانب المدرسة التجريدية أكثر من بقية المدارس، ماذا تقول في ذلك؟ - المدرستان الانطباعية والتجريدية من أحدث المدارس الفنية والتشكيلية، حيث تزامن ظهورهما مع مرحلة تطور الفنون والعلوم بصفة عامة، فلهذه الأسباب يلجأ إليهما الفنانون التشكيليون لإيجاد مواضيعهم المختلفة التي تخضع لتقنيات جد متطورة. ❊ تجمع بين المدرستين الواقعية والتجريدية في لوحاتك، ماهي الرسائل التي ترغب في إيصالها إلى الجمهور عبر الرسم؟ - الرسائل ذات طابع الاجتماعي، العلمي، الحضاري من أجل معالجة قضايا المجتمع وإبراز قدرات فنية اكتسبتها من خلال إنجازاتي السابقة. ❊ تتنوع المدارس التشكيلية وتتعدد اهتماماتها، ماهي المواضيع التي يهتم بها الفن التشكيلي في الألفية الجديدة؟ - هي مختلفة ومتعددة، ليس لها هدف معين أو صبغة أو بعد فلسفي، لأن الموضوع الفني التشكيلي أحيانا يكون عبارة عن حلم، وخيال، ويمكن ألا يعتمد حتى على الواقع. ❊ تعمل في ورشة الطرز التقليدي، وماذا عن اهتمام الناس بهذا الفن؟ - هذا الاهتمام لا يستطيع أحد الاستغناء عنه، نظرا لأهميته وفائدته التي تعود على الناس الذين لهم أهمية أو أهداف معينة للاستفادة من هذه التقنية الفنية، فمثلا: "القندورة" التقليدية ضرورية في زفاف العروس، إلى جانب "القاط" و"الكراكو" بالنسبة للمرأة الجزائرية خاصة والشرقية بصفة خاصة، حيث تخضع إلى عادات وتقاليد المنطقة التي تحتم عليها ارتداء هذه الألبسة، ونشير إلى أنها تحضر مسبقا قبل أشهر من زفافها. ❊ هل من كلمة أخيرة ترغب في قولها؟ - أطلب من جميع الفنانين التشكيليين الاقتراب والاحتكاك ببعضهم لتبادل خبراتهم والمحافظة على الموروث الثقافي الوطني، والانخراط في تنظيمات جمعوية تعود بالفائدة على الفنانين والفنون بصفة عامة، كما أتمنى أن تكون المساواة بين الفن والفنانين نظرا للفروقات التي نعيشها يوميا، كما أشكر الجريدة التي مدت لنا يدها وبالخصوص صفحة "آفاق"، تحياتنا للأديب الكبير الطاهر يحياوي ولك.