رافع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أمس من أجل تبني المجتمع الدولي لمسار سياسي جديد يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بعدما تأكد فشل مفاوضات السلام التي قادتها الولاياتالمتحدةالأمريكية طيلة عشريتين من الزمن لاحتواء أعقد وأقدم صراع في العالم. وطرح المسؤول الفلسطيني هذه الفكرة خلال لقاء جمعه أمس بتور فنيسلاند المبعوث النرويجي لعملية السلام في الشرق الأوسط ابرز خلاله "أهمية حشد الدعم الدولي للمبادرة الفرنسية الهادفة لعقد مؤتمر دولي للسلام بما يعمل على إيجاد حلول جادة وواقعية للصراع بضمانات دولية وصولا إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية" يضمن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأكد الحمد الله أن "أي مسار اقتصادي لن يكلل بالنجاح إذا لم يكن بالتوازي مع مسار سياسي يضمن حق الفلسطينيين في تقرير المصير". ويأتي الحديث مجددا عن المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي حول السلام في الشرق الأوسط كبديل عن مسار المفاوضات التي دامت أكثر من عشرين سنة دون إحراز أي تقدم على مسار تسوية القضية الفلسطينية. وهو ما جعل المبادرة الفرنسية تحظى باهتمام اكبر لدى مختلف الأوساط المعنية باحتواء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وشكلت أمس موضوع نقاش بين الأمين العام لجامعة الدول نبيل العربي وبيير فيمون المبعوث الفرنسي الخاص لهذه المبادرة. وتناول اللقاء نتائج المشاورات والاتصالات التي أجراها فيمون خلال الفترة الماضية مع مختلف الأطراف المعنية بإحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية شملت كبار المسؤولين في نيويورك وواشنطن ولندن وبرلين إضافة إلى اللقاءات التي أجراها مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد نبيل العربي خلال اللقاء على أهمية أن يخرج مثل هذا المؤتمر بنتائج عملية ملموسة وواضحة حول مرجعيات عملية المفاوضات والإطار الزمني المحدد لها وصولا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقرار الاتفاق النهائي على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأظهر تقرير إحصائي أصدره أمس مركز شؤون القدس والأقصى أن حوالي 1272 إسرائيليا اقتحموا ودنسوا المسجد الأقصى المبارك خلال شهر مارس الماضي أغلبهم من المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة. ولوحظ في شهر مارس تصعيد في اقتحامات ما يسمى "طلاب الإرشاد التهويدي" خاصة من طلاب الجامعات الإسرائيلية وكذلك تصعيد في أداء بعض الطقوس التلمودية والشعائر اليهودية في المسجد الأقصى كمراسم الزواج اليهودي والمواعظ والصلوات التوراتية. ولاحظ التقرير أن الاقتحامات تصاعدت خلال فترة "عيد البوريم" (المساخر) اليهودي مع بروز اقتحام الحاخام المتطرف والناشط الليكودي "يهودا جليك" مرتين خلال شهر.