من جهته، يرى رئيس مولودية الجزائر عاشور بتروني أن الاتحادية الجزائرية لم يكن لها خيار آخر فيما يتعلق بالتعداد الذي يجب أن يتشكل منه الفريق الوطني سوى الاعتماد على اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في الخارج، فالفاف، بالنسبة لبتروني، ليست الهيئة الفيدرالية الوحيدة في العالم التي عملت بهذا الإجراء؛ إذ أن كل الهيئات الفيدرالية عبر العالم تستنجد بلاعبي بلدها المحترفين. وما قامت به الاتحادية الجزائرية سوى قرار منطقي يتعين احترامه. وتابع محدثنا قائلا: "صحيح أن التحول الذي عرفته اتحاديتنا في هذا الجانب لم يهضَم في البداية، لكن مع استمرار الفريق الوطني في تسجيل النتائج الإيجابية بفضل لاعبينا المحترفين ومشاركته في نهائيات كؤوس العالم وكأس أمم إفريقيا، اقتنعت الأوساط الرياضية الجزائرية بأن هذا الخيار صائب، لا سيما أن البطولة الوطنية أصبحت عاجزة عن إعداد لاعبين لهم مستوى دولي عال، فضلا عن أن هناك عوامل يعرفها العام والخاص، لا تسمح لأندية هذه البطولة بالعمل بمنهجية مدروسة مثلما يجري في البطولات الأوربية. وقد رأيتم كيف أن المدربين الأجانب الذين تعاقبوا على العارضة الفنية للمنتخب الوطني، تفاجأوا بالمستوى الضعيف للاعبينا المحليين ورفضوا إدماجهم في تعداد المنتخب الوطني ما عدا بعض الاستثناءات، منها المهاجمان إسلام سليماني والعربي هلال سوداني، اللذان حملا الألوان الوطنية قبل اختيار الاحتراف في الخارج". وأكد المسير الأول في نادي العميد أن مسؤولي الفاف لم يتعمدوا أبدا عزل اللاعبين المحليين، لأن السبب واضح، وهو أن كرة القدم الجزائرية تراجع مستواها بشكل مذهل ولم يعد بوسعها إنجاب لاعبين كبار، مثلما كانت الحال في السبعينات والثمانيات والتسعينات. ونوّه رئيس مولودية الجزائر بنظام التسيير السائد حاليا في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، قائلا إن هذه الأخيرة هيكلت فعلا نفسها من خلال استفادتها من منشأة رياضية كبيرة، متمثلة في المركز التقني لسيدي موسى وتمتعها بالاستقلالية المالية. وفي رأي عاشور بتروني فإن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ستستمر لسنوات أخرى في الاعتماد على لاعبينا المحترفين في الخارج، في ظل تأخر استعادة الكرة الجزائرية لعافيتها. ويوضح محدثنا في هذا الشأن: "عودة كرتنا إلى عهدها السابق ستتعطل لسنوات أخرى لتطبيق الاحتراف بكيفية مدروسة، بل إن أنديتنا لازالت تعمل بعقلية الهواة مادامت لم تحصل على استقلاليتها المالية فضلا عن افتقارها للمنشآت الرياضية. أضف إلى ذلك أن مستوى اللاعبين ضعيف جدا بسبب ضعف التكوين الذي لم يعد يستقطب مسيّري النادي، الذين يهمهم فقط جلب اللاعبين من أندية أخرى بأسعار لا يتصورها العقل. أظن أن كثيرا من الأندية الجزائرية تعيش فوضى كبيرة في هذا المجال، يجب أن يوضع لها حد".