أثارت وفاة الناشط الصحراوي إبراهيم صيكا الجمعة الأخير في أحد سجون الاحتلال المغربي موجة إدانة صحراوية عارمة استنفرت خلالها السلطات الصحراوية والجهات الشعبية والجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان صفوفها للتنديد بهذه الجريمة الجديدة التي وصفتها ب«جريمة اغتيال" التي تعرض لها هذا الناشط على يد قوات الاحتلال المغربي. وحمل خطري آدوه رئيس المجلس الوطني الصحراوي في كلمة خلال افتتاح أولى جلسات المجلس في عهدته الجديدة السلطات المغربية مسؤولية وفاة إبراهيم صيكا وقال أن موته ناتجة عن تعرضه للتعذيب وخوضه إضرابات متتالية عن الطعام. وهو ما جعله يطالب بمحاسبة المحتل المغربي أمام القضاء والعدالة الدولية عن "جرائمه البشعة" وفي مقدمتها جرائم القتل وانتهاكاتها المتواصلة لقواعد القانون الدولي والمواثيق والاتفاقيات والتعهدات الدولية. وتوفي صيكا أحد أعضاء التنسيق الميداني للأطر الصحراوية العاطلة عن العمل مساء الجمعة بمستشفى الحسن الثاني بمدينة أغادير بعد تدهور حالته الصحية نتيجة إضرابه عن الطعام الذي خاضه منذ الخامس من الشهر الجاري احتجاجا على اعتقاله التعسفي. وفور ذيوع خبر اغتياله سادت حالة من الغضب والاستنكار شوارع المدن الصحراوية المحتلة نظم على إثرها مئات الصحراويين مظاهرة احتجاجية ليلة الجمعة الى السبت شارك فيها عدد من أعضاء التنسيق الميداني للإطارات الصحراوية العاطلة عن العمل بالإضافة إلى فعاليات المجتمع المدني الصحراوي في المدن المحتلة طالبوا خلالها بفتح تحقيق حول ظروف وملابسات وفاة الناشط الصحراوي وإجراء عملية تشريح محايدة لجثته من أجل معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت الى وفاته. وأثار الموت الغامض للشاب الصحراوي موجة إدانة واسعة وصفت على إثرها اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان وفاة صيكا ب«جريمة القتل الممنهجة" التي طالته، واعتبرت ذلك خرقا واضحا لمقتضيات الفقرة الأولى من المادة السادسة من الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية وهي الحق في الحياة التي تعتبرها المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالحق المقدس. وحملت اللجنة الصحراوية الدولة المغربية مسؤولية قانونية وجنائية مباشرة عن هذه الجريمة النكراء وكل جرائم القتل المتعمد التي ترتكبها بحق المواطنين الصحراويين العزل. وأكدت أن الضحية تعرض للتعذيب تحت الحراسة النظرية بمقر الشرطة القضائية بمدينة أكليميم جنوب المغرب ضمن أدلة أكدتها عائلته. ونفس موقف الإدانة عبر عنه كل من تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان ورابطة حماية السجناء الصحراويين في السجون المغربية وأعضاء تنسيقية رافضي جنسية الاحتلال المغربي التي طالبت جميعها بفتح تحقيق مستقل نزيه لمعرفة حيثيات وفاة صيكا. يأتي ذلك في وقت أعرب فيه الرئيس الكوبي راؤول كاسترو عن تضامن بلاده مع كفاح الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، مؤكدا على استمرار دعم بلاده للجمهورية الصحراوية ضد احتلال أراضيها من قبل المغرب. من جانبه جدد جوزيف تشيلينقي رئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي الثقافي الأممي "الإيكوسوك" التأكيد على حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في الحرية وتقرير المصير. ودعا المجتمع الدولي الى فرض المزيد من الضغوط على المملكة المغربية للكف عن عرقلة مسار السلام في الصحراء الغربية. وأدلى تشيلينقي بهذا التصريح بعد لقاء جمعه بالأمينة العامة لاتحاد النساء الصحراويات فاطمة المهدي على هامش الدورة غير العادية الدائمة ل«إيكوسوك" والذي تناول آخر مستجدات القضية الصحراوية والتحديات التي تواجهها على المستوى الدولي في ظل تفاقم الأزمة بين النظام المغربي والأمم المتحدة عقب الزيارة الأخيرة للأمين العام الأممي بان كي مون للمنطقة. وتزامن ذلك مع تنظيم مظاهرة تضامنية مع عدالة القضية الصحراوية أمام مقر وزارة الخارجية الاسبانية بالعاصمة مدريد شارك فيها مئات الأسبان يمثلون جمعيات وأحزاب سياسية صديقة للشعب الصحراوي أكدوا دعهم الثابت لهذا الشعب ولكفاحه العادل من أجل "استرجاع استقلاله وجميع حقوقه الأساسية في إطار الشرعية الدولية".