أكد وزير الاتصال، السيد حميد قرين، في ندوة صحفية نشطها أمس على هامش زيارته لولاية أدرار، أن الجرائد مؤسسات اقتصادية تخضع لمنطق الربح والخسارة، وعليها أن تتجدد وتبحث عن مخططات إنمائية للحفاظ على استمراريتها وتنويع مداخيلها، ولا يجب أن تبقى معتمدة على الوكالة الوطنية للإشهار. هذه الأخيرة التي هي أيضا مؤسسة اقتصادية تتأثر بتراجع نسبة الإشهار بفعل انعكاسات الأزمة الاقتصادية الوطنية والعالمية، والتي أثرت بشكل محسوس على عديد البرامج، ومن ثم على المناقصات الإشهارية. لكن الوزير لم يخف أيضا تفاؤله بأن تسترجع وكالة النشر والإشهار عافيتها ربما بين شهر ماي وجوان القادمين. ومن جهة أخرى كشف قرين أن وزارته ستطلق مسابقة جائزة الإذاعة الثقافية يوم 16 ديسمبر القادم، تشمل عدة مجالات ثقافية، كالرسم والسينما والأدب وغيرها. وتشارك فيها 48 إذاعة محلية جهوية. وكان وزير الاتصال السيد حميد قرين دعا الصحافيين ومراسلي مختلف وسائل الإعلام الوطنية إلى ضرورة الوصول إلى إعلام وطني موحد في التعاطي مع المعلومة الصحيحة ونقلها من مصدرها. وأكد قرين خلال إشرافه أمس بأدرار على الندوة التكوينية الخامسة حول "التعرف على وسائل الإعلام وحق المواطن في معلومة موثوقة" أنه يجب أن نرقى إلى إعلام موضوعي وهادف يسمح بالدفاع عن الجزائر ومكتسباتها. الندوة التكوينية أطر أشغالها المدير العام لجريدة "المساء" السيد العربي ونوغي الذي تطرق إلى إشكالية راهنة تتناول تحدي صمود الصحافة الورقية أمام الصحافة الإلكترونية في ظل التطور المستمر للتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال. وطرح السيد ونوغي سؤالا "هل قربت نهاية ساعة الورق واختفاء الجرائد الورقية في الجزائر، مثلما حدث في عدة دول مؤخرا، وتحويلها إلى صحافة رقمية؟ وإلى أي مدى ستستمر الجرائد الورقية في ظل تراجع المقروئية وانتقال أغلبية الناس إلى القراءة الالكترونية. وهنا أكد المحاضر على ضرورة التعاطي مع التجدد والتغيير والتكيف مع الوسائل الحديثة. مضيفا أنه بإمكان الصحافة المكتوبة الاستمرار في الوجود إذا ما التزمت الاحترافية في الأداء الإعلامي، من خلال نشر المعلومة الصحيحة والموثوقة واحترام الذوق العام للقراء والتوجه نحو تصور جديد للصحافة المكتوبة لا تعتمد على الاشهار فقط لاستمرارها. الندوة التي حضرها صحافيون وطلبة وفعاليات من المجتمع المدني، تخللها نقاش شمل انشغالات متعلقة أساسا بتوزيع الجرائد في الجنوب. للإشارة أشرف السيد قرين على تدشين المقر الجديد لإذاعة أدرار الجهوية التي جهزت بأحدث المعدات التقنية خلال زيارته أمس لأدرار .كما تفقد محطة البث الإذاعي والتلفزي ببلدية تيمي التي أشرف بها على تشغيل معدات إرسال حديثة، قبل أن يستمع إلى عرض حول نسبة التغطية للقنوات الإذاعية والبث الرقمي الأرضي وحول التجهيزات العصرية التي استفادت منها المؤسسة في إطار مخطط تطوير البث الإذاعي والتلفزي وتكثيف وتوسيع شبكة البرامج ورفع نسبة التغطية وامتصاص مناطق الظل. وأشار مسؤولو المحطة خلال هذا العرض إلى زيادة نسبة التغطية للقنوات الإذاعية بمختلف أقاليم الولاية التي سترتفع إلى حدود 90 بالمائة مع نهاية السنة الجارية بفضل المعدات الحديثة التي تدعمت بها.