انضمت مؤسسة "بيوفارم" للصناعات الصيدلانية أمس، رسميا إلى البورصة بعد عقد أولى جلساتها لتسعير أسهمها. الشركة التي طرحت 20 بالمائة من رأسمالها، ستحدث حراكا كبيرا وانتعاشا في سوق التداول بعد جمود بالهيئة دام ثلاث سنوات لم تسجل خلالها أي مبادرة للالتحاق بها، وهو الوضع الذي أدخل حالة من الجمود على "البورصة" التي بعثت من جديد في انتظار التحاق عدد من الشركات العمومية والخاصة قبل نهاية العام. تماشيا والتحول الاقتصادي الذي تعيشه الجزائر، تسعى مؤسسة "بيوفارم" الناشطة في مجال صناعة الأدوية لفتح سوق استثماراتها بطرحها 20 بالمائة من رأسمالها، ما يسمح لها برفع تمويل يفوق 60 مليون دج، وهو ما أكد عليه المدير العام لبورصة الجزائر، يزيد بلميهوب الذي لم يخف فرحته بدخول مؤسسة بيوفارم إلى سوق التداول بالبورصة مما سيشجع عددا كبيرا من المؤسسات الناشطة في القطاع الصيدلاني وغيرها لدخول الهيئة. المسؤول أوضح أن البورصة لم تتحرك خلال الثلاث سنوات الماضية بسبب المتعاملين، مضيفا أنه وبدء من اليوم، ستتغير الأمور خاصة مع دخول "بيوفارم" التي طرحت 20 بالمائة من رأسمالها، وهو ما سمح لها برفع تمويل يفوق 6.5 مليار دج بدون ضمانات باستثناء الشفافية والقدرة على التسيير، وهذه خطوة كبيرة لبورصة الجزائر ستشجع المتعاملين الاقتصاديين في القطاع الصيدلاني أو قطاعات أخرى للتقرب من البورصة لفتح رأسمالهم للتمويل أو طرح قرض سندي كما تم مع سوناطراك ودحلي وشركة الكهرباء والغاز.. التفاؤل كان السمة الغالبة على جميع المتعاملين في سوق البورصة والمتدخلين فيها يقول السيد بلميهوب - مشيرا إلى أن عملية الاكتتاب لدى "بيوفارم" تحمل الكثير من الخصوصية على اعتبار أن أكثر المكتتبين هم مواطنون بما يفوق 3500 مواطن شاركوا في العملية مقابل 150 شركة اقتنت جزء من رأسمال المؤسسة، معتبرا أن العملية هي وسيلة ناجحة لاستقطاب الأموال المدخرة لدى المواطنين والمؤسسات، مضيفا أنه ومن منظور الشمولية المالية، يجب تشجيع وجود تمويلات أخرى على غرار القرض السندي والبنوك على اعتبار أن الإمكانيات موجودة وعلينا استغلالها جيدا. "بيوفارم" ما هي إلا انطلاقة جديدة وإعادة بعث لبورصة الجزائر، حسب مديرها الذي يتوقع بلوغ 10 مؤسسات جديدة للتداول في السوق، وفي انتظار ذلك، يتم السعي لإعطاء نظرة صحيحة عن طريقة التمويل عبر البورصة، مذكرا بدخول مصنع الإسمنت بعين الكبيرة بسطيف (فرع المجمع العمومي للإسمنت جيكا) المتوقع شهر ماي المقبل، ناهيك عن إمكانية دخول المتعامل التاريخي للهاتف النقال "موبيليس" إلى البورصة، وهي المؤسسة المتواجدة ضمن قائمة المؤسسات العمومية ال8 المعنية بدخول البورصة. و تابع قوله إن مؤسستين عموميتين قد تسجلان دخولهما إلى البورصة خلال السداسي الثاني من سنة 2016، مذكرا أن مجلس مساهمات الدولة قد أعطى موافقته في سنة 2013 لثماني مؤسسات عمومية لفتح أو رفع رأسمالها عبر البورصة، ويتعلق الأمر بثلاثة مصانع للإسمنت تابعة لمجمع "جيكا" والقرض الشعبي الجزائري وشركة التأمين "لاكار" وكوسيدار للمحاجر (فرع مجمع كوسيدار) ومؤسسة تهيئة الري و"موبيليس". للإشارة، كانت لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة قد أعطت مؤخرا موافقتها بشأن دخول المؤسسة الخاصة المتخصصة في المنتجات الصيدلانية "بيوفارم" بورصة الجزائر، ويمثل هذا الدخول عرض عمومي لبيع أسهم تمثل نسبة 20 بالمائة من رأسمال المؤسسة، أي 5.104.375 سهم بقيمة إجمالية قدرها 6.252.859.375 دج حسب نفس المصدر. وتم تحديد ثمن السهم الواحد بقيمة 1.225 دج بالنسبة للجمهور العام و 1.102,5 دج بالنسبة للأجراء. ويبلغ رأسمال الاجتماعي لمؤسسة "بيوفارم" 5.104.375.000 دج، متمثل في 25.521.875 سهم عادي، وتمثل القيمة الإسمية للسهم 200 دج. وبمجرد انقضاء العملية، تم إدراج أسهم المؤسسة بالبورصة طبقا للإجراءات المحددة في قانون البورصة التي تضم حاليا أربع مؤسسات مدرجة وهي سلسلة الأوراسي الفندقية ومجمع صيدال وأليانس للتأمينات ومؤسسة رويبة للمشروبات بقيمة إجمالية قدرها 15 مليار دج. المدير العام ل "بيوفارم" عبد الواحد كرار ل "المساء": نصدّر حاليا إلى دول عربية وإفريقية وسنقتحم الأسواق الأوروبية أكد المدير العام لشركة بيوفارم، عبد الواحد كرار، أن صناعة الأدوية في الجزائر عرفت تطورا كبيرا، مبرزا أنها أصبحت تغطي 50 بالمائة من الاحتياجات الوطنية مقابل 12 بالمائة في السابق، مضيفا أن التحاق بيوفارم ببورصة الجزائر يعطي دفعا إضافيا للمؤسسة للإنتاج والتصدير وكذا حيوية أكبر، مما يسمح بوضع الثقة اللازمة للمتعاملين الاقتصاديين للالتحاق بها. السيد كرار في تصريح ل"المساء" أكد أن بيوفارم ستبدأ في تصدير الأدوية إلى البلدان الإفريقية والعربية وكذا فرنسا خلال السنة الجارية. - س: عملية دخولكم البورصة كانت ناجحة، كيف تقيّمون العملية؟ ج: نحن فرحون وفخورون بدخول البورصة باعتبار أن العملية ناجحة لأن الحصول على 6 ملايير دج جعلتنا فخورين ومتأكدين من أن مكانتنا في السوق الجزائرية وفي قلوب المكتتبين كبيرة، وهي ثقة نعتز بها وهو ما يعكسه الرقم المحصل عليه والذي يدل على الثقة الكبيرة للجزائري العادي أولا في بيوفارم وثقة الشركات التي اشترت أسهم الشركة، كما أنها ثقة في قطاع الصناعة الصيدلانية الذي يعرف نموا مستمرا منذ 10 سنوات واليوم يغطي نصف احتياجات الجزائريين. و دخولنا للبورصة اليوم هو خطوة جديدة تساعدنا في ضمان شفافية في التسيير والاتصال مع المستثمرين والأسواق لأن المستثمر - يقول السيد كرار- لديه حقوق علينا وعلينا تقديم أرقاما حول التسيير طول السنة.. - ما هي الخطوة القادمة لبيوفارم؟ اليوم بيوفارم تصدر نحن دول عربية وإفريقية، بالاضافة إلى ذلك تتطلع المؤسسة إلى اقتحام الأسواق الأوروبية بعد أن افتكت شركة "بيوفارم" لصناعة المنتوجات الصيدلانية، تأشيرة تصدير منتجاتها إلى دول الاتحاد الأوروبي بعد حصولها على شهادة الجودة والمطابقة من طرف الوكالة الوطنية لأمن الأدوية والمنتجات الصحية فرنسا - وهو ما يعتبر إثباتا على أن مصنع الإنتاج لبيوفارم الجزائر مطابق للمعايير الأوروبية. أكثر من ذلك نحن في مفاوضات مع شركات عالمية لحملها على الاستثمار في الجزائر من خلال فتح مصانع إنتاج والدخول إلى الأسواق الإفريقية لتصدير منتجاتها، وسنتوصل في أقرب الآجال إلى تجسيد مشاريع. - ومحليا ما هي مشاريعكم؟ القطاع الصيدلاني يعرف تطورا كبيرا وسنعمل على أن نغطي كامل احتياجاتنا الوطنية بالتنسيق مع جميع الشركاء، كما أننا سنستغل كل فرص الاستثمار والتنمية المتوفرة محليا وقاريا وحتى جهويا، علما أن السوق الصيدلاني الجزائري هو الأول في إفريقيا منذ سنة 2014 والثالث في منطقة مينا ونريد الاستفادة من الوضع لربح أسواق جديدة والاستجابة للاحتياجات الصحية الداخلية. سنعيد الثقة للجزائريين ونجعلهم يفخرون بالصناعة الصيدلانية التي احتلت مستوى عال من خلال جودة ونوعية منتجاتها التي حظيت بالقبول لدى متعاملينا، كما أن مخابر الرقابة الوطنية معروفة في العالم ولدى منظمة الصحة العالمية، وهو ما مكن منتجاتنا من تحصيل سمعة عالية.