تعد جمعية "شمس" الوطنية الوحيدة التي اختصت في مجال الصناعات التقليدية والحرف السياحية قبل 20 سنة من نشأتها، بعدما كانت حلما جميلا راود السيدة رابحة صفراوي، ليولد الحلم بعد مخاض عسير وتقدم خدمة للشباب في مجال التكوين والحصول على حرفة والمساهمة في الترويج للسياحة الداخلية لمدينة وهران. كانت لنا مؤخرا جلسة مع السيدة رابحة رئيسة الجمعية في مقرها الكائن بدار الصناعات التقليدية والحرف بوسط المدينة. ❊ كيف نشأت مؤسسة "شمس"؟ — نشأت سنة 1997 بفضل برنامج دعم وتشغيل الشباب، في البداية كانت الانطلاقة ب72 مليون سنتيم كقرض منح لي من طرف البنك و21 مليون من طرف الوكالة، سمح لي بتجسيد مشروعي كحرفية، ثم أخذت على عاتقي مهمة تكوين الراغبات في مزاولة إحدى الأنشطة التقليدية والحرفية، تمكنت إلى حد الآن من تكوين حوالي 900 متربّصة في مختلف الحرف التقليدية، ثم انتقلت سنة 2009 إلى جمعية اخترت لها اسم "شمس"، ومقرها وهران، كانت تضم 20 ولاية قبل أن تتدعم بنفس العدد من المنخرطين، خلال انعقاد الصالون الدولي الأخير بالجزائر حول الصناعة التقليدية، ليرتفع العدد إلى حوالي 40 ولاية عبر القطر الوطني، ومن المتوقع أن تمس الجمعية كامل ولايات الوطن مستقبلا. ❊ حدثينا عن المشاكل التي تواجه الحرفي في ولاية وهران؟ — مشكل تسويق المنتجات يتصدر قائمة العراقيل المهنية التي يعاني منها أصحاب بعض الحرف، منها صناعة الجلود، إلى جانب غلاء سعر المادة الأولية، لذلك كنت سباقة لإبرام اتفاقية بين الجمعية وقصر المعارض بالمدينة الجديدة، تم بموجبها منح فضاء مجاني لفائدة الجمعية خلال تنظيم التظاهرات التجارية، تتربّع على مساحة 30 مترا مكعبا، أعرض فيه ما أنتجته أنامل الحرفيات وإبداعاتهن بالدرجة الأولى، واستهدف الحرفيات اللواتي يجدن صعوبة في الترويج لمنتجاتهن، كما أنّني أمنح للنساء فرصة التدرب على أبجديات وفنون التسويق وعمليات البيع بصفة دورية لتمكين أكبر شريحة منهن من الاحتكاك بالعالم الخارجي في مجال البيع والتجارة عموما، بالتالي إعطاء الفرصة للجميع بالتساوي. ❊ ما هي الحرف التي تكوّنين فيها؟ — هي حرف كثيرة، لأنني أحاول دائما أن ألبي طلبات المتربصات وفي نفس الوقت أواكب العصر والحرف الجديدة، لذلك أكون في حرف الخياطة، الطرز، الحلاقة، التجميل، صنع الحلويات التقليدية والعصرية، التجميل، الرسم على الزجاج والحريف وغيرها، حيث أتعاون مع مؤطرات يقدمن تكوينا نوعيا لفائدة المتربصات وبأسعار مدروسة حتى تكون في متناولهن. ❊ فيما يتمثل دورك؟ — أخذت على عاتقي عملية مرافقة الراغبات في إطلاق مشاريعهن الخاصة من خلال خلق مؤسسات مصغرة، بتوجيههن نحو الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بغرض مساعدتهن في التمويل، وتتكفل المؤسسة من جهتها بالتسويق في إطار التظاهرات التجارية، ضمن ما أسميه بالتكامل البناء بين جميع الأطراف المعنية، كما أثمن إجراء الدولة الخاص بإلغاء الفوائد الربوية التي كثيرا ما أثارت حفيظة الشباب الراغب في الاستفادة من الدعم المالي، وكانت السبب الرئيسي في نفورهم منها، على عكس ما هو عليه الوضع الآن من إقبال الشباب عليها. ❊ هل من مشاريع مستقبلية؟ — نحن بصدد التحضير لمعرض الربيع، أطلقت عليه اسم "ربيع حواء " موجه للمرأة الوهرانية، يضم مختلف المنتجات التي أنجزتها المتربصات، كما سيسمح المعرض للزائرات الاستفادة من عرض مباشر حول كيفية ممارسة مختلف الحرف التقليدية التي توفرها الجمعية. ❊ بما تنصحين الشباب والشابات الباحثين عن منصب شغل؟ — بالرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلادنا، لم تتوقف آليات الدعم التي وضعتها الدولة تحت تصرف الشباب عموما والشابات على وجه التحديد الاستثمار في الحرفة التي تجيدها وتطورها، وما عليها إلا أن تتعلم إحداها، خاصة في الصناعات التقليدية لأنها موروث ثقافي يصب في مجال التأسيس لثقافة سياحية بداية من الآن، فالصناعة الحرفية هي التي تروج وتعرف بالمدينة وبالبلد عموما وتعتبر رافدا من روافدها، ونحن في بلد يزخر بالتنوع والثراء الثقافي وعلينا الاستثمار في هذه المقومات.