حذر الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أمس، من محاولات البعض الانتقاص من قيمة مؤسسة الرئاسة بشتى الوسائل باعتبارها خطا أحمر، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية صوت عليه الشعب وهو مدرك لوضعيته الصحية، ليضيف في هذا الصدد "بدون مزايدة الرئيس معه الشعب والذي يريد إجراء سبر للآراء لقياس شعبيته فلينزل إلى الشارع". سعداني استغل فرصة اجتماع المكتب السياسي بمقر الحزب ليجدد مرة أخرى موقف الجبهة من الهجمة التي يتعرض لها رئيس الجمهورية، مؤكدا أن ذلك ليس في مصلحة البلاد قبل أن يستطرد "أقول ذلك لأن بعض الصغار يتطاولون على هذه المؤسسة دون أن يضعوا حسابا للشعب وهم لا يخجلون من التاريخ"، قبل أن يردف "لن تغيروا من رجولة الرجال وستظلون تقفزون كالفئران"ولا أحد يستطيع تنحية الرئيس". بعد أن تساءل عن المستفيد من التهجم على مؤسسة الرئاسة، أوضح سعداني قائلا "الرئيس معه الله والرجال الصالحين وحزب جبهة التحرير أيضا"، كما وجه رسالة لمنتقدي حزبه بتأكيده بأن "الجبهة إذا سكتت يوما ما فإنها لن تسكت مستقبلا ونحن على استعداد للإجابة على كل شيء ونقول للسياسيين السياسة لها أخلاق ويجب الالتزام بها". فيما يتعلق برئاسيات 2019 وحديث بعض الأطراف عن ترشيح بعض الأسماء، قال السيد سعداني إن منصب رئيس الجمهورية ليس شاغرا وسباق الرئاسيات لم يحن بعد. الأمين العام للحزب العتيد نبه إلى المخاطر التي باتت تهدد البلاد، مشيرا إلى أن الوضع الذي تعيشه الجزائر يحتاج إلى وقفة، وأن الذي يعتقد بأن المساس بالبلاد يعد أمرا هينا فهو مخطئ سواء أكان سياسيا أو عسكريا أو إعلاميا، ليستطرد في هذا السياق "المساس بأمن الدولة هو زلزال يمسنا أيضا ونحن في جبهة التحرير الوطني نناضل كغيرنا من أجل المحافظة على المصلحة العامة وهو ما يتطلب تكاتف الجميع وبناء جدار وطني صلب تشارك فيه كل الحساسيات والأحزاب السياسية بكل مكوناتها". كما أكد ضرورة أن يكون الإعلام قاطرة هذه المرحلة بتجنيد المواطنين وتحسيسهم بالتحديات التي تواجه البلاد. سعداني حذر من تداعيات الربيع العربي على المنطقة، مؤكدا أن الجزائر ليست بمنائ عنها إذا لم يتم الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحدقة بها ،لكونها مركز المغرب العربي وثرواته فضلا عن موقعها الجيواستراتيجي . كما أوضح أن مخطط ضرب ليبيا كان يستهدف الجزائر أيضا، مبرزا أن السيناريو مازال يمتد من خلال الإتيان بإرهابيي "داعش" إلى الحدود، قبل أن يؤكد في هذا الصدد "هناك مؤامرة يستعين بها البعض لخدمة أغراضهم الخاصة وهو يدخل في إطار تقسيم الدول". الأمين العام للحزب العتيد أكد بأن "هناك واجبا وطنيا لا يجب أن نختلف حوله، مما يستدعي رص الصفوف خدمة لمصلحة الوطن"، مضيفا "إذا لم نخطئ في هذه المرحلة وعرفنا كيف نتجاوزها، سنتجاوز الصعوبات سواء أكانت أمنية،اقتصادية أو اجتماعية"، مضيفا في هذا السياق "من الذي يريد أن يغير الدول والرؤساء ،هل الشعوب أم أن هناك آلة قوية ضاغطة تعمل على تغيير الأشياء". في هذا الصدد، أكد أن يد الحزب ممدودة لكافة التشكيلات الوطنية وحتى وسائل الإعلام، شريطة أن يكون العمل السياسي مهذبا ويبنى على التمثيل وليس على اللغو، في حين أردف "لا نشارك في تطاول أو تجاوز المؤسسات ،لان احترامها هو خط أحمر ونحن مع بناء عمل سياسي توافقي يخدم المصلحة العامة ويهذب العمل السياسي". وبعيدا عن الوضع المتشائم للبلاد، أكد سعداني أن الجزائر تعيش وضعا أحسن مقارنة ببلدان أخرى في العالم سواء بالقارة الأمريكية أو الأوروبية أو العربية، مضيفا في هذا الصدد "إذا تكلمنا بموضوعية فإن وضع الجزائر يحسد عليه". كما ذكر بصواب رؤية الجزائر في العديد من القضايا مثل الإرهاب، مؤكدا أن الجزائر سبق لها أن حذرت منه باعتباره ظاهرة عالمية ليس لها حدود ولا دين ولا ثقافة، و الأمر نفسه بالنسبة للازمة الاقتصادية إذ تعد الجزائر أول من حمل شعار نظام عالمي جديد في زمن الرئيس الراحل هواري بومدين وحتى قبل أن تسقط التحالفات الكبرى. بخصوص التصعيد المسجل بين كتلة حزب جبهة التحرير الوطني ووزير العلاقات مع البرلمان، قلل سعداني من القضية التي وصفها باللاحدث، مشيرا إلى أنها تعني الشأن الداخلي للحزب .في حين لم يمانع تلبية دعوة الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي لحضور المؤتمر الاستثنائي للحزب المزمع عقده اليوم في حال تلقاها. اجتماع المكتب السياسي للحزب أفضى إلى بيان ثمن الاستجابة والهبة القوية للأحزاب والتنظيمات والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية والمراجع الدينية، من خلال الالتفاف حول مبادرة الجدار الوطني واللقاء المنعقد يوم 30 مارس الماضي. كما نوه بالحضور المكثف لمناضلي وإطارات الحزب من خلال الخرجات الميدانية لقيادة الحزب لدعم الرئيس ونصرة الجيش ومختلف أسلاك الأمن مثمنا مجهوداتهم الجبارة في الحفاظ على امن البلاد والتصدي لكل من يريد المساس بحرمة الحدود. من جهة أخرى حث المكتب المناضلين لتوسيع القاعدة والاستعداد للاستحقاقات المقبلة.