يترأس وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، وفدا لرجال الأعمال بمناسبة زيارة عمل ستقوده إلى العاصمة الإيرانيةطهران من 15 إلى 18 ماي الجاري. وفي إطارها سيتم تنظيم منتدى اقتصادي يضم متعاملين يعملون في قطاعات السيارات والمقاولة الميكانيكية والإلكترونيات والكهرباء والزراعة والصناعات الغذائية والطاقة والطاقات المتجددة، والمواد النفطية والكيميائية الصناعية، البناء ومواد البناء والمنسوجات والأدوية والتعدين. وعرفت العلاقات الاقتصادية الجزائريةالإيرانية تطورا ملحوظا خلال السنة الجارية، تزامنا مع رفع العقوبات ضد طهران على خلفية ملفها النووي. والجزائر كالكثير من الدول تسعى إلى استغلال عودة إيران إلى التعاملات الدولية من أجل تكثيف علاقاتها، اعتمادا على العلاقات السياسية الجيدة التي تجمع البلدين في السنوات الأخيرة. وستكون زيارة وزير الصناعة والمناجم إلى طهران التي أعلنت عنها الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، فرصة لإعادة تفعيل اللجنة المختلطة الجزائريةالإيرانية للصناعة بغية وضع آلية منتظمة للتعاون الصناعي بين البلدين، مع العلم أن هذه اللجنة التي تم إنشاؤها بموجب مذكّرة تفاهم صناعي بين الجزائروإيران في 2003 توقفت منذ عدة سنوات. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال، قد دعا بمناسبة انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين في ديسمبر الماضي، إلى إقامة شراكة نموذجية "مبنية على المصالح المتبادلة" مع إيران. وخلالها اتفق البلدان على إعطاء دفع لتعاونهما من خلال التوقيع على برامج تنفيذية ومذكّرات تفاهم، وإعادة تفعيل اللجنة المختلطة للصناعة قبل جوان، إضافة إلى تنظيم لقاءات بين رجال أعمال البلدين للنظر في مشاريع مشتركة تأخذ بعين الاعتبار قدرات كل بلد والفرص المتاحة لبناء شراكة اقتصادية قوية. وترى الحكومة أنه من خلال السياسة الصناعية التي وضعتها وكون الجزائر منفذا هاما للإيرانيين نحو إفريقيا والبلدان العربية، يمكن إقامة مشاريع مشتركة والذهاب معا نحو أسواق واعدة في المنطقة الافريقية والعربية. للاشارة، فإن حجم المبادلات التجارية بين الجزائروإيران لايتعدى حاليا سقف 10 ملايين دولار، وهو على حد تعبير السفير الإيرانيبالجزائر رضا عامري "ضعيف جدا ولايرقى لمستوى العلاقات السياسية الجيدة التي تجمعهما". ولهذا فإنه دعا خلال لقاء نظم بالجزائر منذ أسابيع إلى ضرورة ترقية العلاقات الاقتصادية، معلنا عن فتح فروع لبنوك إيرانيةبالجزائر لتسهيل عمليات التمويل.