يهتم الفلاحون في ولاية أدرار وبالأخص الشباب منهم، بتربية الأسماك على مستوى دائرتيّ رقان وأدرار، نظرا لنتائجها الاقتصادية المرجوة، إضافة إلى إمكانية تحقيق الاستهلاك المحلي والأمن الغذائي، تطبيقا لرؤية وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري الإستراتجية. جاء في تصريح للمدير الجهوي للصيد البحري والموارد الصيدية، السيد أحمد تدبيرت، أن فكرة تربية المائيات في ولاية أدرار تبلورت إثر زيارة العمل والتفقد التي قام بها وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، السيد سيد أحمد فروخي للمنطقة خلال يومي 14 و15 مارس من العام الفارط. وأضاف تدبيرت أن الوزير أعطى حينها تعليمات تخص تشكيل فوج عمل على المستوى المركزي حول تربية المائيات، يترأسه السيد توفيق بوتوشنت ويضم عدة إطارات تابعة للوزارة، إضافة إلى باحثين في المعهد الوطني لتنمية الصيد البحري وتربية المائيات وكذا المعهد الوطني المتخصص في التكوين، بالإضافة إلى المديريات الولائية بالجنوب. وفي هذا السياق، زار مختصون ولاية أدرار، وتنقل الوفد إلى كل مناطقها، وقام بتنظيم العديد من اللقاءات مع الفلاحين، ليكتشف أن عددا منهم مارس هذا النشاط في السابق، ومنه تم إعداد قائمة اسمية لمجموعة قليلة من الفلاحين الذين يمتلكون أحواض سقي، إذ من دونها لا يمكن تربية الأسماك. وتم في هذا السياق، تحديد عدد الفلاحين الراغبين في تربية الأسماك، وتزويدهم من قبل الوزارة بألف سمكة لزراعتها في أحواض خاصة بزراعة الأسماك، وهي نفسها الأحواض المستعملة في السقي، وبالموازاة مع ذلك، تم تنظيم دورة تكوينية لفائدة الفلاحين المستفيدين بهدف تكوينهم في مجال تربية المائيات. في المقابل، أشرف على تأطير هذه الدورة، مختصون اهتموا بتلقين الفلاحين تقنيات تربية وتفريخ وتوليد الأسماك، وكذا كيفية تغذيتها، إضافة إلى طريقة الاستزراع والتأكيد على أهمية السقي بالمياه التي تتربى فيها هذه الأسماك، نظرا لكونها مشبعة بالبروتينات الحيوانية، وهي عبارة عن أسمدة بيولوجية طبيعية تغنيهم عن استعمال الأسمدة الكيمياوية الاصطناعية، كما تم تزويدهم أيضا بغذاء الأسماك تشجيعا لهم على المضي قدما والتفاني في تربية الأسماك، ناهيك عن استفادتهم من امتيازات أخرى. للإشارة، تم تزويد الفلاحين بأسماك "البلطي النيلي" التي تتأقلم مع الظروف الطبيعية الصحراوية المعروفة بقساوتها، وهو ما يفسر نجاح تربيته في أدرار وفي بعض المناطق الصحراوية الأخرى، كعين صالح. كما تتواجد على مستوى ولاية أدرار، جمعية تهتم بنشاط تربية المائيات ويتعلق الأمر بجمعية "آفاق للأنشطة الفلاحية وتربية المائيات" التي أنشئت قبل الشروع في تربية المائيات في الولاية بداية من العام الفارط. وتعود فكرة إنشاء هذه الجمعية إلى الأستاذ مبروكي الذي أنشأ مستثمرة فلاحية، ثم جلب مجموعة من سمك "القط" من عين صالح، كما وزع مجموعة منها على ثلاثة عشر فلاحا بمنطقة رقان ممن كانوا يرغبون في تربيتها، مشيرا إلى أنه سيواصل عملية توزيع مجموعات أخرى من هذه الأسماك على فلاحين آخرين ممن لديهم الرغبة في تربيتها. واستفاد السيد مبروكي من الأسماك التي وزعتها الوزارة على المربين، كما أبدى تفاؤلا كبيرا بمستقبل هذه الشعبة في أدرار، خاصة في منطقة نشاطه برقان، حيث تتوفر كل الشروط الملائمة لنجاحها وعلى رأسها المياه العذبة، داعيا إلى ضرورة تشجيع الهيئات المعنية لمربي الأسماك في أدرار وفتح تخصص تربية المائيات بمؤسسات التكوين المهني في الولاية حتى تكون رائدة في شعبة تربية المائيات.