يبدو أن فرحات مهني، زعيم ما يسمى بالحركة الانفصالية لمنطقة القبائل أو الماك، سيرتشف القهوة وحيدا، وأن دعوته الفنانين الكبيرين إيدير ولونيس آيت منقلات لهذه الجلسة، لن تكون أصلا؛ لأن هذين "العملاقين"، ببساطة، رفضا استغلال اسميهما في جرّ البلاد إلى الفتنة الجهوية، واتخذا السكوت عنه جوابا بليغا لكسر مخططه. يواصل فرحات مهني حملته التشويهية للمطربين التي بدأها ضد آيت منقلات منذ أن حضر تجمعا شعبيا عام 1999 لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة حملته الانتخابية بولاية تيزي وزو؛ إذ لامه البعض، والحقيقة التي أفاد بها، أمس، نجل المطرب جعفر آيت منقلات في اتصال هاتفي ل "المساء"، أن فرحات مهني لم يتحدث إلى أبيه أبدا، حسبما نقله منبر إعلامي، وأنه لم يتلقّ أي دعوة موازاة مع إيدير لتناول القهوة مع الذي ورد اسمه، وأن آيت منقلات لم يوجّه أي رسالة أو بيان بالخصوص، موضحا أنه في حالة ما كان هذا الأمر فسوف يخرج علنا للإعلام في ندوة صحفية. واسترسل أن ما يجري هو مجرد لغو إعلامي لا أساس له من الصحة.وأضاف جعفر آيت منقلات أن اللقاء الذي جمع الوزير الأول عبد المالك سلال بلونيس آيت منقلات، لم يكن مقصودا؛ إذ كان بمناسبة نظمها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وحضرها العديد من الفنانين وليس والده فقط، معبرا عن انزعاجه من التناول الإعلامي الخاطئ للحدث، وأنه مثلما كان الوزير الأول ضيفا على مناسبة إتلاف 2 مليون قرص مقلد كان كذلك الفنان لونيس آيت منقلات ضيفا، وأن اللقاء جاء بمحض صدفة ولم يكن مرتبا مسبقا، كما يحاول البعض الإيحاء به لذلك، والأمر لا يستدعي تأويلات سياسية لا طائل منها. من جهته، نفى إيدير انضمامه للحركة الانفصالية في مناسبة إعلامية سابقة. وقال في نوفمبر الماضي بتيزي وزو إنه لا يوجد أي شيء في حياته يوحي بأنه من "الماك"، أو صرح في يوم ما بأنه انفصالي أو ينتمي لأي حزب، معتبرا أنه لا شيء يعلو فوق الهوية، وأنه غير معترف بكل الأطراف السياسية. كان الفنان إيدير من بين الضيوف الذين حضروا الحدث الذي نظمه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وصافح كذلك الوزير الأول على غرار باقي الفنانين، وهو ما يثبت قطعا اختلافه مع فرحات مهني حول فكرة الانفصالية التي يدعو إليها. وتحدّث إيدير إلى "المساء" في تلك المناسبة، وقال إنه اشترط تنظيم حفل رسمي في الجزائر عندما تكون اللغة الأمازيغية رسمية إضافة إلى الدستور أن تصبح كذلك ممارسة حقيقية من لدن كل الجزائريين، لكنه ليس منقطعا عن الجزائر وعن مسقط رأسه بتيزي وزو؛ فهو يقوم بزيارات على الدوام، ويقيم حفلات جوارية بها. من الغريب أن يجعل فرحات مهني من نفسه وصيّا على سيدين لهما من رجاحة العقل ما يكفي، ويقول بلغة المهادنة إنه سيرى في أمر اللقاء الذي كان مع الوزير الأول، تصريحٌ يثير التعجب فعلا، ذلك أن موقفي إيدير وآيت منقلات واضحان، لكن مهني مازال يسعى لدحرجة الرأي العام نحو انزلاق خطير.