خاض المخرج الجزائري مرزاق علواش أول أمس بكوريا الجنوبية، في الحديث عن تجربته السينمائية بمناسبة مشاركته في مهرجان الفيلم العربي الخامس المقام في العاصمة سيول وبوسان منذ 26 ماي المنصرم، حيث تم عرض ثلاثة من أفلامه الأخيرة، وهي "مدام كوراج"، "الأسطح" و"التائب". في لقاء صحفي أجرته معه وكالة "يونهاب" للأنباء في جامعة إيهوا، قال المخرج مرزاق علواش: "بالنسبة لمخرج الفيلم السينمائي، سواء كان فيلما جادا أو فيلما تجريبيا أو فيلما فنيا، فإنه يسعد أن يجد فرصة لعرض فيلمه لمزيد من المشاهدين"، مضيفا: "من المدهش أن أجد مشاهدين مهتمين بمشاهدة الأفلام العربية في آسيا التي تقع بعيدة جغرافيّا عن الدول العربية، وهم جادون في لقاء مع المخرج كأنهم يدرسون الأفلام"؛ في إشارة إلى الكوريين الذين كانوا يكتبون أقوال المخرج في جلسة مخصصة للأسئلة والأجوبة أجريت عقب انتهاء عرض فيلمه "التائب". وقال: "إن المشاهدين في أي مكان في العالم يتشابهون عندما يطرق الفيلم قلوبهم، فيسعون لفهمه"، مضيفا أنه يسعد عندما يفهم المشاهدون أفلامه ويتأثرون بها". ويروي فيلم "مدام كوراج" (2015) الذي تم عرضه يوم السبت الماضي، قصة عمر الشاب المراهق الذي يعاني من القلق والاضطراب والمشاكل اليومية، ويعيش في أحد الأحياء القصديرية بمستغانم بالجزائر، وهو منحرف، غير أنه بدأ يتغير بعد أن واجه بنتا نهب منها سلسة من الذهب. وردا على سؤال حول ما إذا كانت رسالة الفيلم أن الحب قد ينقذ شخصا منحرفا مثل حالة عمر، أجاب المخرج بأن له اهتماما وحبّا خاصا للشباب المهمشين؛ لكونهم جزءا من المجتمع على الرغم من أنهم منحرفون. ويريد أن يوصل رسالة مفادها أن عمر له أيضا مشاعر كأي شاب عادي، ويعبّر عن مشاعره مثل غيره على طريقته الخاصة، وهو ينمو مع حبه للفتاة. ويروي فيلم "التائب" (2012) حال المتطرّفين الإسلاميين الذين عادوا إلى مواطنهم بعد أن تركوا أسلحتهم، غير أنّهم يغادرونها بسبب برودة السكان تجاههم. ويتطرّق فيلم "الأسطح" (2013) لقضايا المجتمع الطبقي والدين والناس والمجتمع الذكوري في الجزائر؛ من خلال مختلف الشخصيات على أسطح المنازل في مواعيد الصلاة. وقال مرزاق إنّه منذ أن بدأ العمل ظلّ يتابع المجتمع الجزائري كمبدأ في نشاطه، وأنه يريد أن يروي عبر أفلامه، حياة عامة الشعب. والأفلام الثلاثة التي تم عرضها في المهرجان تم إنتاجها في سنوات متقاربة، وهي عن المواضيع الاجتماعية وعن الناس في ظروف متشابهة، مما يساعد المشاهدين على فهم حياة عامة الشعب الجزائري. وأضاف المتحدث أنّه ينصح الشباب بعدم اللجوء إلى استخدام العنف، بالإشارة إلى أنّ بعضهم الآن يربطون "الجنة" بالعنف، وهناك من يحرّض على هذا التوجّه، وهو ينصح الشباب بعدم اللجوء إلى هذا التفكير. والأهم هو الحياة في سعادة، معبّرا عن أسفه على الصورة السلبية للشباب العرب على المستوى العالمي؛ بسبب أحداث إرهابية وقعت في أماكن مختلفة في العالم. وحول خططه المستقبلية أفاد علواش بأنه يَعدّ حاليا فيلما وثائقيا بناء على استطلاعات وسط الشباب والمثقفين الجزائريين حول موضوع "الجنة"، وهو في المرحلة الأخيرة بعد انتهاء التصوير والمونتاج، وفي طريق طرحه للجمهور. يشار إلى أنّ مرزاق دخل مدرسة السينما في الجزائر. وبدأ عمله منتجا لفيلم وثائقي، وكان أول أفلامه "عمر قاتلاتو" عام 1976، كما قام بإخراج 22 فيلما خلال حياته السينمائية التي استمرت لمدة 40 عاما.