أعربت وزيرة الشؤون الخارجية السويدية مارغو والستروم عن رغبة بلدها في تعزيز علاقاته التجارية والاقتصادية مع الجزائر، لاسيما من خلال تشجيع الاستثمار في كلا البلدين. وأكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة من جانبه، أن العلاقات بين الجزائروالسويد "مرشحة للتطور أكثر والدخول في مرحلة شراكة نوعية". وسمح اللقاء والمحادثات التي جمعت أول أمس الوزيرين، باستعراض القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية إضافة إلى جملة من القضايا الجهوية والدولية. وفضلا عن تأكيدها على الرغبة في تطير العلاقات الاقتصادية مع الجزائر، فإن السيدة والستروم قالت في تصريح لها عقب لقائها بالسيد لعمامرة: "لقد تطرقنا لدور الجزائر في المنطقة، والعمل الذي يمكننا القيام به سويا في إطار الأممالمتحدة، وكذا التحديات التي ينبغي على الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي رفعها لمواجهة الهجرة غير القانونية والإرهاب". أما السيد لعمامرة فاعتبر أن العلاقات بين الجزائروالسويد "مرشحة للتطور أكثر والدخول في مرحلة شراكة نوعية، تتسم ببعض الجوانب الاستراتيجية"، معربا عن أمله في أن تساعد الزيارات المقبلة بين مسؤولي البلدين، على "تحقيق المزيد من التقدم". ولفت إلى أن العلاقات بين البلدين "تعود إلى بداية القرن 18، لكنها تميزت خلال الثورة التحريرية الجزائرية بتعاطف الشعب السويدي، وبالمساعدات من طرف عدد من الشخصيات البارزة والأوساط الحزبية والمجتمع المدني". ومنذ سنة 1962 فإن العلاقات الثنائية كما أضاف تميزت بالصداقة والزيارات على مختلف المستويات، مبرزا المكانة الخاصة التي كان يتمتع بها في الجزائر الوزير الأول السويدي الراحل أولف بالم، وعلاقاته بالمسؤولين الجزائريين، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي كان آنذاك وزيرا للشؤون الخارجية. ونوّه السيد لعمامرة بتعاون الجزائر مع السويد في نصرة القضايا العادلة في القارة الإفريقية، وكذلك في بعث التعاون الدولي "المتوازن" بين الشمال والجنوب، مشيرا إلى أن السويد "تميزت دائما وبمعية بعض الدول الشمالية، برفع مستويات مساعدتها الإنمائية للقارة الإفريقية". وأردف قائلا: "نحن ندعم هذا التوجه، ونأمل أن تواصل السويد والدول الشمالية العمل الدؤوب من أجل مساعدة الأفارقة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، مؤكدا أن للسويد رغبة في أداء دور سياسي أكبر، يشمل الانضمام لمجلس الأمن خلال الانتخابات المقبلة. للإشارة، استُقبلت المسؤولة السويدية أول أمس من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال. وكان اللقاء "فرصة لبحث وضع العلاقات الثنائية في مختلف الميادين ذات الاهتمام المشترك"، حسب بيان لمصالح الوزارة الأولى، الذي أشار إلى أن الطرفين تحدّثا عن الطابع التقليدي لهذه العلاقات التي يطبعها الاحترام المتقاسم والثقة المتبادَلة، معربين عن أملهما في أن تتعزز أكثر. وأضاف البيان أن المسؤولين دعيا المؤسسات والمتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين، إلى المزيد من التشاور من أجل تجسيد المشروع الشامل للتعاون الذي يعود بالفائدة على البلدين. كما سمح اللقاء الذي جرى بحضور السيد لعمامرة، بالتطرق إلى المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما تلك المتعلقة بالنزاعات الكبرى التي تهدد الاستقرار في العالم، والتي سُجل توافق تام حولها".