المرض الذي مس المحاصيل الزراعية هذا الموسم، أظهر أهمية التحسيس والاتصال بالناشطين مثلا في حقل شعبة الحبوب، وهو ما يحدثنا السيد حسان قيرواني عضو خلية الاتصال للمعهد التقني للزراعات الواسعة، الذي ذكر لنا أن الوزارة تعطي أهمية كبيرة للتحسيس والإرشاد، وأنه بادر بإنشاء "قناة السنبلة" على "اليوتيوب"، واقترح على وزارة الفلاحة والتنمية الفلاحية والصيد البحري إنشاء قناة فلاحية تهتم بهذا العالم الرحب المرتبط أساسا بعصب الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي. أفاد السيد حسان قيروان رئيس مصلحة وعضو بخلية الاتصال للمعهد التقني للزراعات الواسعة، الناشط في مجال التحسيس، أنه فور وصول معلومات حول هذا المرض الذي مس المحاصيل الحقلية، خرج التقنيون إلى الميدان للمعاينة وإرسال التقارير، وبما أنه الظاهرة المكتشفة كانت محدودة الانتشار، فإنه لم تصنع أية ضجة. وكشف السيد قيرواني، وهو صاحب مبادرة قناة "السنبلة" التي تبث على "اليوتيوب"، عن أن لكل مزرعة جهوية منطقة نشاط تغطي من خلاله عدة ولايات عبر شبكة تتكون من فلاحين خواص، مزارع نموذجية، مزارع فردية وجماعية، من أجل تكثير البذور القاعدية، فزيادة على توفيرها للفلاح والعمل على تطوير التقنيات في سبيل رفع الإنتاج كمّا ونوعا، هناك شيء أساسي وهو الدعم التقني والإرشاد لمختلف المتعاملين، عن طريق برنامج يتم ضبطه في بداية الموسم، يحتوي على زيارات ميدانية للفلاح، تجمعات تبيينية، زيارات تشخيصية للآفات، زيادة على متابعة مختلف العمليات الزراعية المشكلة للمسار التقني لتكثير البذور الذي يجب تطبيقه بصرامة، كما تنظم أبواب مفتوحة سنوية على مستوى مزارع المعهد للتعريف بمختلف النشاطات والبرامج، مثل عرض مسيرة استنباط أصناف جديدة وكذا مختلف التقنيات، بغرض مرافقة وتوعية الفلاح حتى يكون متحكما في عمله. وفي سؤال "المساء" حول تطوير وسائل الإعلام والتحسيس، قال محدثنا إنه إلى جانب ما يقوم به معهدنا وبقية المعاهد التقنية في الميدان، ولما يكتسيه القطاع من أهمية بالغة، أصبح من الضروري التأسيس لإعلام فلاحي يكون سندا في مجال الإرشاد الفلاحي، ومن ذلك إنشاء دوريات متخصصة في الفلاحة بمختلف شُعبها، منها الشعب الإستراتيجية كالتي يعمل عليها معهدنا وبما أنّه للسمعي البصري سعة الانتشار والتأثير البالغ، أضحى إنشاء قناة موضوعاتية فلاحية أمرا ملحّا، فهناك دول عربية لا تضاهي الجزائر في إمكانياتها في القطاع لها قنوات فلاحية، وللجزائر دواع ومحفزات لتحقيق هذا المشروع، أهمها حاجة القطاع لتطوير وعصرنة الإرشاد الفلاحي بهدف رفع مستوى الفلاح التقني والمعيشي، بالتالي النهوض بالاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وملاءمة قانون السمعي البصري لإنشاء قنوات موضوعاتية، تعدد وتثري الشُّعب الفلاحية، بالتالي توفر المادة الإعلامية ووجود الكفاءات البشرية المتحمسة للمشروع من إطارات، باحثين، إعلاميين، إلى جانب انتشار وفعالية السمعي البصري مقارنة بباقي الوسائط (كتيبات، مطويات، لوائح...) وتحقيق الإقناع بفعل نقل المعلومة عن طريق التبيين، فضلا عن إمكانية الاطلاع على المادة من طرف الجمهور بفعل توفر التكنولوجيا (يوتيوب، فايسبوك...)، وكذا إمكانية استفادة ميادين أخرى ذات صِلة بالقطاع ومنه اتساع جمهور القناة. وبشأن قناة "السنبلة" الفلاحية الإرشادية على "اليوتيوب"، ذكر محدثنا وهو خريج معهد علوم الإعلام والاتصال، ذكر السيد قيرواني أنه موظف في محطة التجارب وإنتاج البذور بوادي السمار التابعة للمعهد التقني للزراعات الواسعة "ITGC"، والمهمة الأساسية لهذا الأخير هي تنمية وتطوير المحاصيل الإستراتيجية من حبوب وبقوليات غذائية وأعلاف، قائلا: "فكّرت منذ توظيفي سنة 2010 بالمزج بين تخصصاتي الثلاث (الإعلام والاتصال، الفلاحة، والإعلام الآلي) لأقوم بتوثيق مختلف العمليات الزراعية عن طريق التصوير، إعداد سيناريو للموضوع المراد تناوله، ثم القيام بالتركيب لإعداد مقاطع سمعية بصرية إرشادية يتم توزيعها على الفلاحين، المرشدين، الطلبة ومختلف الناشطين في الميدان، وهذا تكملة لما يتمّ نشره من طرف المعهد من منشورات مطبوعة". مضيفا أنه بعد الانتشار الواسع لتكنولوجيا الإعلام والاتصال واستعمالها من طرف مختلف الفاعلين في قطاع الفلاحة، تبلورت لديه الفكرة بإمكانية إيجاد وسيلة تمكّن من نشر الرسالة على نطاق أوسع لجمهور أكبر في وقت أقصر، فأنشأ قناة "السنبلة " الفلاحية الإرشادية على "اليوتيوب" في سبتمبر 2015، حيث يتمّ تحميل ونشر المقاطع الإرشادية المنجزة، وكذا مشاركات إطارات المعهد في الإعلام قصد الإرشاد، كما تُعتبر القناة مصدرا لنشر المقاطع الإرشادية على صفحة "الفايسبوك" لمزرعة التجارب وإنتاج البذور بوادي السمار، وبعض صفحات باقي المزارع التابعة للمعهد، لاقت "السنبلة" إعجابا وتشجيعا من مختلف الشرائح (فلاحين، طلبة، باحثين، إطارات...)، والعمل جار لإثراء محتواها. المبادرة لاقت تشجيع وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري الذي أكد أنه يتابعها باستمرار، لأتقدم له بتصور عام حول مشروع القناة التلفزيونية الفلاحية الذي نأمل أن يتجسد. وأثنى محدثنا على بعض الإطارات من معهد الزراعات الواسعة استغلوا التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال من شبكات التواصل الاجتماعي وبادروا بإنشاء صفحات تعتبر فضاء آخر للإعلام والدعم التقني، حيث شهدت إقبالا وإعجابا واسعا من طرف الطلبة والمهنيين وحتى الفلاحين، خاصة من فئة الشباب الذين يتواصلون باستمرار بإرسال استفسارات حول التقنيات، إضافة إلى صور عن محاصيلهم والعمليات الزراعية التي يقومون بها، ومن بين أنشط صفحات المزارع التابعة للمعهد التقني للزراعات الواسعة، الصفحة الخاصة بمزرعة وادي السمار، سطيف، قالمة وغيرها.