يتنبأ عدد من الفلاحين في ولاية قسنطينة والمنتسبين إلى هذه الشعبة التي باتت من أولويات الحكومة الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، خاصة في ظل تدهور أسعار النفط، بأن الإنتاج الفلاحي بنوعيه النباتي والحيواني في الشرق الجزائري، سيكون خلال هذا الموسم الفلاحي منتوجا وفيرا ويستجيب للتطلعات التي وضعتها الجهات الوصية، وعلى رأسها مديرية المصالح الفلاحية، ومن ورائها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حيث أكد عدد من الفلاحين والمختصين في المجال، وفي دردشة مع جريدة "المساء"، أن كل الأسباب باتت متوفرة لتحقيق إنتاج فلاحي مقبول وفي المستوى، يرضي كافة الأطراف، وأن جل المشاكل التي واجهت الفلاحين خلال هذا الموسم الفلاحي، على غرار بعض الأمراض الفيروسية والطفيلية وعلى رأسها البروم وقمل القمح، لم يكن لها تأثير كبير على المساحات المزروعة سواء في جانب الحبوب، وعلى رأسها القمح بنوعيه الصلب واللين، أو الخضر والفواكه وحتى إنتاج اللحوم البيضاء والحمراء، أضاف المتحدثون أن هناك دعم كبير من طرف الدولة في هذا القطاع، يجب أن ينعكس على المردود من خلال اتباع الطرق العلمية في العمل والاعتماد على المسار التقني، وهو الأمر الذي يسير عليه أغلب الفلاحين في ولاية قسنطينة التي أضحت من بين الولايات الرائدة في إنتاج الحبوب والبقول الجافة، وتشير التوقعات إلى إنتاج أكثر من مليون ونصف المليون قنطار خلال هذا الموسم الفلاحي على مساحة تبلغ حدود ال70 ألف هكتار. محمد عقون، فلاح ببلدية عين أعبيد: حقننا نتائج مشجعة في الحبوب ونسعى إلى تطوير الأشجار المثمرة وصف السيد عقون، فلاح ببلدية عين أعبيد، الإنتاج خلال الموسم الحالي بالجيد، معتبرا أن كل الشروط متوفرة لتحقيق موسم فلاحي في المستوى المطلوب من حيث كمية الأمطار المتساقطة وتوفر البذور، الأسمدة والأدوية في وقتها، واعتبر أن منطقة عين أعبيد التي تنتمي إلى الجنوب القسنطيني، مشهورة بزراعة الحبوب وقد حققت نتائج جد مقنعة، مضيفا أنه شخصيا حقق مردودا في حدود 40 قنطارا في الهكتار من الحبوب الشتوية من القمح بنوعيه الصلب واللين، وهو حسبه، مردود يفوق بكثير المعدل الوطني، يضاف إليه تربية الغنم الذي يتم تغذيته من بقايا القمح والشعير وكذا الخرطال التي تنتجها أرضه. وقال السيد عقون بأن المسار التقني الذي ألف على تطبيقه منذ سنوات، كان له الفضل الكبير في تحسن مردود أرضه الفلاحية، مضيفا أنه اعتاد على الهمل وفق الطريقة القديمة المتوارثة عن الأجداد، أي بداية العمل في فصل الربيع على الطريقة المعروفة لدى العامة بمنطقة الشرق الجزائري باسم "ميالي الربيع"، حيث يتم حرث الأرض في شهر مارس ولا تزرع حتى شهر أكتوبر إلى نوفمبر في خطوة من أجل الحفاظ على مكونات التربة وكذا المياه الجوفية، وأكد أن الخبرة وحدها لا تكفي، حيث يضطر للاستعانة بالطرق العلمية من خلال الاحتكاك بالمعاهد المختصة التي تلعب دورا كبيرا في التحسيس والتوعية، خاصة في مجال استعمال الأدوية المضادة للأعشاب الضارة، وبذلك الزيادة في النتاج وتجنب العديد من المشاكل. وحسب السيد عقون، فإن الظروف المناخية خاصة من حيث المغياثية الكافية للحبوب الشتوية التي وصلت بين 300 و450 ملم في الجهة الجنوبية لقسنطينة خلال الشتاء في السنوات الأخيرة، ساعدت بشكل كبير في ظل المساحات الشاسعة المخصصة لزراعة الحبوب في تسجيل نتائج قياسية بمنطقة عين أعبيد، الخروب وعين السمارة، مضيفا أن الأمطار الأخيرة التي تساقطت في شهر أفريل الفارط، عادت بالفائدة الكبيرة على الفلاح وأعطت أملا كبيرا في تحقيق مردود جد مرضي. أما بخصوص قمل القمح، فقد نفى السيد عقون أن يكون قد أصاب محاصيله، مؤكدا أن الأمطار الأخيرة قللت من خطر هذه الحشرة التي ليس لها دواء وأن الوقت أصبح متأخرا من أجل العلاج، خاصة أنها تهاجم النبتة من الجذور، مما يؤثر على السنبلة التي يصبح لونها باهتا وتكون فارغة من الحبوب، مضيفا أن هذه الحشرة تجد ضالتها، خاصة في وقت الجفاف، وتصيب مختلف أصناف القمح اللين بنوعيه الصلب واللين. وحسب السيد عقون، فإن منطقة عين أعبيد ستشهد تحولا في إنتاج المحاصيل الفلاحية، من خلال بداية الاهتمام بزارعة الأشجار المثمرة التي كانت مقتصرة على الشمال القسنطيني فقط، حيث بدأت تتوسع وأصبحت تخصص لها مساحات معتبرة تتراوح بين 15 و40 هكتارا من فلاح إلى آخر، ليضيف أن تجربته مع "النكتارين" كانت جد مشجعة، حيث تحدى المناخ خاصة الجليد الذي يميز المنطقة وتمكن عبر العديد من التجارب وبإتباع الطرق العلمية ونصائح المعاهد ودراسة التربة من إيجاد الطريقة المثلى، فكان المحصول الذي جناه وسوقه بسوق الجملة للخضر والفواكه في قسنطينة ذو نوعية جد رائعة، تنافس حتى الفواكه المستوردة من أوروبا وأمريكا الجنوبية ومع هذا يبقى مشكل المختصين في الزبر مطروحا في ولاية قسنطينة التي تستنجد بعمال من ولايات أخرى، على غرار البليدة وعين الدفلى، بسبب عدم نقل تجربة الأجداد والآباء، خاصة من منطقة حامة بوزيان التي كانت مشهورة بالأشجار المثمرة، والذين رحلوا دون ترك الخلف. فارس بن قدوار، ممثل تجاري لشركة أم أس أي بلوس: نعتمد على المكننة في تطور الفلاحة واستطعنا إنتاج كلأ الرعي في 6 أيام اعتبر السيد فارس بن قدوار، الممثل التجاري لشركة "أم أس أي بلوس" المتواجدة بحي دقسي عبد السلام بقسنطينة، أن تطور الفلاحة في الجزائر، يمر عبر الاهتمام بالمكننة وإدخال الآلات الميكانيكية الحديثة على طرق الإنتاج الفلاحي للوصول إلى الإنتاج الصناعي، من أجل الحصول على مردود عال وفق الطرق العلمية المنتهجة في أغلب الدول المتطورة في جانب الفلاحة، ومنه المساهمة في النهوض بالاقتصاد انطلاقا من الفلاحة. وقد استطاعت هذه الشركة، حسب ممثلها التجاري، من الوصول إلى إنتاج عشب رعي خاص بالحيوانات كالبقر والغنم في مدة لا تتجاوز 6 أيام وخارج الأرض الفلاحية، أي على قواعد بلاستكية مضمدة للجراثيم يمكن وضعها في أي مكان، ويمكن نقلها بسهولة كبيرة، وبذلك ستجنب هذه الطريقة المعروفة باسم "الهيدروبوني" والتي كانت بالشراكة مع الأوكرانيين، حسب محدثنا، الفلاح من تخصيص مساحة إضافية لزرع الكلإ الخاص بتغذية حيواناته وفي وقت قياسي. وقال السيد فارس بن قدوار في لقاء مع جريدة "المساء" بأن هذه الطريقة اقتصادية ومفيدة جدا لتغذية الأنعام، خاصة أنها طريقة بيولوجية 100 %، وهو الأمر الذي سيريح حتما الفلاح ويجنبه الأمراض التي تصيب الماشية جراء تناول عشب ملوث أو بسبب الحشرات المتواجدة في العشب البري. تهدف هذه المؤسسة من خلال هذه التجربة التي يتوقع لها نجاح كبير في مجال تغذية البقر والغنم، حسب السيد بن قدوار فارس، إلى توفير الظروف المنسبة للفلاح من أجل تمكينه من تقديم الإضافة المرجوة في هذا المجال والتحسين من مردود إنتاجه الفلاحي، بتجنيبه بعض المشاكل اليومية التي تظهر على أنها بسيطة لكنها تشكل فيما بعد عائقا في طريق تحقيق مردود كبير وتسبب تعبا كبيرا لمربي الماشية. وتساهم هذه الطريقة، يضيف السيد بن قدوار، في تحسين صحة الماشية من جهة، ومن ناحية أخرى تساعد المربي على تحسين مردود خاص بالبقر في مجال الحليب، وهو مدخول إضافي يعتمد عليه الفلاح من أجل تحسين أموره المادية، حيث يؤكد أنه وفقا لدراسات علمية أوروبية، تطور هذه الطريقة الخاصة بتغذية البقر في نسبة الحليب المنتجة بين 15 و20 % وقد تم إثبات ذلك بالتجربة في ولاية قسنطينة، وبالضبط بمزرعة صحراوي في منطقة برج مهيريس ببلدية عين أعبيد. السيدة ابن سويكي فوزية، فلاحة ورئيسة جمعية "سيرتا للحبوب": نأمل في تحقيق إنتاج كبير والدولة تقوم بدورها اللازم أكدت السيدة بن سويكي فوزية، فلاحة ورئيسة جمعية "سيرتا للحبوب"، أن كل التوقعات تشير إلى تحقيق إنتاج وفير في مجال الحبوب، حيث تحدث الأستاذة الجامعية في اللغة الإنجليزية عن تجربتها الخاصة مع زراعة القمح بمنطقة ديدوش مراد وبني حميدان، معتبرة أن المناخ، خاصة تساقط المطر، في وقته من جهة والعمل الكبير الذي يقوم به القائمون على الفلاحة بقسنطينة والفلاحون بشكل خاص، كل هذه الظروف ساهمت في سير الأمور على وجه حسن، مما ينبئ، حسب محدثتنا، بموسم فلاحي جيد. واعتبرت السيدة ابن سويكي خلال اللقاء الذي جمعها بجريدة "المساء"، أن الأمراض التي تصيب المحاصيل الزراعية خاصة في وقت ارتفاع درجات الرطوبة، تقتصر فقط على الفلاحين الذين لم يقوموا بالإجراءات اللازمة من وقاية واستعمال الأدوية، مضيفا أن محاصيلها الزراعية، أصيبت بمرض "لويديوم"، الصدأ الأصفر وحتى "البروم"، لكنها تداركت الأمر، حسب قولها، وقامت بالإجراءات اللازمة والتدابير المعمول بها في هذه الحالات، مما جعلها تنقذ محصولها من الضياع والتلف. وقالت السيدة بن سوسكي فوزية بأن حشرة قمل القمح أو المن، أصبت بعض محصولها خاصة البقوليات، على غرار الفول والعدس، مضيفة أن التخل المبكر والتعامل بصرامة مع هذه الحشرة، خاصة باستعمال مبيدات الحشرات في بادىء الأمر، مكنها من التغلب على هذه المشكلة. وثمنت السيدة بن سوسكي فوزية الدعم المقدم من طرف الدولة لتشجيع الفلاحين، حيث اعتبرت أن القرض الرفيق ساعد كثيرا الفلاحين من أجل الاستمرار في هذه المهنة وتطويرها، مضيفا أنها تعاني على غرارباقي الفلاحين، من مشاكل بسيط، لكنها لا تعاني من مشاكل كبيرة تحد من عزيمتها في سبيل مزيد من النجاحات. بوخريصة الشريف، رئيس مجلس ما بين المهن لفرع الدواجن لولاية قسنطينة": الإنتاج وفير والأسعار لن تزيد في رمضان لكن مستقبل المهنة في خطر اعتبر السيد بوخريصة الشريف، رئيس مجلس ما بين المهن لفرع الدواجن لولاية قسنطينة، أن المهنة في خطر بالولاية بسبب التكلفة التي بات المربي يبيع بها الدواجن والتي وصلت بين 120 و140 دج للكلغ وهي نفس الثمن تقريبا الذي تكلف المربي من أجل إنتاج 1 كلغ من اللحوم البيضاء. وقال السيد بوخريصة الشريف، أن هناك إنتاج وفير بقسنطينة في اللحوم البيضاء، وهي ما ستضمن استقرار في الأسعار خلال الشهرين المقبلين بما في ذلك شهر رمضان، مضيفا أن الأمور ستتغير بعد ذلك خاصة بالنسبة للمربين اللذين لحقت بهم الخسارة واللذين لن يستثمروا مستقبلا في هذه الشعبة إذا بقت الأمور على ما هي عليه وبذلك من المحتمل أن تعرف أسعار اللحوم البيضاء حسب محدثنا ارتفاعا خلال الأشهر المقبلة إذا لم يتم ضبط الأمور. ويرى السيد بوخريصة الشريف، أن الإشكال الحقيقي يقع في المذبح وما بعد المذبح، حيث يستفيذ المذبح من 80 دج في كل كلغ عن اللحوم البيضاء ويقوم بتجزئة الدجاج لبيع منطقة الصدر ب1000 دج للكلغ وبيع بقية الأجزاء بمبالغ مختلفة، على عكس المربي الذي طالب مرارا بجمع كافة الأطراف المعنية بشعبة الدواجن، من مربين، مذابح ومسوقين أما بخصوص البيض، فقد أكد رئيس مجلس ما بين المهن لفرع الدواجن لولاية قسنطينة، أن المنتجين تضرروا كثيرا بسبب الأسعار المنخفضة التي تعرفها السوق المحلية، خاصة في وجود السماسرة والوسطاء اللذين يكسبون أكثر من المنتج نفسه، مضيفا أن سعر 30 بيضة، يتراوح عند المنتج بين 180 و200 دج حسب الحجم، وان التكلفة تزيد بدخول التجار المتجولين واللذين أصبحوا يسوقون البيض عبر شاحنات صغيرة. وطالب السيد بوخريصة الشريف، بوضع استراتيجية واضحة وسن قوانين مناسبة لتنظيم شعبة الدواجن التي تعد من الشعب المعقدة، بطريقة واضحة وبذلك حفظ حقوق أصحاب المهنة. مصطفى دباح، فلاح ببلدية ديدوش مراد: نتوقع إنتاجا وفيرا هذا الموسم وتجنبنا الأمراض بفعل خبرتنا في الميدان عبر السيد مصطفى دباح، فلاح من بلدية ديدوش مراد ومختص في تكثيف البذور منذ سنة 1989، عن تفاؤله الكبير لتحقيق نتائج مرضية خلال هذا الموسم الفلاحي، وأكد السيد دباح في لقاء مع جريدة "المساء"، أن كل المؤشرات تدل على موسم فلاحي ناجح وإنتاج وفير خاصة بعد الغيث الأخير الذي شهدته الولاية والذي كان فأل خير على الفلاحين في منطقة الشمال القسنطيني. وحسب السيد دباح مصطفى، فإن الفلاحين بقسنطينة وخلال سنوات الثمانينات، لم يحققوا نتائج كبيرة بسبب ابتعادهم عن تطبيق المسار التقني، لكن الأمور تغيرت بعد التسعينات، بعدما اقتنع أغلب الفلاحين بضرورة اتباع الطرق العالمية وأحدث التقنيات في مجال الفلاحة وأصبحوا يحتكون أكثر فأكثر فيما بينهم من خلال جمعيات لتبادل الخبرة والتجربة. وأكد السيد دباح أن المنافسة بين الفلاحين في قسنطينة أثرت إيجابا على المردود الفلاحي، حيث أصبح كل فلاح يريد تحقيق نتائج أحسن من زميله، مضيفا أن المنافسة بدأت في تطبيق المسار التقني انطلاقا من آلة البذر إلى مرحلة معالجة المحاصيل في سبيل تحقيق أحسن النتائج، وهو الأمر الذي مكن من ابتكار أصناف جديدة ذات مردودية عالية تتماشي ومناخ الولاية ومقاومة الأمراض الفطرية. وقال السيد دباح بأن الدولة وقفت مع الفلاحين ووفرت لهم كل الإمكانيات المادية والتمويل المادي مقارنة بالدول المجاورة، حيث وفرت الدولة العتاد ودعمت الفلاح في سعر القمح، مما حفز الفلاحين مع إضافة القرض الرفيق لهم الذي ساعد كثيرا وأعطى دفعا كبيرا للفلاحة في الجزائر، مضيفا أن المشكل الوحيد الذي يعاني منه الفلاح ويريد حلا له في أقرب وقت؛ مشكل العقار الفلاحي. استطاع الفلاحون بمنطقة ديدوش مراد، حسب السيد دباح مصطفى، من إنتاج 6 أنواع جديدة من القمح بالتنسيق مع معاهد الفلاحة الخاصة التي تعتمد على الأبحاث الزراعية الحديثة، حيث أطلق على هذه الأنواع أسماء محلية، على غرار تيديس، أكاموخ وعين الكرمة. أما بخصوص الأمراض التي تصيب المحاصيل وتأثيرها على المردود في آخر الموسم الفلاحي، على غرار البروم وقمل القمح، فرد السيد مصطفى دباح الذي يعمل في مساحة تفوق ال100 هكتار، بأن الأمر طبيعي، فالأمراض تتواجد، حسبه، في كل المحاصيل خاصة إذا كان المحصول وفيرا، معتبرا أن الفلاح صاحب الخبرة يتمكن من التحكم في هذه الأمراض ويجعل تأثيرها محدودا ودون خسائر كبيرة، من خلال التصدي لها في باديتها والمعالجة الوقائية وعدم السماح لها بالانتشار عن طريق الاعتماد على التنويع الفلاحي واحترام الدورة الزراعية، وهو الأمر الذي يطبقه جل الفلاحين في قسنطينة، يضيف أحد أهم منتجي البذور المكثفة بالولاية. كريم رقيق، مدير المحطة الجهوية لوقاية النبتات بقسينطينة: قمل القمح غير مقلق والفيزاريوس أخطر منه أكد السيد كريم رقيق مدير المحطة الجهوية لوقاية النبتات بقسنطينة، أن مصالحه ترتقب تحقيق مردود وفير في مجال المحاصيل الفلاحية للموسم 2015 /2016، مقارنة بالموسم السابق، مضيفا أنه وعلى غرار كل سنة، تتعرض الحبوب إلى لمجموعة من الأمراض والآفات التي تكون شدتها حسب الظروف الجوية والمناخ، وقال أن محاصيل الحبوب بقسنطينة خلال هذا الموسم عرفت بروز العديد من الأمراض، على غرار مرض البياض الدقيقي الذي ظهر في بداية الموسم على منتوج القمح ووصل في مراحله الأخيرة إلى إصابة السنبلة، يضاف إليه مرض الصدأ الأصفر الذي مس بعض المحاصيل على شكل أثار فقط، حسب محدثنا الذي أكد أن التصدي له كان في الوقت المناسب، حيث مكنت المراقبة المستدامة لهذه الحقول التي ظهرت بها هذه الأمراض، من إطلاق الإنذارات حتى يقوم الفلاح بالمكافحة الوقائية أو العلاجية. وحسب السيد كريم رقيق، فإن عددا من الفلاحين، خاصة في المنطقة الجنوبية، اشتكوا مؤخرا من ظهور السنبلة الباهتة التي كانت بسبب مجموعة معقدة من الأمراض، على غرار "التاردوز" وكان المشكل الأساسي، حسبما سجلته المحطة الجهوية لوقاية النبتات بقسنطينة، هو مرض "الفيزاريوز" الذي يعد من الفطريات التي تشكل خطرا على الإنتاج أكثر من أي مرض آخر، ليضيف محدثنا أن هذا المرض يظهر في المواسم الفلاحية التي يكون خلالها توزيع مضطرب في سقوط الأمطار وتناوب بين سقوط الأمطار والجفاف في الأراضي غير الخصبة أو الأراضي الكلسية التي يكون فيها الهيدروجين قاعدي، حيث أكد السيد كريم رقيق، خلال اللقاء الذي جمعنا به، أن "الفيزاريوز" أخطر من قمل القمح أو "المن" الذي يصيب المجموعة الجذرية للنبتة والذي ظهر في أول مرة في هذا الموسم، حسبما سجلته المحطة في ولاية ميلة، ثم الجهة الجنوبية لقسنطينة، لكنه لم يكن السبب الأساسي في اصفرار السنبلة وموتها، مضيفا أن الحل الأنجع في محاربة هذه الأمراض هو تنويع الزراعة حتى لا يسمح لهذه الآفات بالانتشار، مع التركيز على احترام المسار التقني. وحسب السيد كريم رقيق، فإن حشرة قمل القمح تستطيع أن تنقل فيروسات إلى جذور النبتة، وبذلك تتسبب في اصفرار القمح أو الشعير في مرحلة النمو والصعود، كما يتسبب في توقف نمو سيقان النبتة أو ما يعرف بظاهرة التقزم، ليضيف محدثنا أن هذا المرض يصيب الحبوب بشكل عام من عائلة النجليات ويصيب حتى الأعشاب الضارة وأثره لا يكون كبيرا مثل الصدأ الأصفر أو السيبتريوز، لكن هذا لا يعني إهماله، بل يجب محاربته عن طريق المبيدات الحشرية حتى لا يكون مشكلا عند الفلاح.