دافع رئيس حزب أمل الجزائر "تاج" عمر غول أمس، عن حصائل القطاعات الوزارية التي أشرف عليها طيلة 17 سنة في الجهاز التنفيذي، متعهدا في رده على سؤال "المساء" بتقديم الحصيلة الكاملة التي وصفها بالقوية للأمة والوطن رغم محاولات البعض تقزيمها في فترة معينة في إطار "صراعات سياسوية" وفي سياق لا يمكن وصفه إلا ب«العمل الحضيض" على حد قوله. جاء ذلك في الندوة الصحفية التي عقدها عمر غول بمقر الحزب، مشيرا إلى أن البعض حاول عرقلة "مسيرتنا أو تشويه بعض حصيلتنا في فترة من الفترات"، مستطردا في هذا السياق" الحصيلة جاهزة وسنقدم ما قمنا به بالدلائل والأرقام والملموس". غول أضاف في رده على سؤالنا المتمحور حول الانتقادات التي وجهها خليفته عبد الوهاب نوري لواقع السياحة ببلادنا وتشكيك البعض في تجسيد برنامج 1600 فندق سياحي بالقول "كمسؤول دولة ولازلت كذلك ومتشبع بثقافة مؤسساتها، أتحمل مسؤولياتي كاملة غير منقوصة بإيجابياتها وسلبياتها وبنجاحاتها وإخفاقاتها وأنا مستعد لأناقش الجميع لأن أمورنا جاهزة وسنقدم براهيننا في الوقت المناسب". فيما يتعلق بموقفه من التعديل الحكومي الأخير وتعيينه في الثلث الرئاسي لمجلس الأمة قال غول أن الرسالة القوية لرئيس الجمهورية هي تأكيد على الثقة الكبيرة والعميقة التي منحها له إياه، مضيفا انه سيبادل ذلك بالوفاء مدى الحياة والعمل من أجل خدمة الوطن من خلال العمل أكثر لبناء الحزب ليكون في صالح الوطن والمواطن. كما وصف هذا التعديل بالعادي والطبيعي وأنه شخصيا سبق له أن عاش 28 تعديلا عندما كان في الجهاز التنفيذي، مضيفا أن عمله سيتواصل هذه المرة على المستوى التشريعي بمجلس الأمة لتجسيد برنامج رئيس الجمهورية في كل القطاعات وفق ما يخدم مصلحة الوطن، من منطلق أن الحزب سيتفرغ أكثر للعب دوره في الساحة الوطنية والتصدي لكل ما قد يمس بالأمة والوطن، مبديا استعداده للعب دور الوسيط بين الأطراف السياسية لجمع الشتات، قائلا في هذا الإطار "مدرسة "تاج" جاءت بالفكر التجميعي في زمن التفرقة محليا وإقليميا ودوليا". غول اغتنم مناسبة اجتماع المكتب السياسي للحزب للتطرق إلى أولويات هذا الأخير والمتمثلة بالأخص في التحضير للانتخابات التشريعية التي اعتبرها رقما أساسيا في المعادلة السياسية الجديدة المقبلة، داعيا كافة المناضلين إلى التجند والتلاحم والعمل على أن يكون للحزب موقعه في ساحة الكبار.كما جدد استعداد الحزب للعب كل الأدوار مع الجميع لصالح الوطن من منطلق أن المبادئ التي ينادي بها بمرونتها وعمقها وواقعيتها، تسهل عليه التعامل والتعاون مع كافة الأطراف بدون عقدة ولا حرج ولا ضغينة أو إقصاء، ليمضي بالقول"لم يحصل أن خاصم الحزب أو جرح أي طرف، أيدينا ممدودة للجميع لأننا لا نمارس السياسة بالألفاظ العقيمة".في سياق النشاط الحزبي، أشار غول إلى أنه يعكف مع حزب جبهة التحرير الوطني على العمل في إطار فوج عمل في إطار مبادرة الجدار الوطني، مضيفا أن هذه المبادرة لا تمنع "تاج"من التعامل مع أي موقف إيجابي في صالح الوطن وبعيد عن الحسابات الشخصية الضيقة مع بقية الأحزاب الأخرى. من هذا الباب لفت غول انتباه الشركاء السياسيين للمخاطر المحدقة بالبلاد ،داعيا إياهم إلى التصدي للأفكار الهدامة التي جاءت بعضها مع رياح" الربيع الدموي"أو تلك التي جاءت مع عودة النفوذ الاستعماري القديم لإفريقيا أو حتى من خلال أجندات جديدة تمس أحيانا بالبعد الديني أو السلوكي أو العقائدي أو الفكري أو حتى بنخوة واعتزاز الانتماء إلى الأمة والوطن. وحيا بهذه المناسبة المؤسسة العسكرية وكافة الأسلاك الأمنية نظير النجاحات المحققة ميدانيا في التصدي للإجرام والإرهاب والعنف وبكل ما له علاقة بالمساس بأمن الوطن. رئيس "تاج"أشار إلى أن الحكومة مقبلة على بديل اقتصادي وأن العمل على إنشاء اقتصاد وطني متنوع والوصول إليه يتطلب تضافر جهود الجميع والعمل على إخراج الجزائر من حلقة الاعتماد الكلي على المحروقات . في رده على سؤال حول تصريحات كان قد أدلى بها لقناة فضائية وطنية منذ أشهر بخصوص بعض الإطارات المتهمة بالفساد وذكره أسماء تكون قد تورطت في ملفات مشبوهة دون دليل، جدد غول تمسكه بضرورة إعادة الاعتبار للإطارات المظلومة كما نفى أن يكون قد وجه الاتهام لأي طرف بخصوص تحريك هذه الملفات.