الحياة تبدأ فعلا في العاصمة مباشرة بعد الإفطار أو قبله بقليل في بعض الأماكن. حركة دؤوبة طوال سهرات الشهر الفضيل، آلاف الأفراد والعائلات والشباب وجدوا متنفسا لهم في العديد من الأماكن التي فتحت ذراعيها لاستقبالهم حتى ساعات متأخرة من الليل... قهقهات الأطفال كسرت سكون الليل. بين قعدات السمر والمشيخة والسمو الروحي التي تؤمنها القاعات الثقافية التابعة لديوان الثقافة والإعلام وديوان رياض الفتح وكذا الجديد الذي فاجأت به مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر عشاق الفن السابع، بتحويل مسرح الهواء الطلق إلى قاعة سينما، استطاع منتزه الصابلات أن ينال حصة الأسد من الاستقطاب بفعل برنامجه الثري المتنوع بين العلمي والترفيهي لصالح الصغار والكبار. "المساء" جابت عدة أماكن ونقلت تفاصيل عن سهرات العاصمة خلال رمضان 2016. العرائس يقتنين ملابس "التصديرة" ونحن نجوب شوارع العاصمة لإعداد هذا الروبورتاج، أول ما يشد الانتباه هو الأضواء المتلألئة التي تنبعث من أضواء السيارات والأضواء المحيطة بالقاعات الثقافية أو الفنية. طوابير طويلة للسيارات اختار أصحابها تمضية الوقت في البريد المركزي والأماكن المجاورة له، خاصة أن المحلات تفتح أبوابها إلى ما بعد الساعة الواحدة ليلا لتقدم خدماتها المختلفة بين الشاي والقهوة والبيتزا والسندويشات لمحبيها، إضافة إلى محلات بيع الملابس التي اجتهدت بدورها في عرض أجمل ما لديها بهدف تصريف سلعها الخاصة بالعيد وهدايا "المهيبة" وملابس "التصديرة"، إذ عمدت العديد من العرائس اللواتي سيزفنن إلى بيوتهن بعد العيد إلى شراء ما يحتجن إليه في أوقات السهرة، علاوة على تجنب أشعة الشمس والتعب الذي ينال منهن في النهار، حسبما أشرن إليه في حديثهن إلى "المساء". باب الوادي حركة دؤوبة وغياب "المناج" على غرار العديد من بلديات العاصمة، تشهد باب الوادي حركة تجارية وترفيهية بحكم وجود قاعة الأطلس بقلبها، إلى جانب انتشار محلات بيع الملابس. تقصدها العائلات لاستكمال فرحة العيد، في حين تعمد بعض العائلات إلى اصطحاب صغارها إلى الساحة الكبيرة المحاذية ل"الكيتاني" من أجل كراء السيارات والدرجات الصغيرة واللعب بها، إلا أن ما حز في صدور المواطنين الذين تحدثنا إليهم من رواد صالون شاي باب الوادي ب«الكيتاني" والمطل على البحر هو اختفاء حديقة الألعاب التي كانت تصنع الفرجة لسنوات طوال. كما اختفى معها "شعر البنات" والتفاح الحلو و«الفوشار"، حسبما حدثنا به مواطنون بلغة تحمل الكثير من الأسف، مضيفين أن الصغار حرموا من الترفيه هناك. عشاق الفن يجدون ضالتهم بين القاعات والمسارح جمهور الفن والثقافة اختار أن ينهل من نهر الإبداع من خلال البرامج المختلفة التي سطرها ديوان الثقافة والإعلام. برامج السهرات الرمضانية وقفة عرفان وتقدير لكوكبة من الفنانين منهم؛ عمر الزاهي، المرحوم بوجمعة العنقيس، سيد احمد سري، صادق بجاوي، وكذا المعلمة يامنة والشيخة طيطمة، نا شريفة، مريم فكاي، فضيلة الدزيرية، خليفي احمد، عبد الحميد عبابسة... وقد شاركت مجموعة من الأصوات في إحياء هذه السهرات منها؛ نرجس، نورية، العاصمي، حسيبة عبد الرؤوف، سيد علي لقام، عبد الرزاق قنيف، نسيمة بن شعبان ودليلة نعيم، علما أن الحفلات ستتواصل فعالياتها إلى غاية يوم السبت 2 جويلية". المسرح الوطني الجزائري سطر بدوره برامج مختلفة بين "مونولوغات" وحفلات فنية؛ منها حفل المجموعة الصوتية للموسيقى الأندلسية للجوق الوطني السيمفوني، وعروض مسرحية ثنائية ومسرحيات لاقت إقبالا كبيرا من الجمهور الذي قصدها لمشاهدتها ابتداء من الساعة العاشرة والنصف ليلا. كما احتضن مسرح الهواء الطلق المركب الثقافي "الهادي فليسي"، نهج "فرانس فانون" الجزائر، التابع لمؤسسة "فنون وثقافة" لولاية الجزائر بالتنسيق مع شركة التوزيع "MD-Ciné"، برنامج سينما الهواء الطلق تحت عنوان "ليالي السينما" في طبعته الأولى، بهدف تقريب الفن السابع من الجمهور العريض، والسماح له بالاطلاع على أهم مستجدات الساحة السينمائية العالمية والجزائرية طيلة سهرات رمضان، حيث اختلفت معروضاته بين ما يستهوي الصغار ويحبه الكبار أيضا.