تتواصل بالموقع الأثري كويكول فعاليات الطبعة الثانية عشرة من مهرجان جميلة العربي، حيث كان الجمهور على موعد في الليلة الرابعة مع سهرة جرت على مرحلتين، المرحلة الأولى من تنشيط الفنانين السوريين ريم نصري وأنس كريم، والثانية فسيفساء جزائرية. ونشّط الحفل في مرحلة أولى اثنان من ألمع ما أنجبت الساحة الفنية السورية، استهلتها الفنانة ريم نصري التي صنعت التميز في هذا المهرجان، بخروجها عن المألوف، حيث غنت عن الجزائر وللجزائر، وكأنها جاءت من أرض الشام حاملة رسالة إلى شعب المليون ونصف المليون شهيد، مفادها أن الشعبين السوري والجزائري مهما بعدت بينها الجغرافية تبقى العلاقة التي تربطهما أكثر من علاقة أشقاء؛ علاقة هوية وتقاليد وأواصر أخوة لعلاقة تضرب في أعماق التاريخ. وعلى عكس كل من مر على خشبة جميلة لهذه السنة، فإن جمهور السهرة الرابعة، خص ريم نصري باستقبال مميز استحقته بكل تقدير، وكانت نجمة السهرة بدون منازع، كيف لا وهي التي امتطت الخشبة بالزي الجزائري الأصيل، بلباس الكاراكو العاصمي، وأبت إلا أن تدشن سهرتها بأغنية لأحد قامات الفن الجزائري، الفنان رابح درياسة بعنوان "خلخالك مال يا طفلة"، لتبحر بجمهورها إلى عالم الطربيات بباقة من روائعها الجميلة التي مهدت لها الطريق نحو النجومية، على غرار أغنية "دخل عيونك حاكينا"، وتختتم سهرتها برائعة تتغنى بالجزائر من كلماتها، بعنوان "أنا نبغيك يا غرامي". ثاني فنان امتطى الركح كان مواطنها أنس كريم، الذي بدوره عرف كيف يدغدغ أحاسيس الجمهور الحاضر، حيث طار به إلى عالم الطرب والعاطفة، وفضل أن تكون انطلاقته ب "الطلقة الروسية"، التي إن لم تقتل تشل، وهي أغنية من رصيده الجديد، وعبارة عن صورة عاكسة للمشهد المؤسف الذي تشهده العديد من الأوطان العربية منها سوريا والعراق، بعدها عرّج أنس كريم بجمهوره إلى الأغنية الخفيفة، التي قدم فيها مجموعة من أغانيه قبل أن يختم سهرته بأغنية عاطفية من كلمات فادي مرجان وألحان أنس كريم بعنوان "ضميني". المرحلة الثانية من السهرة كانت عبارة عن فسيفساء جزائرية، امتزج فيها طابع الصحراوي بالطرب والراي، استهلها المطرب محمد بومعراف الذي قدم باقة من الفلكلور الصحراوي، تلته الفنانة أمل وهبي، التي عرفت هي الأخرى كيف تحرّك الحضور الذي تجاوب مع أغانيها، على غرار أغنيتيّ "بحب البحر"، و«الخيالة"، فاسحة المجال بعد ذلك إلى فرقة "راينا راي" التي زعزعت الموقع الأثري بأغانيها القديمة، منها "يا الزينة ديري لاتاي"، "لالا فطيمة" ولو "كان يديرولي باب حديد". أصداء المهرجان: - بالرغم من انتهاء الوقت المحدد لها إلا أن أمل وهبي رفضت النزول من المنصة قبل أن تؤدي أغنية "الخيالة"، وهو ما استسلم له منشط المهرجان ماسين حامية. - بقيت العائلات في السهرة الرابعة من مهرجان جميلة العربي إلى غاية الساعات الأولى من صبيحة أمس؛ من أجل الاستمتاع بما ستقدمه فرقة راينا راي. - أبت الفنانة السورية ريم نصري أثناء حفلتها إلا أن تلبس لباسا تقليديا جزائريا، والمتمثل في الكاراكو العاصمي. وخلال حديثنا مع مرافقتها صرحت بأنها في كل حفلاتها بالجزائر ستلبس لباس تلك الولاية مثل الفرقاني بقسنطينة، الوهراني بوهران والكاراكو بالعاصمة. - كعادته، كان السيد عبد الحميد بوحالة المكلف بالإعلام في مهرجان جميلة العربي، نشيطا وحيويا؛ فبالرغم من التعب والإرهاق إلا أنه أبى إلا أن يكون عند حسن ظن الجميع به، خاصة الأسرة الإعلامية التي أثنت على الدور الذي يقوم به أثناء تنشيط مختلف الندوات الصحفية الخاصة بالفنانين أو تسهيل مهام الإعلاميين الذين يريدون إجراء حوارات صحفية. - المكلف بالإعلام بولاية سطيف السيد سمير بوقاعة، كان ساهرا على الأسرة الإعلامية المقيمة بالفندق ويتفقد أحوالهم.