بعد أخبار تم تداولها حول اجتماع محتمل لبلدان منظمة الدول المصدرة للنفط، بمناسبة منتدى الطاقة الذي ستحتضنه الجزائر نهاية سبتمبر المقبل، حسم رئيس "أوبك" محمد بن صالح السادة، الأمر بإعلانه أمس، عن تنظيم "لقاء غير رسمي" لبلدان المنظمة على هامش منتدى الجزائر الطاقوي. وجاء في بيان لوزير الطاقة القطري الذي يرأس منظمة "أوبك" حسبما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أمس، أن "اجتماعا غير رسمي للبلدان الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط تقرر عقده على هامش المنتدى الدولي ال15 للطاقة المنظم بين 26 و28 سبتمبر المقبل بالجزائر". وقال إن المنظمة منشغلة حاليا بإعادة الاستقرار والنظام في السوق البترولية، معبّرا عن تفاؤل المنظمة بخصوص عودة التوازن للعرض والطلب عن قريب بالرغم من عودة الانخفاض في أسعار النفط مؤخرا. وأرجع هذا التفاؤل إلى توقع ارتفاع الطلب خلال الثلاثيين الأخيرين من السنة الجارية بفضل انتعاش في النمو الاقتصادي، لاسيما وأن العوامل التي أدت إلى انخفاض الأسعار في الأيام الأخيرة تعد "مؤقتة"- حسب ذات المصدر- ومنها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوائض في الإنتاج. إلا أن بيان رئيس "أوبك" لم يذكر ما إذا كانت بلدان المنظمة ستتطرق إلى موضوع تجميد الإنتاج لمواجهة انهيار الأسعار أم لا. ولكن اختيار الجزائر لاحتضان اجتماعا يضم الدول ال14 العضو في "أوبك"، قد يشير إلى الرغبة في الوصول إلى اتفاق بهذا الشأن، نظرا لكون الجزائر من أشد الدول دفاعا عن قرار التجميد بل وتخفيض إنتاج "أوبك" للتأثير على أسعار النفط التي خسرت أكثر من 50 بالمائة منذ منتصف 2014، وهو ما هوى بميزانيات الدول المصدرة، ومنها الجزائر التي تواجه أزمة مالية قد تتفاقم إذا بقيت الأسعار في هذه المستويات. إلا أن وكالة "بلومبرغ" الاقتصادية ذكرت أن الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" ليس لديها أي خطط للعودة إلى المفاوضات حول "تجميد" إنتاج النفط، مشيرة إلى أن "منتدى الطاقة الدولي الذي سيعقد في الجزائر في الفترة بين 26-28 سبتمبر المقبل، سيناقش قضايا التعاون مع الدول خارج منظمة أوبك". وفي وقت سابق، كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد قالت إن الدول المصدرة للنفط يمكن أن تستأنف مناقشة مقترح "تجميد" الإنتاج خلال قمة الطاقة التي ستعقد في الجزائر، مشيرة إلى أن مصادر خاصة بها أكدت أن كلا من فنزويلا والإكوادور والكويت، جاهزة لمناقشة هذه القضية. وكان وزير النفط الفنزويلي، إيلوخيو ديل بينو، قد صرح لوكالة "تاس" الروسية في جوان الماضي، إن دول "أوبك" وافقت على عقد اجتماع في الجزائر العاصمة خلال شهر سبتمبر المقبل، من أجل تحليل مستجدات السوق بعد فترة الصيف. ووفقا للوزير الفنزويلي، فإن الحاجة ملحة لاتخاذ تدابير تحد من تراجع أسعار النفط بسبب غياب تدابير فعلية لتنظيم حجم الإنتاج العالمي، وهو ما يهدد –حسبه- بإمكانية وصول أسعار الخام إلى 20 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام الجاري. وناقشت "أوبك" بمشاركة روسيا، تجميد إنتاج النفط عند مستويات جانفي آخر مرة في 17 أفريل في اجتماع احتضنته العاصمة القطرية الدوحة، إلا أن خلافات داخل المنظمة حالت دون التوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية. وهو ما انعكس سلبا على الأسعار. وصرح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس، بأنه لا يرى ما يدعو لإجراء محادثات جديدة لتجميد إنتاج النفط، لكنه أكد أن روسيا منفتحة على إجراء مفاوضات بهذا الشأن. وقال في تصريحات صحفية "إذا أثارت دول أخرى قضية التثبيت فإننا مستعدون لمناقشة هذا الأمر... لكن روسيا ترى أن متطلبات التثبيت لم تتحقق، كون أسعار الخام نوعا ما عند مستويات جيدة". ولم يستبعد الوزير الروسي عقد لقاء مع وزير النفط السعودي خالد الفالح، في الجزائر خلال منتدى الجزائر. وحسب البيانات الصادرة أمس، فإن أسعار النفط عرفت بعض الانتعاش بعد سلسلة الانخفاضات التي شهدتها مؤخرا. وهو ما أرجعه بعض المحللين إلى الإعلان عن تجدد المباحثات بين بعض أعضاء "أوبك" لتثبيت الإنتاج، إلا أنهم حذّروا من أن العوامل الأساسية التي تدفع الخام للنزول لأدنى مستوى في أربعة أشهر هذا الأسبوع ما زالت قائمة. وجرى تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت أمس، بسعر 44.77 دولارا للبرميل، وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة بسعر 42.35 دولارا للبرميل بارتفاع قدره 55 سنتا أو ما يعادل 1.32 بالمائة. من جانبها أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط، أن سعر سلة خاماتها ال14 وصل يوم الجمعة الماضي، إلى 40.08 دولارا للبرميل بارتفاع طفيف مقارنة بسعر الخميس الذي قدر ب39.60 دولارا للبرميل.