واصل سعر النفط الخام الارتفاع، خلال تداولات أمس، بعد أن تجاوز قيمة 51 دولارا للبرميل في أعلى مستوى له منذ ثمانية أسابيع ويتجه للصعود للجلسة السابعة على التوالي وسط آمال في أن يتفق المنتجون على اتخاذ إجراءات لدعم أسعار النفط خلال اجتماع الجزائر المقرر نهاية الشهر القادم. وجرى أمس تداول العقود الآجلة لخام برنت بسعر 50.50 دولارا للبرميل بانخفاض قدره 39 سنتا عن سعر آخر تسوية بعد أن بلغ 51.22 دولارا في وقت سابق من يوم أمس ليسجل بذلك أعلى مستوى له منذ 22 جوان الماضي. وصعد خام برنت المستخرج من بحر الشمال 20 بالمئة من مستواه المنخفض بداية شهر أوت الجاري بفعل أنباء عن أن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجين رئيسيين آخرين ربما يجرون محادثات لتثبيت مستويات الإنتاج خلال اجتماعهم في الجزائر الشهر القادم. وتزايدت التوقعات المتفائلة باستعادة السوق لتوازنها عقب إعلان إدارة معلومات الطاقة الأربعاء الماضي انخفاض مخزونات النفط والبنزين في الولاياتالمتحدة خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى تنامي المؤشرات حول احتمال الوصول لاتفاق بين الدول المنتجة الرئيسية بتجميد الإنتاج وتحقيق الاستقرار في الأسعار. غير أن وزير النفط النيجيري، إيمانويل إيبي كاتشيكو، استبعد في تصريحات صحافية، أول أمس، خفض الإنتاج من طرف منظمة "أوبك" لكنه أبقى على الأمل في إمكانية أن "يسهم اجتماع المنتجين في الجزائر شهر سبتمبر في دعم أسعار الخام". وتساءل "هل نقوم بخفض الكميات؟ قبل أن يجيب "لا أتوقع ذلك" لكنه اعتبر أن "جميع الخيارات مطروحة وقد ينجح إجراء آخر". وأضاف "هل سيسهم هذا الاجتماع في رفع الأسعار؟.. نعم إذا نجحنا في إجراء حوارات مع روسياوالولاياتالمتحدة والمكسيك". وذهب إلى أبعد من ذلك عندما أكد في رده على سؤال حول ما إذا كان أعضاء "أوبك" سيجرون محاولة للاتفاق على تجميد مستوى الإنتاج أم لا، بالقول إنه "إذا تصافح الأفراد في الكواليس فستكون البداية." للإشارة، فإن نيجيريا التي كانت تصنف القوة الاقتصادية الاولى وأول مصدر للنفط إفريقيا فقدت هذه المكانة بسبب تدهور أسعار النفط خلال العامين الماضيين إضافة إلى التضخم وانعدام الأمن في جنوب هذا البلد والأزمة الإنسانية في شماله ونقص الطاقة الكهربائية، وكلها عوامل تسببت في انهيار الاقتصاد النيجيري خلال ال15 شهرا الأخيرة. يذكر أن أعضاء "أوبك" سيجتمعون على هامش المنتدى الدولي للطاقة الذي يضم المنتجين والمستهلكين في الجزائر خلال الفترة الممتدة من 26 إلى 28 سبتمبر ضمن مسعى للتوصل إلى أرضية توافقية لتثبت الإنتاج ودعم أسعار النفط. وبينما تضررت عدة دول أعضاء في منظمة "أوبك" بشدة من انهيار أسعار النفط على مدى العامين الماضيين وتنخفض تكلفة الإنتاج بشكل كبير في بعض الدول الخليجية المصدرة للخام، فإن منتجين آخرين مثل إيران وفنزويلا يحتاجون أسعارا تفوق 100 دولار للبرميل لتحقيق التوازن بين الإيرادات والمصروفات في الموازنة. غير أن بعض المحللين والتجار حذروا من أن موجة الصعود مبالغ فيها خصوصا وأن المحادثات المتوقعة بين "أوبك" وكبار المنتجين خارجها مثل روسيا بشأن كبح فائض الإنتاج المتزايد من المستبعد أن تؤدي إلى تقليص تخمة المعروض.