تحتضن قرية حورة التابعة لبلدية بوزقان بولاية تيزي وزو، منذ أمس وإلى غاية نهار الغد الجمعة، فعاليات مهرجان البرنوس في طبعته الثالثة، التظاهرة التي دعت إليها الجمعية الثقافية "يعقوبي فرحات"، عرفت مشاركة 37 حرفيا وحرفية قدموا مختلف الصناعات التقليدية، حيث تميزت الطبعة الجديدة لمهرجان البرنوس بتكريم الفنان القدير لونيس آيت منقلات، كما كانت فرصة لممارسي حرفة حياكة البرنوس للدعوة إلى تطوير هذه الحرفة وتصدير المنتوج للمشاركة في بناء الاقتصاد. وأكد بلال مصباحي رئيس الجمعية الثقافية "يعقوبي فرحات" أن التظاهرة التي نظمتها الجمعية بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، بلدية بوزقان، مديريتي السياحة والثقافة تأتي من أجل نفض الغبار على حرفة حياكة البرنوس حتى لا يقتصر لباسه على المشايخ والكبار، وأن يكون لباس يفتخر به كل شاب وشابة لأنه رمز الأجداد. مؤكدا أن الجمعية تعمل بالتعاون مع مديرية الثقافة لتحقيق حلم تصنيف البرنوس كتراث وطني لحمايته من الزوال، إلى جانب تطوير الحرفة من خلال التوجه نحو التصدير والمساهمة في بناء الاقتصاد. وأضاف رئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، أن المجلس حريص على دعم مختلف الأعياد التي تسعى لتطوير وحماية الحرف القديمة من الزوال، مؤكدا على استعداده لدعم أي مبادرة تحمي أية حرفة وتعمل على تطويرها على اعتبار أن هذه المهرجانات والأعياد من شأنها خلق ونسج علاقات اجتماعية، داعيا إلى تطوير الاقتصاد الجبلي والسياحة الجبلية من خلال تطوير الحرفة، من جهته اعتبر الفنان القدير لونيس آيت منقلات هذا التكريم، أجمل هدية سيظل يتذكرها، معبرا عن سعادته بالتفاتة سكان قرية حورة لدعوته لمشاركة الاحتفال بمهرجان البرنوس وكذا لمنحه برنوس عربون محبة لفنه، حيث دعاهم إلى العمل من أجل تطوير الحرفة وحمايتها لكونها إرث قديم حافظ عليه الأجداد ليصل إلينا وعلينا اليوم الحفاظ عليه لمنعه من الزوال. وأشار رئيس بلدية بوزقان إلى أن المنطقة تعرف حركة ونشاط دائم، حيث تحتضن 8 مهرجانات منها فن الحدادة، التين الشوكي، العسل، البرنوس وغيرها في انتظار حرف أخرى يعمل القرويون على إحيائها. وقال عضو بجمعية "يعقوبي فرحات" علوش دراجي، أن هدف الجمعية هو تطوير وحماية حرفة حياكة البرنوس من الزوال لأنه هذا المنتوج ليس فقط لباس وإنما هو جزء من الهوية والثقافة الأمازيغة وإرث قديم وعريق، الطبعات الماضية لمهرجان البرنوس، تميزت بإحياء عادات وتقاليد منطقة القبائل التي تسير نحو الزوال، حيث كانت البداية مع إحياء خلال الطبعات الماضية عرس تقليدي قبائلي وفقا لما كان ينظم في القديم، في حين تقرر بالنسبة لهذه السنة تنظيم قعدة نسوية التي تسعى الجمعية إلى إحياء "اورار الخالاث" الذي لم يعد موجودا اليوم بسبب الإقبال على "Dj" وكذا الاستعانة بفرقة موسيقية وفنانين، كما تم بالتنسيق مع "كابلي سيكسبريم" جولة بالبرنوس واللباس التقليدي القبائلي بدأ من 1800 إلى غاية 1900، حيث جاب شباب وشابات حورة كل أزقة القرية. وينتظر أن يستمتع ضيوف حورة طيلة عمر التظاهرة بمجموعة من النشاطات الثقافية والفنية، عروض مسرحية، محاضرات منها "البرنوس ثالبا لجذوذ" وكذا حفل تكريم المتفوقين في شهادة البكالوريا من أبناء بوزقان وكذا المتفوقة الأولى على مستوى الولاية، متوبعا بحفل "بوجليمة". وافتتحت فعاليات مهرجان البرنوس على مستوى المدرسة الابتدائية لقرية حورة بحضور جمع غفير من المواطنين، السلطات المحلية إلى جانب أميار بلديات ايلولة اومالو واث يني، إضافة إلى حضور الفنانين منهم علجية وغيرها، حيث تم تدشين المعرض المقام بأزقة القرية والذي عرف مشاركة 37 حرفيا من ممارسي حرفة حياكة البرنوس، اللباس التقليدي القبائلي، الأغراض القديمة، الفخر، الحلي الفضية، النحت على الخشب وغيرها التي لقيت إقبالا كبيرا من طرف الزوار والضيوف.