تحولت قاعات حفلات الأعراس خلال هذه الصائفة إلى نقمة بالنسبة للعديد من السكان المجاورين لها، عبر مختلف أحياء مدينة وهران بسبب الإزعاج الذي تسببه يوميا قوافل العرسان، من أبواق السيارات وفرق "القرقابو" التى تزف العرسان داخل تلك القاعات بداية من الساعة التاسعة ليلا، مما يحرم الكثير من المواطنين من الاستمتاع بلذة النوم. حسب السيدة كريمة التي تقطن بإحدى عمارات الدار البيضاء والمجاورة لقاعة حفلات، فإن الجيران يدفعون ضريبة من راحتهم لا ذنب لهم فيها، حيث أصبح الوضع حسبها لا يطاق نظرا للإزعاج اليومي الذي تسببه حفلات الأعراس منذ بداية الصائفة، وما تحدثه أبواق السيارات من أصوات، إضافة إلى فرق "القرقابو" والألعاب النارية، بدون مراعاة أطفال وأشخاص مصابين بأمراض مزمنة يحتاجون للراحة، إذ نضطر إلى غلق النوافذ في عز الحرارة حتى تتوقف الأصوات. ورغم الشكاوى التي تقدم بها الجيران على مستوى القطاع الحضري التابع لبلدية وهران، لكن بدون جدوى. نفس الرأي أدلت به السيدة نعيمة، من حي كاستور، صرحت بأن قاعات الحفلات في السابق كانت تشبه الفرجة والمتعة لدى السكان المجاورين لها، لكنها بعد سنوات تحولت الآن إلى مصدر إزعاج ونقمة للسكان المجاورين لها بسبب الفوضى الذي يعرفه هذا النوع من النشاط في بلادنا. نوع آخر من الإزعاج تصنعه حفلات الأعراس عبر العديد من بلديات ولاية وهران، لاسيما النائية منها، حيث عادت إلى الواجهة إقامة الأعراس داخل الخيم التي تستأجر وتنصب أمام البيوت أو في الأسطح أو المستودعات، لتتحول إلى قاعات حفلات الأعراس تطلق العنان للموسيقي عن طريق مكبرات الصوت إلى غاية فجر اليوم الموالي، حيث ترافق هذه الأعراس بعض التصرفات اللاأخلاقية من بعض الشباب المدعوين الذين يقومون بالإفراط في تناول المشروبات الكحولية وفقدان السيطرة، مما يتسبب في مناوشات مع صاحب العرس والسكان وقد تنتهي في الغالب بشجارات ومشادات جسدية، حسبما أكده أحد المواطنين، مضيفا أنه دخل في نهاية الأسبوع الفارط في مشاحنات كلامية مع أحد الجيران بعد أن رفض تخفيض صوت "الديسك جوكي" الذي كان صوته يصل إلى آذان كل سكان الحي، ولو لا تدخل كبار سكان الحي لكانت العاقبة وخيمة. في حين تحدث صديق له عن شجار حَول الفرح إلى مأساة، بعدما تم إلقاء القبض على أخ العريس الذي تعارك مع أحد شباب الحي بسبب تنصيب خيمة لإقامة العرس في حظيرة للسيارات، وهي تصرفات منافية للآداب العامة، مع عدم احترام حرية الآخرين.