يا "الغافل راني نوصيك"، "في دوك لنوار" و"مرجانة".. هي الاغاني التي اختارها مطرب "الشعبي" عبد الحميد بناي في تشكيلة ألبومه الجديد الذي سيرى النور خلال الأيام القليلة القادمة، حيث اختار أن يكون هذا العمل الجديد تكريما لروح العميد الهاشمي قروابي، "المساء" استضافته ونقلت لكم هذا الحوار... -بداية نسأل، رغم مرور 30 سنة كاملة على مشوارك الفني الذي احتضنته حفلات الأعراس وغيرها من الحفلات إلا أنك لم تسجل أي ألبوم... لماذا؟ * كما تعرفون للظروف حكمها أيضا، ففي البداية لم أفكر في عملية تسجيل شريط لانشغالي بإحياء حفلات الأعراس، فقد أتيحت لي فرصة الغناء مع العميد الهاشمي قروابي الذي أحبه كثيرا، وكذا الفنان عمر الزاهي، ومثل كل الفنانين الجزائريين مررت بظروف صعبة خلال العشرية السوداء، وقد شجعني الأصدقاء على العودة، وبما أننى مطرب شعبي أحيي الأعراس، فأنا في تواصل دائم مع العائلات الجزائرية، وقد طلب مني الكثير من الشباب تسجيل بعض المقطوعات في ألبوم، وهذا ما أعتزم فعله الآن في ظل وجود دار إنتاج تتبنى الفن الأصيل. - إذن ميلاد الألبوم مرتبط بوجود دار إنتاج؟ * نعم، صراحة فإمكانياتي المادية لا تسمح لي بالاعتماد على ذاتي في الإنتاج. - حدثنا عن هذا العمل الجديد؟ * يكون مفاجأة لكل عشاق الشعبي، بحيث سأقدم ثلاث أغاني من كلماتي وألحاني واخرى للشيوخ، على غرار بن سهلة، بن مسايب، المغراوي، وأغنية من كلمات سيد أحمد أوديناش تحمل عنوان "وعلاش هكذا"، ومن بين أغاني الألبوم "يا مرجانة"، "في دوك لنوار"، وهي اغان عاطفية، أما أغنية "يا الغافل نوصيك" فهي اجتماعية. - كيف كانت تجربتك مع الكتابة؟ * الكتابة.. إنها لسان الذات ولغته التعبيرية عن مكنونات النفس.. إنها الطريقة الوحيدة التي ننقل من خلالها خالص أحاسيسنا وتجاربنا لمن نحبهم للاستفادة منها، وقد ظهرت لغة الإبداع في فكري عندما كنت في الرابعة والعشرين من العمر، ولدي العديد من القصائد والطقطوقات المحفوظة بالديوان الوطني لحقوق التأليف. -من هو الفنان الذي تأثرت به في بدايتك؟ *تأثري بالموسيقى كان منذ الصبا، حيث تعلمت أسس الأندلسي من شقيقي الأكبر وهو أستاذ بالمعهد الموسيقي لبولوغين، حيث تعلمت منه أسس الأندلسي، وراحت كلمات الشعبي تجذبني لما تحمله من حكمة وأخلاق وتربية، ولطالما عشقت صوت المرحوم الهاشمي قروابي الذي أعدت له الكثير من الأغاني، ومازلت أعيدها في الأعراس، خصوصا أن خامات صوتي تشبه كثيرا صوته. - ماذا تمثل بالنسبة لك الآلة الموسيقية؟ * إنها عماد الأغنية أو الطقطوقة أو القصيدة، فالآلة الموسيقية هي التي تعطي الأغنية تلك الروح الساحرة، وأنا شخصيا من عشاق الآلات الموسيقية وقد بلغ بي الولع بها الى حد صناعة آلة موندول بنفسي، وقد ساعدني صديقي العزيز عمي الشريف طواري رحمه الله في صناعة أول موندول. - بعيدا عن الموسيقى، ماهي هواياتك؟ * أحب الرسم ولدي العديد من اللوحات التي احتفظ بها في البيت. - ماذا تمثل لك الصداقة؟ * إنها العصب الرئيسي في العلاقات الإنسانية، فبدون صداقة يفقتد المرء الكثير من الأشياء الهامة في حياته، منها الأمانة والراحة، وأنا شخصيا أحمد الله على نعمة الصداقة، فلدي أصدقاء طالما وجدتهم الى جانبي في أحلك الظروف، وخصوصا محمد بوهراوة ومصطفى اللذين أكن لهما الكثير من الاحترام. - وماذا عن العائلة؟ * إنها الوطن الذي يجد المرء راحته بين روافده وسهوله... خصوصا عندما تكون الزوجة متفهمة والأبناء عطوفين، إنها نعمة الله. - و الجزائر؟ * إنها الأم الحنون التي لا صدر لنا سواها.