دخول مدرسي على وقع ترتيبات غير مسبوقة

تقارير مراسلي "المساء" عبر ولايات الوطن

أجمعت التقارير الواردة من الولايات على أن مديريات التربية بالتنسيق مع مختلف الهيئات المحلية، استعدت للدخول المدرسي هذا الموسم على غير العادة، وهي العملية التي كانت مسبوقة بخرجات ميدانية مكثفة، قادها خلال شهر أوت المنصرم عدد من الولاة والأمناء العامون للولايات، بهدف تسريع وتيرة تحضير مختلف المنشآت التربوية، خصوصا الجديدة منها المقرر استلامها مع الموسم الجديد.
وفي نفس السياق، سجلت التقارير التي بعثها مراسلو جريدة "المساء"، حركة في التحضير لدخول موسم 2016-2017 الذي تميز عموما باستلام منشآت تربوية جديدة مست مختلف الأطوار التعليمية، بما فيها المدارس الابتدائية والمتوسطات وكذا الثانويات، إلى جانب المطاعم المدرسية، وإن كان هذا الواقع تكذبه تقارير أخرى، على غرار ما ورد من عنابة أو بعض ولايات الجنوب، أين مازالت عملية الترميم والتكفل بالمؤسسات التربوية لم تنته بعد. فيما استكملت بعض الولايات التدابير المتعلقة بالتأطير التربوي، تبقى أخرى تعمل على إنهاء العملية بالموازاة مع الدخول المنتظر غدا.
ذكرت التقارير أيضا، أن عددا من مديري التربية وجهوا جملة من التعليمات لمسؤولي القطاع للتكفل بموضوع توزيع المنح المدرسية قبل الشروع في الدراسة، من أجل تمكين تلاميذ العائلات المعوزة من تحضير دخولها إلى الأقسام في أحسن الظروف.
وتؤكد التقارير أن بعض هذه العمليات استغرق في حالات معينة العمل طيلة عطلة الصيف، فيما حضرت من جهتها مصالح الأمن، تزامنا مع الدخول المدرسي مخططات أمنية من شأنها مواكبة هذا الدخول الذي ارتأت فيه نفس المصالح، أخذه بشكل جدي من أجل تأمين دخول وخروج المتمدرسين من المؤسسات التربوية، إلى جانب تنظيم حملات تحسيسية لفائدة التلاميذ، خصوصا في الجانب الوقائي، من ظواهر العنف وكذا توخي الحذر من حوادث الطرق.
التحرير
سطيف... 365 ألف تلميذ يلتحقون بمقاعد الدراسة غدا
ضبط القائمون على قطاع التربية الوطنية بولاية سطيف عقارب ساعتهم مع بداية العد التنازلي للدخول المدرسي الجديد، تحسبا لهذا الحدث، بأخذ جميع الترتيبات الخاصة بإنجاح الموعد، لاسيما فيما تعلق بالمنشآت والهياكل البيداغوجية، حيث تدعم القطاع مع بداية هذا الموسم بمنشآت جديدة في جميع الأطوار، باستلام 10 مؤسسات تعليمية جديدة، 04 منها خاصة بالتعليم الثانوي في كل من بلديتي قنزات وبني ورثيلان بأقصى المنطقة الشمالية للولاية، وثانوية جديدة ببلدية سرج الغول...
...بالإضافة إلى ثانوية أخرى ببلدية العلمة، ثاني أكبر تجمع سكاني بعد عاصمة الولاية، ومتوسطتين ببلديتي ماوكلان وبني موحلي، مع إعادة فتح متوسطة الهاني لعلى بعين الكبيرة بعدما شهدت أعمال تهيئة بمختلف أجنحتها، إلى جانب مؤسستين جديدتين للتعليم الابتدائي؛ الأولى ببلدية قصر الأبطال بالمنطقة الجنوبية ومدرسة بسطيف مركز، مع إعادة فتح مدرسة بجاوي العربي بوعنداس وتوسعة 19 قسما دراسيا عبر مختلف بلديات الولاية، ليرتفع بذلك عدد المؤسسات التعليمية في الولاية إلى 223 متوسطة و95 ثانوية و859 ابتدائية، دون احتساب المؤسسات المرتقب استلامها قريبا.
وحسب عماد سلامي المكلف بالإعلام على مستوى مديرية التربية في الولاية، فإن مصالح هذه الأخيرة وضعت جميع التدابير التي من شأنها إنجاح الموسم الدراسي، لاسيما بالمناطق النائية التي عرفت بعض النقائص خلال المواسم المنقضية، وكان لها الأثر السلبي على التلاميذ، خصوصا فيما تعلق بالنقل المدرسي والإطعام، وفي هذا السياق كشف المتحدث عن استلام مطعم جديد بمدرسة قشي ببلدية الأوريسيا، إلى جانب نصف داخليتين؛ الأولى بثانوية تاشودة بأقصى المنطقة الشمالية الشرقية وأخرى بمتوسطة مدور رابح ببلدية قلال جنوبا، كل هذه الهياكل والمنشآت من شأنها استيعاب أكبر عدد من التلاميذ، وستساهم في تحسين الأداء البيداغوجي من خلال القضاء على ظاهرة الاكتظاظ التي ميزت معظم الأقسام، وتحسين ظروف العمل والتمدرس وتطوير النتائج المدرسية خصوصا إذا علمنا أن مؤشر عدد التلاميذ المرتقب التحاقهم غدا بمقاعد الدراسة في ولاية سطيف قفز إلى أزيد من 365780 تلميذا عبر جميع الأطوار، منهم 190405 تلميذا بالمرحلة الابتدائية، 35969 تلميذا جديدا في السنة أولى ابتدائي و125434 تلميذا في الطور المتوسط، بالإضافة إلى 49941 تلميذا في الطور الثانوي سيشرف عليهم 18943 أستاذا وأستاذة.
ولضمان التأطير الإداري والبيداغوجي لجميع المؤسسات التربوية بالولاية، كشف المتحدث عن عقد مديرية التربية العديد من جلسات العمل مع مختلف الشركاء الاجتماعيين لدراسة أهم القضايا التي لها صلة بالدخول المدرسي في سبيل إنجاح الدخول المدرسي، بتوفير جميع الوسائل والشروط اللازمة لاستقبال التلاميذ في ظروف جيدة، ودعوة مديري المؤسسات التعليمة إلى ضبط كل الترتيبات مع توفير الظروف اللازمة للانطلاق الفعلي للدروس في اليوم الأول من الدخول المدرسي، وإيصال الكتاب المدرسي لكل التلاميذ.
باتنة... ربع سكان الولاية متمدرسون
كشف الأمين العام لمديرية التربية في ولاية باتنة، السيد محمد عبد اللاوي، عن أن كل التدابير اتخذت في سبيل إنجاح الدخول المدرسي، مقرا بوجود بعض النقائص المسجلة التي لها علاقة بمشكلة التأطير الخدماتي والمراقبين وتعكف المديرية على معالجتها تدريجيا من خلال المسابقات المفتوحة، وتجري تباعا خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من السنة الجارية للقضاء على المشكلة ببعض المناطق. ونفى أن تكون هناك مشكلة الاكتظاظ داخل الأقسام مطروحة بالحدة التي عرفتها قبل سنين.
اعتبر المسؤول بأن المرافق الجديدة التي عززت القطاع بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، بالإضافة إلى المشاريع المسجلة على مستوى بلديات أخرى من شأنها القضاء مستقبلا على مشكلة الاكتظاظ وتحسين ظروف التمدرس. كما يراهن القطاع على عمليات التوظيف التي شملت هذه السنة توظيف أستاذة لشغل مناصب ب917 مؤسسة تربوية، 648 بالطور الابتدائي و177 بالمتوسط و92 مؤسسة بالطور الثانوي. والتحقوا بمناصبهم بعد اجتيازهم المسابقات الخاصة بالتوظيف، وخضعوا لدورة تكوينية ليقفز بذلك عدد الموظفين في القطاع إلى أكثر من 23000 موظف، منهم 15.971 معلما و7224 إداريا، وهو ما يضع الولاية في المرتبة الثالثة وطنيا بعد ولايتي سطيف وتيزي وزو.
وتميز الدخول المدرسي2016 /2017 باستلام 16 مؤسسة جديدة، إلى جانب ترميمات شملت ثانوية عائشة أم المؤمنين ومدرسة الأمير عبد القادر بباتنة في السنة الماضية، حسبما أفاد نفس المسؤول الذي أوضح أن المشاريع التي عززت القطاع سيكون لها شأن آخر باستلامها تباعا ضمن الجهود القائمة لتحسين ظروف التمدرس. ومن المؤسسات الجديدة 42 قسما جديدا و08 مجمعات مدرسية و04 ثانويات جديدة و04 متوسطات، ستفتح أبوابها في الرابع من سبتمبر الجاري لاستقبال التلاميذ، ليرتفع عدد الثانويات إلى 92 ثانوية و177 متوسطة و648 مدرسة ابتدائية، إلى جانب 04 مطاعم مدرسية بسعة 200 وجبة و04 أنصاف داخليات بالمتوسطة، ونصف داخلية واحدة بالثانوية و05 قاعات رياضية و03 وحدات للكشف والمتابعة.
ومن المرتقب أن تستقبل المؤسسات التعليمية في الولاية 322912 متمدرسا في مختلف الأطوار التعليمية، منهم 163883 تلميذا بالطور الابتدائي، منهم 28.866 تلميذا جديدا و16847 تلميذا بالأقسام التحضيرية. علما أن الثانويات ستستقبل 15698 طالبا انتقلوا من المتوسط، ليرتفع العدد إلى 48871 طالبا ثانويا، منهم 15698 في السنة الأولى ثانوي و93311 طالبا في المتوسط، وبلغ عدد المقبلين على شهادة التعليم المتوسط 20062 تلميذا، مما يعني أن ربع سكان الولاية متمدرسون، وهو ما يتطلب ضمان التأطير الإداري والبيداغوجي، حيث تشير أرقام المديرية إلى وجود 6869 مؤطرا بيداغوجيا تربويا بالطور الابتدائي و5221 بالمتوسط و3821 بالثانوي، إضافة إلى 7224 مؤطرا إداريا، منهم 761 بالطور الابتدائي و3755 بالمتوسط و2708 بالطور الثانوي. علما أن معدل التلاميذ في الفوج يمثل 27.66 بالمائة بالنسبة للطور الابتدائي من أصل 5929 فوجا تربويا و31.34 بالمائة في المتوسط، من أصل 2977 فوجا تربويا و27.53 بالمائة بالنسبة للثانوي من أصل 1775 فوجا تربويا.
عنابة ... مدارس بدون صيانة
تعاني أغلب المدارس الابتدائية بعنابة من ضعف الصيانة والترميم، بفعل انهيار وتشققات الجدران وتحطم النوافذ والأبواب وانعدام المراحيض في العديد من المؤسسات التعليمية، إلى جانب انعدام التدفئة وإن وجدت فهي معطلة...
...الساحات داخل المؤسسات التربوية أشبه بالورشات المفتوحة، إلى جانب الحفر التي تملأها والأتربة التي تتوحل مع تساقط القطرات الأولى من الأمطار. وفي سياق متصل، كشف مدير التربية بعنابة عن أن ملف المؤسسات التربوية في الولاية سيتم التكفل بها قبل حلول فصل الشتاء، بترميم الأقسام وتهيئة الحجرات وربط كل المدارس بالتدفئة، وستنطلق عملية تسجيل المدارس المتضررة من أجل الإسراع في ربطها بالكهرباء والتدفئة، كما سيتم بناء مطاعم مدرسية بالمناطق النائية والمعزولة. وحسب المتحدث، تم تدارس الملف مع والي عنابة ورؤساء البلديات من أجل تدارك العجز المسجل على مستوى كل الميادين، منها تحسين مستوى الإطعام المدرسي لوضع حد لمعاناة التلاميذ الذين مايزال أغلبهم يتناولون وجبات باردة، مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي.
وعلى صعيد آخر، تم إحصاء نحو 500 قسم وحجرة تابعة للمؤسسات التربوية بعنابة، سيتم إخضاعها للترميم والتهيئة، ورصد للعملية غلاف مالي معتبر قدره 12 مليار سنتيم، ستشمل الأقسام التي تشكو من نقص الكتامة والتهيئة. وحسب نفس الجهة، سيتم الاهتمام بهذه المدارس وتهيئتها قبل حلول فصل الشتاء.
رصد لعملية ترميم وبناء المطاعم غلاف مالي قدره 23 مليار سنتيم، إلى جانب إحصاء 190 مطعما مدرسيا جاهزا مخصصا في تقديم وجبات ساخنة لتلاميذ المدارس، كما تحصي بلدية عنابة حرمان نحو 12 ابتدائية موجودة بعنابة وسط من مجموع 200 مطعم لم توفر للتلاميذ وجبات ساخنة خلال السنوات الماضية، الأمر الذي أثر على تحصيلهم الدراسي، لأن أغلبهم يتغيبون عن الحصص المسائية وهناك من يحضر متأخرا خاصة في الفترة المسائية، وفي هذا السياق تم بعنابة خلال سنة 2016 إحصاء نحو 1200 تلميذ يتناولون وجبات باردة وغير صحية، خاصة بالمدارس الإبتدائية الواقعة بالبلديات النائية والقرى المهجورة، التي يكون طبقها الرئيسي التونة والبيض بسبب تأخر الجهات المحلية في عملية ربط بعض الابتدائيات بالغاز الطبيعي.