أمرت عواصم غربية في بيان شديد اللهجة، الجنرال خليفة حفتر بسحب قواته العسكرية "فورا" من موانئ النفط الليبية التي سيطرت عليها بداية الأسبوع ودون شروط مسبقة. وأكدت حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا دعمها المطلق لحكومة الوفاق الوطني بقيادة الوزير الأول الليبي فائز السراج بصفتها السلطة التنفيذية الوحيدة في ليبيا. وأدانت الدول الست إقدام قوات الجنرال خليفة حفتر على فرض سيطرتها على موانئ تصدير النفط في منطقة الهلال النفطي في وسط ليبيا في ضربة قوية لمساعي حكومة الوفاق الليبية بسط سيطرتها على هذه المناطق الإستراتيجية ضمن خط لفرض سيادتها على كل مناطق هذا البلد الممزق بحرب مدمرة. وخرجت الحكومات الغربية عن صمتها إزاء التطورات الأخيرة بعد أن استولت قوات كرامة ليبيا بقيادة خليفة حفتر على موانئ الزويتنة ورأس لانوف والسدرة والبريقة سمحت لقوات حفتر من بسط سيطرتها عليها. وطالبت عواصم هذه الدول كل الأطراف المتصارعة في ليبيا، الالتزام بوقف فوري لإطلاق النار ووضع حد لكل العمليات العسكرية في نفس الوقت الذي حذرت فيه من تخريب المنشآت النفطية في هذه الموانئ بما قد يؤثر على عمليات تصدير هذه المادة الحيوية. واعتبرت حكومات الدول الست أن المجلس الرئاسي بقيادة الوزير الأول فايز السراج يبقى السلطة الشرعية التي يخول لها مراقبة هذه الموانئ والتأكد من أن عائدات مبيعات النفط الليبي يجب أن تعود إلى الشعب الليبي. وأضاف البيان أن منشآت وإنتاج وتصدير النفط الليبي يجب أن تخضع لسلطة شركة النفط الليبية التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية. ودعت العواصم الغربية الست مختلف المليشيات المسلحة الليبية إلى توحيد صفوفها تحت قيادة حكومة الوفاق الوطني ضمن هدف واحد وهو محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وكل التنظيمات الإرهابية الأخرى الناشطة في ليبيا حفاظا على مصالح وخيرات الشعب الليبي. وذهب هذا النداء في نفس سياق الدعوة التي وجهها رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، أمس، لعقد لقاء يضم كل الأطراف الليبية لإخراج البلاد من حالة الفوضى التي تعصف بها. ووجه السراج نداء عاجلا باتجاه كل الأطراف لوضع حد لكل العمليات الاستفزازية وعقد اجتماع طارئ حول طاولة مفاوضات واحدة للتباحث حول آليات للخروج من الأزمة الراهنة. وشكل استيلاء قوات "كرامة ليبيا" بقيادة اللواء خليفة حفتر على أهم موانئ النطف الليبية ضمن ما يعرف بالهلال النفطي في شرق البلاد ضربة قوية لجهود حكومة الوفاق الوطني التي قطعت أشواطا كبيرة لدحر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي من مدينة سيرت الإستراتيجية. @م/مرشدي