اختتمت قمة حركة عدم الانحياز أعمالها أول أمس ببيان ختامي من نحو 190 صفحة يدعو إلى إقرار مبدأ عدم التدخل وإلى السلام والتعاون بين الدول، ويطالب بإصلاح الأممالمتحدة. وأبدت الدول المشاركة في قمة مارغريتا الفنزويلية رأيا موحدا فيما يخص العديد من القضايا التي طرحت لاسيما الإرهاب وإصلاح الأممالمتحدة. والتقى رئيس الوفد الجزائري السيد محمد العربي ولد خليفة ووزير الخارجية رمضان لعمامرة بعدد من المسؤولين على هامش القمة. وخلال المناقشة التي جرت قبيل إصدار إعلان مارغريتا، أكد وزراء من دول مختلفة، الحاجة إلى تعزيز دور الأممالمتحدة وجعلها أكثر فعالية لكافة أعضائها وأن تصبح جزء من " نظرة مستقبلة أكثر ديناميكية واستباقية" بهدف مواجهة المشكلات العالمية. وأعلنت القمة السابعة عشر لحركة عدم الانحياز أن 2017 سيكون عام إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. واعتمدت لجنة دعم حركة الانحياز للقضية الفلسطينية "إعلان فلسطين" الذي أكدت فيه دعم الحركة الثابت للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأعربت عن بالغ أسفها للجمود الذي تشهده عملية السلام، مؤكدة حرصها على تقديم كافة أشكال المساندة لدعم الجهود الإقليمية والدولية، الرامية إلى إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لاسيما المبادرة الفرنسية ومبادرة السلام العربية. مساندة كفاح الشعب الصحراوي كما أكد رؤساء دول وحكومات عدم الانحياز دعمهم لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالنزاع في الصحراء الغربية. وجدد المجتمعون دعمهم للقرار 70/98 المصادق عليها بالإجماع ومواصلتهم دعم جهود الأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي من أجل حل سياسي متفق عليه بين الطرفين يضمن حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية في إطار مبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة. وعبرت عدة دول خلال القمة عن تأييدها لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، مطالبة بإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية، من أهمهم الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي والرئيس الكوبي راؤول كاسترو ووزيرة الخارجية الجنوب إفريقية مايتي ماشاباني ووزيرة الخارجية النيجيرية خديجة بوكار إبراهيم، إضافة إلى وزير الخارجية الأنغولي جورجي ريبيلو شيكوتي. للإشارة، شارك وفد من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ترأسه عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، الوزير المنتدب المكلف بأمريكا اللاتينية عمر منصور في أشغال القمة. وعلى هامش القمة، تحادث رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة مع كل من نائب الرئيس الأنغولي مانويل دومنغيس ديسانتي ونائب رئيس الوزراء وزير الدولة المكلف بشؤون الديوان لدولة قطر أحمد محمود، حسبما أفاده بيان للمجلس. وأوضح البيان أن السيد ولد خليفة تطرق على هامش أشغال القمة 17 لحركة عدم الإنحياز لدى استقباله لنائب رئيس جمهورية أنغولا إلى "العلاقات التاريخية بين البلدين". وأشاد نائب الرئيس الأنغولي من جهته ب«دورالجزائر الحاسم في استقلال أنغولا حيث أثنى خصوصا على دور الرئيس بوتفليقة في الدفاع عن حق شعبه في تقرير مصيره في كل المحافل الدولية"، معتبرا أن "للجزائر الفضل في استقلال كثير من دول القارة مثلما لها الفضل حاليا في دعم استقرار وتنمية إفريقيا". وأضاف بيان المجلس أن الطرفين دعيا إلى "ضرورة العمل والتنسيق من أجل ضمان استقرار وتوازن سوق المحروقات لتعزيز حق الدول في تنمية ورقي شعوبها". بدوره اعتبر السيد أحمد محمود "الجزائر فاعلة بمبادئها وريادتها في تحقيق استقرار وأمن وازدهار العالم العربي"، معبرا على "الإستعداد التام والدائم لبلاده للتعاون مع الجزائر في كل المسائل السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية بما يخدم المصالح المتبادلة للشعبين". وفي ذات السياق، تحادث وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة مع نظيريه الصربي والعراقي وكذا مع رئيس وفد نيكاراغوا، حسب بيان لوزارة الخارجية. وسمح لقاء السيد لعمامرة مع النائب الأول للوزير الأول، وزير الشؤون الخارجية الصربي ايفيكا داسيتش بالتطرق إلى "الوضع السائد في منطقة البلقان وكذا حالة التعاون الثنائي وآفاق تعزيزه"، حسبما أوضح ذات المصدر. فيما تناولت محادثات السيد لعمامرة مع وزير الشؤون الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري "تطورات الوضع في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية لاسيما الشؤون القنصلية". كما تمحورت المحادثات بين الوزيرين حول "الجهود المبذولة من أجل استقرار أسعار النفط على مستوى الأسواق الدولية"، وذلك ترقبا للمشاورات غير الرسمية لوزراء البلدان الأعضاء في الأوبك المرتقبة قريبا بالجزائر العاصمة. وسمح اللقاء مع نائب وزير خارجية نيكاراغوا السيدة ماريا روبايليز دو شامورو باستعراض "حالة التعاون الثنائي بين الجزائر وهذا البلد وكذا بحث سبل تعزيزه". واتفق الطرفان في ذات السياق على "تكثيف تبادل الوفود وتوسيع التشاور إلى المجالات ذات الاهتمام المشترك على الصعيد الإقليمي والدولي". كما تطرق الطرفان إلى مبدأ العمل المشترك من أجل "توطيد العلاقات بين قارتي أمريكا اللاتينية وإفريقيا". وسمحت المحادثات بإبراز "تطابق وجهات النظر" فيما يخص المكاسب التاريخية لحركة عدم الانحياز وسداد مبادئها في عالم متعدد الأقطاب يخدم تعددية أطراف شاملة ومجددة".