يعود مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في الفترة الممتدة من 6 إلى 12 أكتوبر الجاري، بمشاركة نوعية لأهم الأفلام التي تعرفها منطقة حوض المتوسط، وتحلّ السينما الإيرانية ضيف شرف على الدورة الثانية من هذه التظاهرة السينمائية، وسيكون موضوع "إنسانية الصورة.. صورة الإنسانية" محور اهتمام المشاركين. ...إلى جانب مشاركة 17 دولة متوسطية في هذا الحدث وتتويج الفائزين في آخر مطاف المنافسة على "العناب الذهبي"، يتواصل تقليد التكريم في هذه الدورة، حيث التفت المهرجان للسينمائية التونسية كلثوم برناز التي توفيت مؤخرا، والتي ترأست لجنة تحكيم مهرجان عنابة في دورته الأولى. تعد الراحلة من رائدات السينما التونسية، كما سيتم تكريم السينمائي الإيراني عباس كياروستامي الذي توفي في شهر جويلية المنصرم، ويعدّ واحدا من رواد السينما الواقعية. وستخصّص دورة 2016 لتكريم صاحب السعفة الذهبية في "كان" لخضر حمينه والمخرج أحمد راشدي، إلى جانب تنظيم ورشات تكوينية في مهن الصورة وأخرى حول النقد. تتشارك الأعمال المتنافسة في تبنيها الاهتمامات الاجتماعية، الإنسانية والعاطفية الراهنة لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وتحاول في مجملها الإجابة عن تساؤلات هذه الرقعة. وستكون تونس حاضرة في المسابقة بالفيلم الوثائقي "آخر واحد فينا" للمخرج علاء الدين سليم الذي حاز مؤخرا على تتويج بمهرجان البندقية. أما المغرب فهو متواجد بالفيلم الروائي "ميلودي المورفين" لهشام أمل، حيث يتطرّق لقصة عازف كمان، يعيش رحلة بحث عن الذاكرة والموهبة الضائعة، ويحلّ الفيلم الروائي المصري "هيبتا" للمخرج هادي الباجوري على منافسة المهرجان، وينقل أحداثا تدور داخل عربة ترحيل مكتظة بالمتظاهرين بين مؤيد ومعارض. يشار إلى أنّ فئة الأفلام القصيرة ستخصص فقط للأعمال الجزائرية، لإعطائها الفرصة وخلق نوع من التوازن. 6 أعمال جزائرية من أجل "العناب الذهبي" تشارك 6 أعمال سينمائية جزائرية في مهرجان عنابة الثاني للفيلم المتوسطي، ويتعلّق الأمر بكلّ من "الآن يمكنهم المجيء" لسالم إبراهيمي و"وقائع قريتي" لكريم طرايدية و"اللوحة المثقوبة" لجمال عزيزي، في فئة الفيلم الروائي الطويل، ووفي فئة الفيلم الوثائقي يشارك كل من "سمير في الغبار" للمخرج محمد أوزين و"في راسي رونبوان" لحسان فرحاني و"الجزائر بعد" لفريال بن زواوي، إلى جانب العمل المشترك الجزائري الفرنسي "أت هوم" لاليزابيت لوفري. فيلم سالم إبراهيمي مقتبَس من كتاب أرزقي ملال الذي شارك بدوره في وضع سيناريو الفيلم، ويقدّم صورة عن فترة مهمة من تاريخ الجزائر، تبدأ من سنة 1980، التي صادفت التحوّلات التي طرأت على البلاد ابتداء من فتور المنهج الاشتراكي إلى بروز الإسلام المتطرف، خاصة من جانبه الإيديولوجي المستورد من أفغانستان، وما تلا ذلك من أحداث مأساوية، أتت على حياة أكثر من 200 ألف جزائري. بالنسبة للفيلم الوثائقي "سمير في الغبار" الذي أنتج في عام 2015 ومدته 61 دقيقة، يعد عملا يروي قصة تطلعات ومخاوف شاب مهرب يقوم بنقل الوقود من قريته إلى الحدود المغربية. موعد لاكتشاف السينما الإيرانية بعد أن حلت السينما التشيلية ضيف شرف في الدورة الأولى لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، تستضيف التظاهرة السينمائية في دورة 2016 السينما الإيرانية، وسيكتشف عشاق الفن السابع نظرة أخرى من هذا العالم قادمة من بلاد الفرس، نظرة تتّسم بإبداع جارف وبصمة متفردة، ذلك أنّ الكثير من الأعمال حقّقت نجاحا منقطع النظير على الصعيد العالمي. وسيخصص المهرجان تكريما للمخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي، الذي وافته المنية في شهر جويلية الماضي، إذ سيتم عرض عدد من أفلامه. يعدّ فيلم "طعم الكرز" أحد الأعمال السينمائية التي أبهرت العالم، وتحصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 1997، بالإضافة إلى عرض فيلمه "أين بيت صديقي؟" المنتج عام 1989. وسيكون للجمهور العنابي حظ مشاهدة أحدث الأفلام الإيرانية المرتقب أن يعرض شرفيا في أمريكا خلال شهر نوفمبر المقبل، ويتعلق الأمر بفيلم "الزبون" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي الذي فاز بجائزة أحسن سيناريو في مهرجان "كان" السينمائي في شهر ماي الأخير، كما سيتم عرض فيلم وثائقي حول "الموسيقى في إيران". مهرجان قليبية لفيلم الهواة ضيف بونة تستقبل محافظة مهرجان عنابة المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية في تونس، للمشاركة في البرنامج التكويني لمهرجان عنابة السينمائي... تأتي المبادرة في إطار التقارب المغاربي والمتوسطي وتبادل الخبرات، حيث سيحل وفد ممثل للمهرجان التونسي، بهدف تنشيط ورشات تكوينية للشباب الهاوي الجزائري، في تخصصات الصوت والصورة والإخراج، وسيتم مع اختتام الطبعة الثانية لمهرجان عنابة تعيين مجموعة من المتربصين الناجحين، سيحضون بدعوة لحضور "مهرجان قليبية 2017". يشار إلى أن "مهرجان قليبية" تأسس سنة 1964، وكوّن جيلا رائدا من السينمائيين التونسيين، مثل رياض باهي وفريد بوغدير، وشهدت سنة 2016 الجارية تنظيم دورته ال31. ورشات تكوينية لفائدة هواة السينما ينظم مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، في دورته الثانية، ثلاث ورشات تكوينية متخصّصة في السيناريو، الصورة والصوت موجّهة للشباب من محبي السينما، الهواة والجامعيين... تقام هذه الدورة بالتنسيق مع المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، بالتعاون مع "مهرجان قليبية" الدولي لفيلم الهواة الذي تنظّمه الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة -والمركز الوطني للسينما والصورة بتونس. يشرف على تأطير هذه الورشات عدد من مهنيي الصورة والصوت من الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة، الذين يمتلكون خبرة بيداغوجية ومهنية كبيرة، وسيسعون خلال ستة أيام لوضع أدوات ووسائل التعبير السينمائي بين يدي المتربصين لمساعدتهم على فهم خبايا هذا الفن من جهة، والمضي قدما نحو تحقيق أعمالهم المستقبلية. تسعى إدارة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، من خلال هذه الورشات التي ترفع لروح المناضل السينمائي الشاب عدنان مؤدب (1989-2016)، إلى تعزيز التعاون السينمائي مع الشقيقة تونس وخلق تقاليد حقيقية في ميدان التكوين والحوار بين المبدعين.