بلغ العدد الإجمالي للطلبة المسجلين في جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا خلال الدخول الجامعي الحالي، 41 ألفا و676 طالبا في رقم قياسي لم تسجله الجامعة من قبل من بينهم 8587 طالبا جديدا. أرقام كشف عنها أمس، عميد جامعة هواري بومدين البروفيسور محمد سعيدي، خلال ندوة صحفية نشطها بمقر الجامعة بمناسبة الدخول الجامعي 2016 2017، أكد خلالها تسجيل 40 بالمئة نسبة رسوب لدى طلبة السنة الأولى جامعي الذين تجاوز عددهم هذا العام 12 ألف طالب. وهو ما جعله يوجه نداء ضمنيا للطلبة الراسبين بضرورة تغيير شعبهم في حال تأكدهم من عدم قدرتهم على مواصلة الدراسة، خاصة وأن القانون لا يسمح للطالب في نظام الليسانس المحدد بثلاث سنوات بالبقاء أكثر من خمس سنوات. ورغم اختلاف أراء الأساتذة الجامعيين ممن تحدثت «المساء» إليهم حول أسباب تسجيل مثل هذه النسبة المرتفعة من الرسوب في جامعة هواري بومدين، والتي أرجعوها إلى مشكل اللغة والمناهج وعدم اهتمام بعض الطلبة بالدراسة ونقص الاجتهاد الشخصي، فإنهم أكدوا أنها تبقى أفضل من تلك المسجلة خلال السنوات الماضية، حيث كان 10 بالمئة فقط من طلبة السنة أولى يتحصلون على شهاداتهم العليا. عميد جامعة هواري بومدين أثار مجددا مشكلة نقص الأساتذة المؤطرين الراجع بالأساس إلى نقص المناصب المالية وإحالة بعض الأساتذة على التقاعد، مشيرا إلى أن هذا العدد يبلغ حاليا 1858 في رقم أكد أنه لا يتوافق مع عدد الطلبة الهائل الذي تجاوز 41 ألفا. غير أن البروفيسور سعيدي، أكد أن الدخول الجامعي الحالي الذي استخدم فيه لأول مرة التسجيل الإلكتروني وتحت إشراف الوزارة الوصية كان ناجحا بعد أن تم التخلص من كثرة الوثائق، ولم يطلب من الطلاب الجدد سوى كشف نقاط شهادة البكالوريا ومصاريف التسجيل، حيث زودت وزارة الداخلية والجماعات المحلية الجامعات بقاعدة المعلومات الخاصة ببطاقات التعريف البيومترية للطلبة المتحصلين على شهادة البكالوريا. وقال إن إدخال الرقمنة سهل عملية التسجيلات وأيضا التحويلات الجامعية، حيث كشف عن تسجيل 557 طالبا جديدا إضافيا سواء فيما يتعلق بعمليات التحويل أو المسجلين المتأخرين. وقدم بعض الأرقام المتعلقة بعدد الطلبة المسجلين في نظام ليسانس البالغ عددهم 28 ألفا و380 طالبا و9746 طالبا في نظام ماستر. مع فتح 101 ماستر و47 دكتوراه، مشيرا إلى أن مسابقات الدكتوراه لم تفتح بعد لكن يتوقع ترشح 3550 طالبا في وقت تفتح فيه الجامعة 256 منصبا للطلبة المترشحين لنيل شهادة الدكتوراه. وبينما أعرب عن الاستفادة مستقبلا من إطلاق خدمة الدفع الإلكتروني ليتم دفع المصاريف عن طريق الأنترنت، أقر عميد الجامعة بالتأخر الحاصل في استخدام التكنولوجيات الحديثة. لكنه أكد السعي لتداركه، حيث ينتظر أن تتزود جامعته مستقبلا بتجهيزات لتحسين سرعة تدفق الأنترنت، في حين سيتم إيصال مبان كدار العلوم وبهو التكنولوجيا في كلية الهندسة المدنية والمباني البيداغوجية وتلك التي يشرف على انتهاء الأشغال منها بالألياف البصرية. ولاحتواء مشاكل الطلبة والتكفل بمطالب الأساتذة أكد العميد على عقده لقاءات دورية مع ممثلي الطلبة والأساتذة من مختلف الجمعيات في نفس الوقت الذي أكد فيه على أهمية الشراكة التي تربط جامعته بعدد من المؤسسات الاقتصادية على غرار سوناطراك وسونلغاز... حيث كشف عن توقيع 17 اتفاقية العام الماضي، مع مختلف الجامعات الأجنبية ومؤسسات عمومية وخاصة. وفي الأخير طمأن عميد جامعة هواري بومدين طلبة الدكتوراه المتحصلين على منح لمزاولة دراساتهم العليا في الخارج بالحصول على تذاكر سفرهم قبل نهاية الشهر الجاري. وقال إن هؤلاء الطلبة والمقدر عددهم ب68 سيحصلون على تذاكر سفرهم تدريجيا وعليهم فقط التحلي بالصبر لأن المبلغ المخصص للمنح معتبر وميزانية الجامعة تقسم بالتساوي بين الطلبة والأساتذة.