لم يكن تعثر المنتخب الوطني لكرة القدم، منتظرا يوم الأحد مساء أمام منتخب الكاميرون، في افتتاح الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم 2018 بروسيا، ولم يكن الجمهور الجزائري الحاضر بقوة في ملعب تشاكر ينتظر أن تنتهي المقابلة بهدف مقابل هدف وبخيبة كبيرة، هذا رغم أن هذه هي المباراة الأولى من تصفيات كأس العالم، إلا أن تضييع نقطتين داخل الديار، له وزنه في بقية المشوار، الذي لازالت منه خمس مباريات أخرى، منها ثلاث خارج القواعد، أولاها في نيجيريا في 12 نوفمبر القادم، ضد المنتخب المحلي، العائد بفوز ثمين محقق في زامبيا بهدفين مقابل واحد. ❊ ط/ب وقد وضع الفريق الوطني نفسه في وضعية أقل ما يقال عنها أنها معقدة، وهو الذي عليه البحث عن حصد النقاط خارج الديار من أجل ضمان التأهل الثالث على التوالي إلى كأس العالم، الأمر الذي لن يكون سهلا على رفاق محرز، الذين لم يكونوا في مستواهم الحقيقي في المقابلة الماضية، وهذا لعدة أسباب يمكن تلخيص البعض منها، والتي يتفق التقنيون الذين تحثنا إليهم أمس في البعض منها: أولا: الفريق دون مدرب لمدة طويلة ورايفاتس لا يعرف التشكيلة بعد رايفاتس، الذي جاء إلى الجزائر شهر أوت الماضي، لعب أول مباراة له وكان كملاحظ ضد منتخب ليزوتو، وفاز بسداسية، إلا أنه كان في اكتشاف للفريق، وبعد هذه المدة يبدو أن المدرب الصربي لا يعرف بعد لاعبيه وكيفية تفكيرهم، وهذا نظرا للوقت غير الكافي بالنسبة له، حيث لم يلعب أي مباراة ودية تسمح له أن يتقرب أكثر من لاعبيه، فقد جاء في نهاية شهر ماي الماضي وأجرى تربصا لمدة 5 أيام ولعب مباراة ليزوتو، ثم هذا الشهر ليجري تربصا ثانيا لمدة 5 أيام أخرى ولعب ضد الكاميرون، كما أن بقاء المنتخب بدون مدرب منذ رحيل غوركوف، كان له أثره على التشكيلة الوطنية، التي صحيح أنها بلغت مستوى مقبول، وأن مجيء أي مدرب هو من أجل التنظيم وإثر بعض الأمور، إلا أن تواجد المشرف على العارضة الفنية لمدة، كان بإمكانه تجميع اللاعبين في تواريخ الفيفا، من أجل أن يتعرف أكثر عليهم وعلى طريقة تفكيرهم أكثر من أي شيء آخر. ثانيا: مشكل الاتصال بين الصربي واللاعبين مشكل اللغة يطرح بإلحاح في الفريق الوطني، فالمدرب الصربي وحتى وإن يملك مترجما إلى جانبه في الطاقم الفني، لا تصل رسائله مباشرة إلى اللاعبين، الذين لا يتكلم معظمهم الفرنسية، رغم أن هناك منهم من يتحدث الإنجليزية ، اللغة التي يتقنها رايفاتس، وقد طرح هذا الإشكال منذ قدوم هذا المدرب، حيث نبه التقنيون الجزائريون بذلك، كما وجدت الصحافة أيضا صعوبات في التواصل مع هذا المدرب، الذي يرى البعض بأن المترجم يمكن ألا يبلغ ما يريده رايفاتس وما يحتاجه، مثلما يكون الاتصال المباشر، وهذا ما أكد عليه بعض التقنيين منهم سلاطني ياسين الذي قال: «اللاعب في بعض الأحيان حينما تتكلم معه باللغة التي يفهمها لا يفهم، كيف حالك باللغة التي لا يفقه فيها أي شيء»، وهذا المشكل نبه إليه اللاعب الدولي السابق حميد صادمي، الذي قال بأنه سيصعب الأمور أكثر في المنتخب الوطني. ثالثا: أخطاء فادحة والفريق الوطني لم يلعب بمستواه الحقيقي أخطاء كثيرة ارتكبتها عناصر المنتخب الوطني في مباراة الكاميرون، سيما في وسط الميدان، الذي فاز فيه الفريق الكاميروني بكل الصراعات الفردية، فاللاعبون كانوا قريبين من بعضهم البعض، ورغم المجهودات التي قام بها قديورة، إلا أنها كانت دفاعية أكثر، هذا اللاعب لم يلعب بأريحية، كون أن تايدر لم يكن بعيدا عنه كثيرا، مما حرم المهاجمين وعلى رأسهم سليماني، من أن تصله الكرات، كما أن لغياب بن طالب في هذه المباراة، أثر بالغ وهذا ما يؤكد عليه التقنيون الجزائريون ، الذي يرون بأن المدرب كان عليه إشراك عبيد أو مسلوب في هذه المنطقة وأخطأ في عدم إقحام براهيمي على الأقل في بداية الشوط الثاني، فرايفاتس كان جوابه بأنه الوحيد الذي يختار اللاعبين وحر في اختياراته، فعليه أن يصحح أخطاءه ضد نيجيريا، وكان الفريق الوطني بعيدا تماما على المستوى المعروف به في السابق، هذا ما أعطى لمنتخب الكاميرون ثقة أكبر في النفس ، ليفتك نقطة مهمة. رابعا: سوء الانضباط وما حدث قبل اللقاء أثر على التشكيلة رفض براهيمي وفيغولي قرار عدم استدعائهما للعب كأساسيين ضد الكاميرون من قبل مدرب الفريق الوطني، وما أثير من مشاكل قبل المباراة، أثر على كامل المجموعة، التي فقدت التركيز ودخلت في متاهات أخرى، فالمدرب رايفاتس، بعث برسالة واضحة لكل لاعبيه بعد المباراة، بأنه لا أحد يملي عليه من يختار من اللاعبين الأساسيين، إلا أن انتفاضة اللاعبين هزت من استقرار بقية العناصر، وهذا ما انعكس على مردوهم فوق الميدان ضد الكاميرون، فعلى رئيس الاتحادية وضع النقاط على الحروف، لأنه لا أحد من اللاعبين استدعي ليكون لاعبا أساسيا دون نقاش، لاسيما وأن فيغولي وبراهيمي، لا يحتجان على ناديهما اللذان يلعبان معهما على كرسي الاحتياط، فكان لزاما عليهما وضع مصلحة الفريق الوطني فوق كل اعتبار. خامسا: استدعاء لاعبين لا يلعبون في أنديتهم وزفان أظهر محدوديته الكثير من التقنيين والمتتبعين، يرون بأنه من غير المنطقي استدعاء لاعبين لا يشاركون مع أنديتهم كثيرا، فمهما كانت قيمة اللاعب فإن نقص المنافسة يؤثر على مردوه فوق الميدان، وقد اعتبر هؤلاء، بأنه لا يمكن انتظار الكثير من الفريق الوطني في هذه الحالة، وهذا ما ظهر في المباراة الماضية ضد الكاميرون، أمام لاعبين كاميرونيين يلعبون باستمرار مع أنديتهم في بطولات أوربية مختلفة، فقد أظهر اللاعب مهدي زفان محدوديته، وهو الذي لا يلعب كثيرا مع ناديه ران الفرنسي، فهدف التعادل لمنتخب الكاميرون، كان بعد خطأ ارتكبه اللاعب، الذي كان تائها في المباراة، وكان بعيدا عن المستوى المطلوب. وأخيرا: الجزائر لم تفز بعد على الكاميرون رغم أن الفرصة كانت مواتية للمنتخب الوطني لطرد النحس أمام المنتخب الكاميروني، بالفوز عليه لأول مرة، بعد أن تقابل المنتخبان في ستة مرات، إلا أن هذا الحلم يبقى تحقيقه صعب المنال، هذا في وقت سبق للمدرب الصربي ميلوفان رايفاتس، وأن أكد في ندوته الصحفية الأولى، بأنه سيكون المدرب الأول الذي يطرد النحس ويفوز على منتخب الكاميرون، واليوم ظهر بأنه لابد للمنتخب الوطني أن يكون أقوى بكثير، لأن الكاميرون ليست ليزوتو ولا السيشل ولا إثيوبيا، فالتعادل المفروض على الخضر من قبل الكاميرون صفعة للعناصر الوطنية، ليضعوا أرجلهم على الأرض من أجل انطلاقة أخرى، منتظرة ضد نيجيريا في 12 نوفمبر القادم. الصحافة الوطنية تنتقد الانطلاقة المتعثرة ل''الخضر" تصدرت الانطلاقة المتعثرة للمنتخب الوطني لكرة القدم في تصفيات كأس العالم بروسيا 2018، معظم عناوين الصحافة الوطنية أول أمس (الإثنين)، غداة التعادل الذي فرض على ‘'الخضر'' من طرف ‘'الأسود غير المروضة'' الكاميرونية (1-1) بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ضمن الجولة الأولى للمجموعة الثانية. بدت معظم الجرائد الوطنية متشائمة بخصوص قدرة التشكيلة الجزائرية على التأهل للمرة الثالثة على التوالي إلى الموعد العالمي الكبير، لاسيما بعد أن تمكنت نيجيريا من التكشير عن أنيابها مبكرا من خلال العودة بفوز ثمين من تنقلها إلى زامبيا (2- 1) في المباراة الثانية لنفس المجموعة. وعنونت يومية «بلانيت سبور» مقالها ب«الخضر يضيعون الإنطلاقة»، داقة ناقوس الخطر، ومذكرة بالمناسبة أن المنتخب الوطني فشل مجددا في فك العقدة التي تلازمه أمام الكاميرونيين. أما يومية «لوبيتور»، فقد لاحظت بأن ‘'الخضر'' ظهروا بوجه غير مألوف، مركزة في صفحتها الأولى على تصريحات المدرب الوطني ميلوفان رايفاتس الذي عاد إلى سلوك بعض لاعبيه الذين لم تعجبهم اختياراته، مذكرا الغاضبين بأنه صاحب القرار الأخير في ضبط التشكيلة الأساسية. تحدثت بعض وسائل الإعلام صبيحة المقابلة، عن غضب بعض اللاعبين، على غرار ياسين براهيمي وسفيان فغولي، بعد أن وجدوا أنفسهم خارج التعداد الذي قرر التقني الصربي الاعتماد عليه أمام الكاميرون. من جهتها، عنونت يومية ‘'ليبرتي'' تقريرها ب«أكثر من نصف إخفاق»، والأمر نفسه ينطبق على يومية «أوريزون» التي تأسفت عن الانطلاقة المحتشمة للخضر. وسارت الصحف الناطقة باللغة العربية على نفس المنوال، في صورة ‘'الخبر» التي عنونت «الأسود الجموحة تعيد الخضر إلى الأرض»، فيما اعتبرت ‘'الشروق'' بأن «الخضر سقطوا في فخ الأسود». ستكون أمام المنتخب الوطني مهمة صعبة للغاية، من أجل تعويض نصف الإخفاق الذي سجله أول أمس خلال الجولة المقبلة التي ستشهد تنقله إلى نيجيريا لمواجهة المنتخب المحلي المنتشي بفوز ثمين عاد به من زامبيا.