يقتحم فريق رائد شباب وهران، موسمه الجديد في بطولة الجهوي الثاني للجهة الغربية، وسط مشاكل لا تعد ولا تحصى، أبرزها الجانب المالي، الذي ثبط عزائم الفرق الكبرى فما بالك بتلك التي تدعى الصغيرة. هذه المشاكل، كادت أن تعصف برائد شباب وهران الذي يعد واحدا من أحسن المدارس الكروية في التكوين في الجزائر، ويكفي الوقوف على نجاحات لاعب السد القطري الحالي بغداد بونجاح، وقبله قويدر بوكساسة، وأولهم سيد أحمد بلكدروسي. وحسب رئيس الفريق بشير بويجرة، فإن أصل المشكل هو إقدام الإدارة السابقة على تجميد رصيد الفريق وتحويل القضية إلى العدالة، ما صعّب من مهمة الرئيس الحالي ومن معه في المكتب التنفيذي من ضبط أمور الفريق، غير أن غيرة أبناء حي «بيتي» على فريقهم وتاريخه، جعلهم يتفقون على لمّ الشمل الذي لا مفر منه، حفاظا على نبضه، حيث قال بويجرة عن ذلك: «نحمد الله أننا وجدنا رجالا وقفوا معنا للإبقاء على رائد وهران واقفا، في ظل وضعية غامضة، وحجم أموال غير معروف، وهي مشاكل من صنع الرئيس السابق، فعلى الجميع أن يدرك بأن رائد شباب وهران حلقة مهمة في الكرة الوهرانية، فيكفيه فخرا أن العديد من الأسماء تخرجت منه، وقد صنعت أفراح كبار الأندية الجزائرية، وفي مقدمتها مولودية وهران، ولن يتوقف عن ذلك مهما كانت الصعاب». المدرب سلاوي عبد الله توفيق، سار في نفس خط رئيسه، وركز كثيرا على التأخر في التحضيرات التي شرع فيها قبل أسبوعين فقط، حيث قال عن ذلك: «نعاني تأخرا واضحا في الاستعداد، فالمشاكل التي كان يتخبط فيها رائد شباب وهران أثرت عليه، لكن الحمد لله أن إرادة المسيرين واللاعبين والمدربين ردت الاعتبار له، وتمكن الرائد من الإقلاع، فعيب أن يعيش هذا الفريق العريق والمدرسة الكروية الكبيرة مشاكل وتنافر بين أبنائه دون سبب واعتبار لأمجاده». في ظل هذه المشاكل، أبدى المدرب سلاوي عزما أكيدا على تدارك التأخر في الاستعدادات، لكنه كان منطقيا في حديثه عن مستقبل فريقه، حيث قال: «بالنظر إلى كثرة المشاكل والمصاعب المالية التي صادفت فريقنا، فإننا سنرص صفوفنا ونوحد كل جهودنا من أجل ضمان البقاء، فمع كل ذلك، نحمد الله أن رائد شباب وهران أقلع، وهو حاضر بين مشكلي القسم الجهوي الثاني». وكان رائد شباب وهران، قد خاض موسما مقبولا العام الماضي، لكن دون أن يتجاوز التراجع الكبير الذي شهده منذ سنوات عديدة، لسببين هامين حسب الفاعلين فيه: الأول الانقسامات الدائمة بين أبنائه، والتي جعلت منه كجاره رائد شباب غرب وهران لغزا محيرا، ولحد الآن لازالت تطفو مشكل الأبوية والأحقية في قيادته إلى السطح من حين إلى آخر، وهذا الأمر هو الذي أقبر عديد المحاولات للاندماج مع جاره رائد شباب غرب وهران، رغم أن أصول كلا الفريقين بحي «سيتي بيتي»، إضافة إلى الضائقة المالية التي أجبرت رائد شباب وهران التفريط في خيرة لاعبيه الذين فضلوا الرحيل عنه بحثنا عن أفق كروي واسع، فنالوا هم قصدهم، واكتفى هو باستحسان المتتبعين دون تفعيل جهده في نيل ألقاب تذكره على الدوام.