كشف مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إسماعيل مصباح، عن جمع 20 مليار دينار من الضريبة على التبغ للصندوق الخاص المستحدث من قبل الحكومة منذ سنوات بغرض تمويل كل إجراءات وحملات مكافحة ظاهرة التدخين التي أصبحت تهدد الصحة العمومية. مصباح أضاف خلال تصريح صحفي على هامش أشغال الاجتماع رفيع المستوى حول تطبيق وتنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ المنعقد بالجزائر، أن مشكل توفير الأموال لمكافحة ظاهرة التبغ مطروح بقوة لا سيما في الدول الإفريقية، مما أدى بالجزائر إلى التفكير في إنشاء هذه الآلية الجد ناجعة المتمثلة في صندوق خاص. وأوضح في هذا السياق أن الدول المشاركة في الاجتماع ثمّنت التجربة الجزائرية في هذا المجال وتعهدت بالمضي في نفس المسعى لمواجهة انتشار ظاهرة التدخين وتعاطي مختلف أنواع التبغ خاصة أمام اللوبيات الصناعية التي تعمل في المقابل على تطوير صناعة التبغ وتسعى إلى مضاعفة أرباحها. ممثل وزارة الصحة، أكد من جهة أخرى أنه تم إدراج عقوبات ردعية من أحكام قانون الصحة الجديد الذي سيعرض على البرلمان قريبا. كما يتضمن قانون المالية زيادة في الضريبة على التبغ لتصل إلى 30 بالمائة، مشيرا إلى توفر قوانين سارية المفعول منذ سنوات إلا أنها غير مطبّقة في الميدان. ومن جهة أخرى وخلال اليوم الأول لأشغال الاجتماع دعا مكتب المنظمة العالمية للصحة لمنطقة إفريقيا لمكافحة التدخين، إلى تعزيز التعاون من أجل التصدي للشركات متعددة الجنسيات لصناعة التبغ في القارة. وأكدت رئيسة الإدارة التقنية لمكافحة التدخين لمكتب المنظمة بالقارة الإفريقية الدكتورة نيفو رامانوندرايبة، أن تسلل الشركات متعددة الجنسيات لصناعة التبغ إلى القارة الإفريقية أحدث أضرارا خطيرة بالمنطقة. وبخصوص التجارة غير الشرعية لظاهرة التبغ بالقارة الإفريقية، أوضحت رئيسة الإدارة التقنية لمكتب منطقة إفريقيا لمكافحة التدخين، أن دول القارة تعمل جاهدة على محاربتها وتشجيع مصادقة جميع الأطراف على البروتوكول الإطار لمنظمة الصحة العالمية المتعلق بالقضاء على التجارة غير الشرعية للتبغ. كما كشفت من جانب آخر عن وفاة 3 بالمائة من سكان القارة نتيجة الأمراض التي يتسبب فيها التدخين وتسجيل نسبة 18 بالمائة من شباب المنطقة يستهلكون التبغ. من جانبه نوّه مدير الأمراض المزمنة بالمنظمة العالمية للصحة بمنطقة إفريقيا، لدكتور أحمد أومة، بنجاح إجتماع الجزائر التحضيري لندوة الأطراف المزمع عقدها بنيودلهي شهر نوفمبر القادم. مشيدا بتوصل الدول المشاركة في هذا الإجتماع إلى توحيد الرؤى حول طرق مكافحة التدخين بالمنطقة والتي ستساهم في وضع استرتيجية جهوية فعّالة.