أعلن رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين، نور الدين زيدوني، أمس الاثنين، عن إدراج إجراء ضمن قانون الصحة الجديد يمنع التدخين في الأماكن العامة، ويعرض المخالفين لغرامات سيتم تحديد قيمتها لاحقا من طرف وزارة المالية، واقترح المصدر إقرار ضرائب جديدة على المنتجات التبغية، ومنع الترويج لها، وبيعها للقصر، لحماية الصحة العمومية. وقال البروفيسور زيدوني على هامش الاجتماع التحضيري للمؤتمر المتعلق باتفاقية الإطار لمكافحة التدخين لمنطقة إفريقيا، المنعقد بالعاصمة والذي يسبق القمة التي ستحتضنها العاصمة الهندية نيودلهي شهر نوفمبر المقبل، بأن مكافحة التدخين يتطلب التنسيق ما بين مختلف القطاعات الوزارية، من خلال تبنيها للنصوص التنظيمية التي تمنع التدخين في الأماكن العمومية، موضحا أن قانون الصحة الجديد الذي صادق عليه مجلسي الحكومة والوزراء مؤخرا سيعطي الشرعية للإجراءات التي تنوي لجنة مكافحة التدخين اتخاذها، موضحا أن اللجنة القطاعية التي تم إنشاؤها قبل عامين تمكنت من اتخاذ تدابير عدة، للتحكم في ظاهرة التدخين، تحسبا لدخول قانون الصحة الجديد حيز التنفيذ، والذي ينص على العمل التحسيسي والتوعوي، لحث المدمنين على الإقلاع عن التدخين، فضلا عن اتخاذ تدابير عقابية، المتمثلة في فرض غرامات مالية على المخالفين للقانون، الذي سيمنع التدخين في الأماكن العمومية، مضيفا أن قيمتها تحددها وزارة المالية. وأفاد المصدر، أن الجزائر تسجل سنويا 7000 إصابة جديدة بسرطان الرئة، 80 في المائة منها بسبب التدخين، فضلا عن الإصابة بأنواع أخرى من الأمراض الصدرية والتنفسية المعقدة، التي تمس نسبة تتراوح ما بين 8 إلى 10 في المائة من الفئة العمرية التي تبلغ 45 سنة فما فوق، وتخص ظاهرة التدخين حسب آخر الإحصاءات، ما بين 21 إلى 25 في المائة من المجموع العام للسكان، 2 في المائة منهم إناث، وأنه بداية من سنّ 45 سنة يشرع المدخنون في الإقلاع عن تعاطي التبغ. وأفاد من جانبه، وزير الصحة عبد المالك بوضياف لدى افتتاحه للاجتماع، أن الأمراض المرتبطة بالتدخين تعد من أهم الأخطار التي يواجهها العالم، والتي تهدّد الصحة العمومية، إذ يموت شخص كل 6 ثوانٍ جراء الأمراض الناجمة عن تعاطي التبغ، وتسجل 80 في المائة من تلك الوفيات في الدول النامية، رغم إمكانية تفاديها، مذكرا بأن الجزائر كانت السباقة للتوقيع على اتفاقية المنظمة العالمية للصحة الإطارية بشأن مكافحة التدخين سنة 2006، وأدرجتها ضمن تشريعها الوطني عبر مرسوم رئاسي، مع إقرار مخطط وطني لمكافحة التدخين للحد من عوامل الإصابة بالأمراض غير المتنقلة. وبحسب المعطيات التي قدمها ممثل منظمة الصحة العالمية في الجزائر «باح كايتا» فإنه يسجل سنويا وفاة 6 ملايين شخص عبر العالم بسبب التدخين، مؤكدا على ضرورة إقرار ضرائب إضافية على المنتجات التبغية، مع توسيع مساحة الإشهار الذي يحذر من تعاطي هذه المواد، الذي يوضع على علب السجائر إلى نسبة 50 في المائة من الحجم الإجمالي للعلبة، إذ لا يتجاوز حاليا نسبة 15 في المائة، إلى جانب حظر بث ومضات إشهارية للترويج للمنتجات التبغية بشتى أنواعها، وكذا بيعها للقصر، مع ضرورة محاصرة الأسواق الموازية التي تختص في هذا النشاط بعيدا عن أعين الرقابة، محذرا من صناعة التبغ في الدول الإفريقية مع ضرورة الحرص على مكافحة هذه الآفة، مذكرا بأن مكتب المنظمة العالمية للصحة للقارة الإفريقية يواصل جهوده لتقديم الدعم للقارة السمراء لمواجهة مخاطر التدخين. كما أكد المشاركون في الاجتماع على أهمية رفع قيمة الضريبة على المنتجات التبغية، لإجبار المستهلكين على الإقلاع عنها، إلى جانب تقليص صناعة التبغ، مع إلزام مختلف القطاعات الوزارية بالاندماج في هذا المسعى، لحماية الصحة العمومية، والتخفيف من العبء الذي يقع على البلدان النامية نتيجة الميزانية المعتبرة، المخصصة للتكفل بالأمراض الناجمة عن التدخين.