هددت عشرات العائلات القاطنة بقرية «بن بختة» التابعة إقليميا لبلدية قورصو بولاية بومرداس، بالدخول في حركة احتجاجية للتعبير عن رفضها لنشاط المفرغة العمومية بالنظر إلى طبيعة المنطقة الفلاحية والروائح الكريهة التي تنبعث منها مع ارتفاع درجة الحرارة. أبدى بعض الفلاحين الناشطين على مستوى قرية «بن بختة» بالجهة الجنوبية لبلدية قورصو والمحاذية لبلدية تيجلابين، أبدوا تخوفهم الشديد على منتوجاتهم الفلاحية جراء المفرغة العمومية التي تستقبل النفايات المنزلية لبلديات الولاية وكذا البلديات الشرقية للعاصمة، من بينها الرويبة، الرغاية، عين طاية وهراوة بعد التشبع الكبير الذي بلغته المفرغات العمومية بولاية الجزائر. وأوضح سكان المنطقة في حديثهم، أن اعتصاماتهم واحتجاجاتهم السلمية خلال الفترات السابقة، لم تعط أي نتيجة، كون الجهات الوصية أكدت أن إنجاز المفرغة العمومية تمت بتقنيات عالية جدا لا تمكّن من تسرب المياه الملوثة إلى باطن الأرض، وتعرّض المياه الجوفية للتلوث، وبالتالي تأثر المحاصيل الزراعية لاحقا، حيث جرب السكان المحاذون للمفرغة الاعتصام لأزيد من يومين كاملين أمام مدخل المفرغة العمومية، غير أن إدارة المؤسسة بقيت تقدم أعذارا واهية. وذكرت مصادرنا أن قرية «بن بختة» تتواجد بمحاذاة الطريق الوطني رقم 05، وتتواجد بها كثافة سكانية معتبرة، يعتمد قاطنوها على النشاط الفلاحي، على رأسها زراعة الخضروات وتربية المواشي. كما تتوفر المنطقة على واد يسجل امتلاءه على مدار السنة، غير أن كل هذه المعطيات لم تشفع للمنطقة لتحويلها إلى قطب فلاحي بدل تحويل جزء منها إلى مفرغة عمومية ستلوث المحيط، شأنها شأن المفرغة العمومية ببلدية أولاد فايت، التي تشهد عملية إغلاق تدريجيا لها بعد التوقيعات التي جمعها السكان لإغلاقها نتيجة الروائح الكريهة التي تنبعث منها مع اشتداد درجة الحرارة. وذكر سكان حي «ديقوفار» المحاذي للمنطقة والتابع لذات البلدية، أن جل السكان متخوفون من العواقب السلبية بعد فتح المفرغة، لاسيما من ناحية الأمراض التنفسية التي قد تصيبهم، ناهيك عن تواجد حيهم بمحاذاة الطريق السريع، والنقائص المسجلة على مستواه والتي ستتزايد مع الاستغلال المتزايد للمفرغة العمومية. وفي ذات الإطار، يطالب جل سكان قرية «بن بختة» بتدخل الجهات الوصية لاحتواء المشكل، وعلى رأسها الجمعيات الناشطة في مجال حماية البيئة، وكذا مديرية المصالح الفلاحية لتوقيف المشروع قبل أن تتضرر المحاصيل الزراعية بالمنطقة، التي تتوفر على محيطات فلاحية وأراض خصبة ذات إنتاج وفير، في الوقت الذي أكد مدير البيئة بالولاية، أن طبيعة الأرض صخرية، وإنجاز مفرغة عمومية لا يضر بسكان المنطقة بتاتا ولا بنشاط الفلاحين.