طالب وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري السيد شلغوم عبد السلام أول أمس من ولاية عين الدفلى، بإعادة النظر في دفاتر الشروط الموقّعة مع الفلاحين في إطار ضبط تسويق المنتجات واسعة الاستهلاك «سيربلاك»، مؤكدا أن الدولة لن تتسامح مع الفلاحين المتخاذلين في نشاطهم، خاصة أن نسبة مردود الإنتاج الفلاحي لاتزال بعيدة عن الأهداف. كما اقترح شلغوم تحويل الفائض من إنتاج البطاطا إلى الصناعات التحويلية؛ لتطوير التنمية المحلية، وتشجيع الصناعيين على الاستثمار في هذا النشاط المنتج. أبدى وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري امتعاضه من طريقة تخزين بذور البطاطا، مشيرا إلى أن الوضعية الحالية للمخازن، تشير إلى وجود تحايل؛ من منطلق أن مراقبة أعوان التجارة أو ممثلي وزارة الفلاحة غير ممكنة داخل المخازن بالنظر إلى طريقة تكديس البضاعة، ليطالب مستشاريه بإعادة النظر في دفاتر الشروط هذا الأسبوع لتنظيم عملية التخزين والكشف عن أسماء الفلاحين المتحايلين، مع العلم يقول شلغوم أن الدولة تدعم عملية تخزين منتوج البطاطا والبذور بأموال باهظة، وقد حان الوقت لعقلنة النفقات وعصرنة نظام الضبط «سيربلاك». كما أشار الوزير لدى تفقده أحد مركبات التبريد بالعطاف، إلى أن الوزارة تعكف حاليا على إعداد مرسوم تنفيذي لتحديد عيار بذور البطاطا، التي يجب أن تتماشى والمقاييس العالمية، وهو ما يسمح برفع المردود، قائلا: «إن الدولة خصصت أموالا كبيرة للنهوض بالإنتاج الفلاحي، وقد حان الوقت لعقلنة الصادرات، وعليه سنعمل على تقليص عملية استيراد بذور البطاطا شرط أن يمتثل الفلاحون للضوابط التقنية، ويوفروا بذور البطاطا من النوعية الجيدة، التي يتم تخزينها وفق المقاييس التقنية والعلمية المضبوطة». ولدى عرض واقع قطاع الفلاحة بالولاية التي تموّن السوق المحلية ب 50 بالمائة من منتوج البطاطا، استغرب الوزير من اقتراح فتح مركبين لتحويل الحمضيات، قائلا إن المنطقة رائدة في منتوج البطاطا، ويجب توجيه اهتمام المستثمرين الخواص إلى اقتراح نشاطات صناعية لإنتاج مشتقات البطاطا؛ من منطلق أن المادة الأولية متوفرة. وبخصوص انشغالات المصدّرين حول تلف 60 بالمائة من منتوج البطاطا المصدَّر إلى أسواق خليجية، اقترح شلغوم إنتاج أنواع جديدة من البطاطا عوض «سبونتا»، مع تطوير الأنواع المحلية، على غرار نوعية «عين الدفلى» و»الأطلسي» التي تتماشى وطلبات الأسواق الأجنبية والمصنّعين. وردّا على انشغالات منتجي العسل بخصوص مشاكل تسويق منتوجهم داخل وخارج الوطن والمنافسة غير الشرعية لمنتجات العسل المستورَدة، طالبهم شلغوم بتنظيم أنفسهم في تعاونيات للاستفادة من مختلف آليات الدعم ومساحات التسويق، بالإضافة إلى عرض منتجاتهم على المخابر المتخصصة لتحديد مواصفات المنتوج وتسهيل عملية تصديره. على صعيد آخر، تطرق الوزير خلال اجتماعه بالمهنيين في ختام الزيارة التي قادته إلى عدد من بلديات عين الدفلى لتفقّد مشاريع ومزارع فلاحية، تطرق لمواصلة العمل بمخطط الحكومة، القاضي بدعم المنتجين في نشاطهم الفلاحي، خاصة أن منتوج البطاطا مصنَّف ضمن الزراعات الاستراتيجية، مثله مثل منتوج القمح شرط أن يتم عصرنة وسائل العمل والتحول من الزراعة داخل البيوت البلاستيكية التقليدية إلى البيوت البلاستيكية متعددة الاستخدامات، التي سيتم تسويقها من طرف المصنّعين الجزائريين عما قريب، وهو ما سيقلّص من أسعارها. بالمقابل، وجّه الوزير دعوة لكل الفلاحين الخواص للدخول في شراكة مربحة مع المزارع النموذجية، وهذا ما يسمح بإعادة بعث النشاط بهذه المزارع، والرفع من قدرات إنتاج الفلاحين. أما فيما يخص الدخول في شراكة مع متعاملين خواص فأشار شلغوم إلى أن الوزارة تُعد حاليا قانونا لتحديد حصص الشركاء لضمان حماية الأراضي الفلاحية.