يراهن المعهد الفرنسي بوهران في موسمه الجديد لسنة 2017، على تقديم واجهات متعدّدة للشأن الثقافي، ستشكّل نافذة على الإبداع الفرنسي المعاصر، تهدف أساسا إلى تعزيز اللغة والأدب الفرنسيين ونشر الثقافة الفرنسية، حسبما أكّد ل «المساء» مدير المعهد السيد ألان رمات، الذي يسعي منذ تنصيبه الشهر الفارط، لوضع بصمته الخاصة من خلال إضافة بعض اللمسات الفنية، منها تهيئة مدخل المقر لخلق فضاء أوسع من حيث المساحة، ليتناسب مع احتضان مختلف العروض الفنية والثقافية التي ستبرمَج مع بداية السنة المقبلة، سينشطها العديد من الفنانين والمبدعين الفرنسيين والمحليين الجاري الاتصال بهم. إضافة إلى الجمعيات الثقافية التي سبق لها العمل بالتنسيق مع المعهد، على غرار جمعية صحة سيدي الهواري، «القارئ الصغير» و»ليدرول مدار «و»الأفق الجميل» المختصة في مجال الحفاظ على التراث التاريخي والطبيعي، حيث سينشّط الأستاذ قويدر مطايير محاضرة حول تثمين المعالم الأثرية بالولاية. كما يقترح المدير فكرة جلبها معه من رومانيا تحمل عنوان «استراحة وهرانية»، ستكون مفتوحة للجمهور الواسع في عطلة نهاية الأسبوع. وسيشرع المعهد في تجسيدها في الربيع المقبل، ولا تتعدى مدتها 20 دقيقة، تتضمّن لقاءات حول كتابة الشعر وأمسيات موسيقية وعروضا سينمائية، إلى جانب إقامة العديد من الورشات التكوينية لفائدة الشباب في مختلف الفنون الإبداعية، منها تكنولوجيا حول تطوير التقنية ثلاثية الأبعاد وذلك في إطار دعم وتبنّي المواهب الشابة. وقصد توسيع نشاط المعهد ليمسّ عددا من الولايات المجاورة، ستُنقل بعض العروض الفنية والثقافية بالشراكة مع مديريات الثقافة التابعة لها، على غرار مستغانم، سيدي بلعباس وعين تموشنت، لتمكين شباب هذه المناطق من الاستمتاع بها. وفي هذا الإطار، أكّد السيد ألان رمات تسجيل غياب المعهد الفرنسي عن الشبكات الاجتماعية، لذلك يحرص -كما قال- شخصيا على تحيين وتصفح صفحة المعهد يوميا على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، والإجابة على الانشغالات والأسئلة التي تُطرح عندما تكون موجودة، مع نشر مواعيد العروض المبرمجة لإعلام المهتمين وتمكينهم من التعرف على الفعاليات التي يحتضنها المعهد أو المبرمجة مستقبلا. كما تعزّزت مدرسة تعليم اللغة الفرنسية المتواجدة بإيسطو شرق الولاية، بثلاثة فصول جديدة -حسب المتحدث- تماشيا مع تزايد عدد المسجلين بمختلف المستويات سنويا بالمدرسة، فيما ستوفر تطبيقا جديدا يطلق عليه «ثقافة تاك»، يمكّن الطلاب من تصفّح عناوين الصحف والمجلات الفرنسية المتخصّصة في جميع الميادين؛ سواء من هواتفهم النقالة أو الكمبيوتر المحمول. وبخصوص اختيار الطلبة للدراسة بفرنسا، أكّد السيد ألان رمات أنّ عدد الطلبات المودعة خلال السنة الجارية تجاوز 1600 ملف، وهو ما اعتبره عددا مرتفعا مقارنة بالدول التي سبق له العمل بها مثل رومانيا، والتي اعتبرها فرصة ثمينة لفائدة الشباب الراغبين في مزاولة دراستهم بفرنسا والحصول على التكوينات التي تتناسب مع مؤهلاتهم. بالمناسبة، لم يُخف السيد ألان رمات إعجابه بمدينة وهران التي وجدها كثيرة الحركة، وبسكانها المضيافين والطيبين، وهو الذي قدِم إليها من مدينة صغيرة وهادئة في شمال رومانيا، عرف الجزائر من خلال علاقات الصداقة الطيبة التي ربطته بعدد من الطلبة الجزائريين الذين حلّوا برومانيا لدراسة الطب ضمن عدد كبير من الطلبة العرب المنحدرين من دول المغرب العربي ولبنان. مشروع ترجمة «وهران: دراسة الجغرافيا والتاريخ الحضريين» كشف رئيس جمعية «الأفق الجميل» الناشطة في مجال الحفاظ على التراث التاريخي والطبيعي بوهران السيد قويدر مطايير، عن مشروع ترجمة كتاب المهندس المعماري الفرنسي روني ليسبيس الموسوم ب «وهران، دراسة الجغرافيا والتاريخ الحضريين»، إلى اللغة العربية؛ نزولا عند طلب العديد من المهتمين بتاريخ مدينة وهران وفنها المعماري. الكتاب الذي صدر لأول مرة سنة 1938، أعادت الجمعية هذه السنة طبعه في إطار المشروع الوطني «تراث» بدعم من وزارة الثقافة واللجنة الأوروبية. وقد وقع عليه الاختيار كونه يظلّ مرجعية حول التاريخ الحضري لوهران، حسب نفس المتحدث، الذي أشار إلى أنّ «الجمعية قد لجأت إلى مؤرّخين لنقد الكتاب؛ حتى يتسنى قراءته بطريقة محترسة وفهم السياق الذي أُنجز فيه. كما يلقى الكتاب إقبالا واسعا من قبل المهندسين المعماريين والمختصين في العمران ومسيري المدينة والمهتمين بالتاريخ. وتأتي هذه الفكرة، حسب المتحدّث، لإعطاء مجال أوسع لقراءة المؤلف، الذي يُعدّ مرجعا مهمّا للتاريخ العمراني والحضري للمدينة. للإشارة، الكتاب متوفّر بجميع مكتبات مدينة وهران بثمن ألف دينار، يحكي عن التاريخ العمراني لمدينة وهران وأصول سكانها، مرفق بكتيّب يضم صورا موضحة ومدعمة.