أُسدل الستار أول أمس، بملعب الشهيد أحمد زبانة، على وقائع الطبعة الأولى من الدورة المغاربية في رياضة «الريغبي»، التي امتدت لأسبوع كامل بحضور منتخبات الجزائر، تونس والمغرب. هذا المنتخب الأخير الذي كان تُوّج بلقب هذه الدورة قبل الأوان بعد فوزه على نظيريه الجزائريوالتونسي بنتيجة 12 11، و14 12 على التوالي. أول أمس، خسر المنتخب الجزائري مباراته الثانية أمام تونس بنتيجة 15 16، وما كان يحصل ذلك لولا هفوات قاتلة اركبتها العناصر الوطنية في الأنفاس الأخيرة من المباراة، سمحت للتونسيين بتسجيل محاولة ناجحة، أعقبها تسديد موفّق للتحويل، وهو ما اعتبره مدرب المنتخب الوطني الجزائري جمعي تباني، بالأمر غير المقبول، لأنه – بحسبه – لا فائدة من السيطرة على أطوار المباراة والانهزام فيها في نهاية الأمر، لكنه استطرد: «إن مواقف مثل هذه تدل على نقص خبرة واضح، وهو ما تفتقر إليه النخبة الجزائرية مقارنة بالتونسية، التي يشكل منتخبها لحمة واحدة، تلعب مع بعضها لمدة زمنية طويلة، ويبقى التعلم من مثل هذه المباريات والدورات أمرا ضروريا ومطلوبا قبل اقتحام المنافسات الرسمية التي نتوسم النجاح فيها، ونيل مكانة محترمة في عالم «الريغبي» العالمي»، قال تباني الذي أرضاه المستوى العام للنخبة الوطنية، خاصة أن عناصرها التقت ببعضها البعض منذ أيام قليلة فقط، عكس المغاربة والتونسيين، الذين استفادوا من تربصات قبل المجيء إلى مدينة وهران. المدرب التونسي الفرنسي نيكولا فيال بايير اعترف بأن عامل الخبرة هو الذي حسم موقف المقابلة لمصلحة منتخب تونس، مشيدا في ذات الوقت، بمستوى المنتخب الجزائري، الذي قال عنه بأنه يكسب الحاضر والمستقبل، وسيكون له شأن كبير في قادم الالتزامات الدولية. وقد كانت حيثيات المباراة الأخيرة في هذه الدورة سائرة لمصلحة المنتخب الوطني، الذي كان متفوقا إلى غاية الد 72 بنتيجة (15 9) بفضل 5 عقوبات ناجحة، سجلها يوهان بن صالح على مدار الشوطين، لتنقلب الأمور في ظرف دقيقتين، متوجة منتخب تونس بالرتبة الثانية. سفيان بن حسان رئيس الاتحادية الجزائرية ل «الريغبي»، ورغم حسرة الخسارة إلا أنه عبّر عن اعتزازه بالمنتخب الوطني الجزائري ولاعبيه، الذين تركوا كل شيء بحسبه وراء ظهورهم من أجل ترسيم ما وصفها باللحظة التاريخية في مشوار «الريغبي» الجزائري. وكالمدرب الفرنسي فيال بايير أكد أن المستقبل هو لرياضة «الريغبي» داخل الجزائر وخارجها. أما مدير الدورة ومسؤول التطوير الجهوي بالاتحاد الإفريقي ل «الريغبي»، فقال في تصريح ل «المساء»: «النيّات الحسنة للجزائر من أجل تطوير رياضة «الريغبي» بداخلها، هي التي رجحت كفتها في تنظيم الطبعة الأولى من هذه الدورة المغاربية، وبغضّ النظر عن الفائز بلقبها فإن الرابح الأكبر هو المنتخبات المغاربية بالتقائها واستفادتها من خبرات بعضها البعض. ويمكنني القول بأن الاتحاد الجزائري نجح وبامتياز في تنظيم هذه الدورة فنيا، وبجلبه عددا غفيرا من المحبين والمعجبين برياضة «الريغبي».