عاشت الرياضة الجزائرية سنة 2016 عدة أحداث، كان أهمها وأبرزها بزوغ نجم الدولي الجزائري، لاعب ليستر سيتي الإنجليزي، رياض محرز الذي فجر طاقاته في البطولة الإنجليزية، واستطاع أن يفوز باللقب الإنجليزي مع فريقه لأول مرة بعد 36 سنة، ليتحصل بعد ذلك على عدة جوائز، بداية بأحسن لاعب في البريمرليغ، وهو أول لاعب إفريقي وعربي يفوز بهذه الجائزة المرموقة. كما فاز لاعب المنتخب الوطني بجازة "بي بي سي" لأحسن لاعب كرة قدم إفريقي لعام 2016، واحتل المرتبة السابعة مع كبار العالم، ولازال يتنافس على أحسن لاعب إفريقي، واحتل المرتبة الثانية كأحسن لاعب عربي. وفي الرياضات الأخرى، احتل العداء العربي بورعدة المرتبة الخامسة في العشاري، في الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، رغم الظروف الصعبة التي مر بها، ونال بذلك التتويج احترام الجزائريين. كما تألق توفيق مخلوفي في سباق ال800 و1500 متر، إلا أنه لم يعد بالذهب من البرازيل، لكن عاد بتصريحات نارية حول مسؤولين في اللجنة الأولمبية، الذين اتهمهم بالاهتمام بمصالحهم الشخصية، إلا أن القضية لم تعرف أية متابعات. وفي ريو دي جانيرو دائما، كانت المشاركة الجزائرية مخيبة في مختلف الرياضات الأخرى، حيث سجلت حصيلة سلبية على طول الخط، وبورعدة ومخلوفي الوحيدان اللذان حفظا ماء الوجه. ففي نفس المنافسة وبعد 32 سنة من الغياب، عاد المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم إلى المشاركة، غير أنه لم ينجح في فرض نفسه وانهزم في جميع مبارياته، مما أدى إلى مغادرة مدربه أندري بيار شورمان بسرعة عقب العودة من البرازيل. وفي نفس المكان بريو دي جانيرو، وفي نفس السنة، رفع رياضيو ذوو الاحتياجات الخاصة علم الجزائر عدة مرات، وأعادوا للبلاد شرفها، من خلال نتائجهم البارزة وتتويجاتهم المعتبرة من الذهب والفضة والبرونز في مختلف الاختصاصات ،ليشرف فرسان الإرادة الجزائر مرة أخرى، ولتثبت هذه الفئة بأن المشكل ليس في الإعاقة الجسدية، وإنما في الرغبة والإرادة وفي حب الوطن. منتخب كرة القدم يرهن حظوظ تأهله للمونديال 2016 لم تكن سنة التتويجات فقط، فتألق محرز وبورعدة ومخلوفي ورياضيو الاحتياجات الخاصة، لن يغطي عن بعض الإخفاقات الأخرى في رياضات كثيرة، وعلى رأسها كرة القدم، لأنها الرياضة الأكثر شعبية. فما عاشه المنتخب الوطني للعبة لم يسبق وأن عاشه في سنوات خلت، فقد رهن حظوظه في التأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا، بعد أن تعثر في ملعب تشاكر أمام منتخب الكامرون، وانهزم بنتيجة ثقيلة في ملعب أيو بنيجيريا أمام المنتخب المحلي بثلاثية كاملة، ليهز استقرار المنتخب، بعد أن قام اللاعبون بتمرد يعد الأول من نوعه على مستوى هذا الفريق وعلى مر السنين، حين ثاروا على المدرب الصربي ميلوفان رايفاتس، أول مدرب لم يعمر سوى شهرين على رأس العارضة الفنية للخضر، ليكرس فيغولي وزملاؤه لثقافة طرد المدربين، وتنتقل العدوى إلى الأندية، حين سار لاعبو فريق شبيبة القبائل على نفس الدرب، وتمردوا على المدرب مواسة، ليدفع إلى باب الخروج، وتسجل سنة 2016 هذه الفضيحة في المنتخب، إلا أنه تم دحرها في مهدها من قبل مسيري كرة القدم الجزائرية الذين حولوها إلى خبر عادي، ويغادر رايفاتس سريعا، ويعوض بالبلجيكي جورج ليكنس العائد من جديد إلى الفريق الوطني، بعد مغادرة غوركوف دون أية ضجة، وقيل آنذاك بأنه تمت الأمور بالتراضي، غير أن المدرب الفرنسي لم يكن يقبل تدخل الرجل الأول في "الفاف"، محمد روراوة في صلاحياته، حسب آخر تصريحاته. 15 مدربا يغادرون ومولودية بجاية لأول مرة في نهائي إفريقي انتقلت عدوة تغيير المدربين من الأندية إلى الفريق الوطني، حيث يعد ليكنس المدرب الثالث في ظرف عام واحد، ليدفع الخضر سوء الاستقرار على مستوى عارضتهم الفنية، بتقليص حظوظهم في التأهل إلى كأس العالم، فتغيير المدربين أصبحت علامة مسجلة لكرة القدم الجزائرية بامتياز. فقد استهلكت الرابطتين الأولى والثانية خمسة عشر مدربا، غادروا مناصبهم منذ بداية الموسم الكروي 2016-2017، هذا الرقم يبقى دائما مرشحا للارتفاع، وكانت حركة إقالات المدربين الميزة الأساسية لبطولة النخبة الجزائرية في المواسم الفارطة، حيث باءت كل محاولات الرابطة المحترفة لكرة القدم بالفشل من أجل توقيف هذا النزيف. كما لم يكف العنف في الملاعب الجزائرية، رغم حملات التحسيس المتواصلة والعقوبات المسلطة على الأندية. فسنة 2016 سجلت عدة مآسي في كرة القدم أيضا، دون التوصل إلى الحلول لمكافحة هذه الظاهرة نهائيا. 2016 دخل فيه فريق مولودية بجاية التاريخ، حيث لعب لأول مرة في مشواره ومنذ نشأته، نهائي كأس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، وعن جدارة واستحقاق بلغ هذا الدور المهم، إلا أنه لم يسعفه الحظ لحمل الكأس، ورغم هذا الإنجاز، إلا أن النادي يعاني الويلات، بسبب مشاكله الداخلية والصراع على الرئاسة الذي لازال مستمرا، ويهدد مصير المولودية. إجبار الأندية على التصريح بلاعبيهم وميلاد اتحادية مكافحة الفساد الرياضي تختتم هذه السنة بإبرام اتفاق بروتوكول بين الرابطة المحترفة لكرة القدم والضمان الاجتماعي، من أجل إجبار الأندية على التصريح بلاعبيهم، بعد أن تبين أن أغلبية هؤلاء يتهربون من القيام بذلك، حيث ستفرض عقوبات صارمة عليهم في حال استمرارهم على نفس المنوال. الحدث عرف منح الاتحادية الجزائرية لكرة القدم صكا بقيمة 32 مليارا، نيابة عن هذه الأندية، وفي نفس شهر ديسمبر من سنة 2016، ولدت الإتحادية الجزائرية لمحاربة الفساد الرياضي، التي يترأسها المحامي تواتي، لتكون أول اتحادية بهذا النوع على المستوى الإفريقي والعربي.