أوضحت مسيرة رواق «دار الكنز» ببوشاوي، زهية قيليمي، أنه ليس من مهامها إنشاء سوق للفن التشكيلي، فهو يتطلب سياسة خاصة به، لتضيف أن كل من تعاقبوا على وزارة الثقافة اهتموا بالسينما والمسرح والكتاب وغيرها، إلا الفن التشكيلي لم يتم الاهتمام به، فأصبح الفنان التشكيلي يلجأ إلى عمل آخر، مثل حارس أو سائق طاكسي أو أي انشغال آخر. أشارت المتحدثة إلى تنظيم المغرب وتونس «بينالي»( ويقصد بالبينالي، معرض دولي ينظم كل سنتين، يتم فيه الكشف عن الأعمال المحلية)، وهو ما تطالب بإنشائه في الجزائر، حيث لا يوجد في بلدنا سوق للفن التشكيلي ولا معرض دولي ولا بينالي ولا حتى عمليات بيع بالمزاد، لتؤكد على ضرورة الأخذ بالتجارب الأوروبية. في المقابل، تحدثت قيليمي عن تجربتها في هذا المجال الذي اقتحمته منذ سنوات طوال، حبا منها للفن التشكيلي، لتضيف أن عمل صاحب الرواق لا يقتصر فقط على وضع اللوحات على الحائط، بل يضم الكثير من التفاصيل، حيث يجب أن يعرّف بنفسه ويصنع لائحة كبيرة من الأصدقاء المحبين للفن، ومنه يجب أيضا الاتصال بالإعلام، لتتساءل «كيف لصاحب رواق أن يحقق ربحا ماديا وكل شيء غير واضح في مجال الفن التشكيلي؟»، وتضيف «في حال عرض الأعمال خارج البلد يجب المرور عبر الجمارك ودفع الضمان وكذا إيجار الفضاء وتنظيم حفل افتتاح المعرض وكله يكلف صاحب الرواق الكثير». مؤكدة أن إنشاء سوق للفن التشكيلي سيستغرق وقتا طويلا ويتطلب إرادة كبيرة، كما يتطلب اتصال الوزير بالفنانين التشكيليين القدامى، الذين يملكون من الخبرة الفنية الكثير، والذين قاموا بتربصات ودراسات في الخارج، وهم على دراية بما يجب أن يكون عليه سوق الفن التشكيلي، باعتبار الفن مهنة وليس مجرد هواية. وأشارت المتحدثة إلى الفنان صالح مالك المقيم في فرنسا، والذي قدم ملفا كبيرا لوزيرتي الثقافة السابقتين، خليدة تومي ونادية لعبيدي، يضم تفاصيل إنشاء سوق للفن التشكيلي، لكن لا حدث، رغم أنه ضليع بهذا الأمر ويعمل في العادة مع الأروقة الأجنبية وله خبرة في تنظيم البينال، علاوة على علاقاته الوطيدة بالنقاد، «فحبذا لو حرك وزير الثقافة الحالي هذا الملف وعمل به». وتطرقت قيليمي إلى حب الدبلوماسيين للأعمال الفنية الجزائرية التي يعتبرونها ذات نوعية، علاوة على ثمنها الزهيد مقارنة بالأعمال الغربية، لتضيف أن الأجانب يشترون نسبة 30 بالمائة من المبيعات، في حين يشتري الجزائريون البقية، أي نسبة 70 بالمائة، وتبيع لمن لا يستطيع شراء العمل دفعة واحدة بالتقسيط، كما أن هناك من محبي الفن من يحضرون المعارض دون شراء ولا لوحة، والدعوة مفتوحة للجميع. بداية صعبة والمسيرة متواصلة قبل أن تفتح قيليمي رواقها (أي منذ عشرين سنة)، اشتغلت في عالم اللباس الجاهز لمدة 25 سنة وهناك تعرفت على الكثير من الشخصيات، فكانت الانطلاقة في إنشاء رواق للفن التشكيلي مع فنانين أحبوا ألبستها فعرضوا أعمالهم مع بداية عمل الرواق في «دار الضياف» بشراقة، لتنتقل مند ثلاث سنوات إلى بوشاوي بعد 18 سنة أمضتها في رواقها الأول، حيث يمكن للزائر أن يركن سيارته ويقوم بجولة في المنطقة الساحرة، علاوة على أن هذا الرواق يقع في مسكن المتحدثة، التي قالت بأنها أحيانا لا تبيع ولا لوحة، كما أنه في حال تخفيضها من سعر اللوحة يكون ذلك من نسبة ربحها وليس من نسبة ربح الفنان.