حطت جمعية الممرنين المحترفين للسياقة رحالها بالعاصمة كمحطة ثانية بعد بئر توتة، للتحسيس والتوعوية من حوادث المرور التي لا تزال تحصد الكثير من الأرواح، حسب نادية فرحات، المكلفة بالعلاقات العامة في الجمعية، والتي أرجعتها إلى عدم التقيّد بقانون المرور في المقام الأول. تقول السيدة نادية: «إلى جانب سهولة الحصول على رخصة القيادة من مدارس تعليم السياقة، يسارع الشباب إلى قيادة المركبات دون التقيّد بفحوى قانون المرور، لتكون النتيجة حوادث مميتة يذهب ضحيتها أبرياء جراء الطيش والسرعة. لهذا أخذت الجمعية على عاتقها التدخل للمساهمة في التوعية ولفت الانتباه إلى خطورة بعض الممارسات على مستوى بعض المدارس، وحتى من بعض الأولياء الذين يسارعون إلى اقتناء سيارات لأبنائهم، بما في ذلك رخصة السياقة، دون إدراك خطورة هذه الأفعال». أشارت السيدة فرحات إلى أن الحملة التي أطلقتها الجمعية ينتظر أن تمس 13 مقاطعة إدارية، بعد مقاطعة بئر توتة التي عرفت تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين الذين تفاعلوا مع الحملة، خاصة أننا نعمل بالتنسيق مع مصالح الأمن والدرك والحماية المدنية، تقول: «كمحطة ثانية، انتقلنا إلى بلدية الجزائر الوسطى، لنباشر عملنا التحسيسي في ثلاث بلديات، وهي بلدية سيدي محمد، باب الواديوالجزائر الوسطى، ونسعى من خلالها إلى شرح قانون السياقة بالتنقيط ونحاول التعريف ب24 نقطة، وكل نقطة وما يقابلها من سحب، ونوعية الأخطاء لنكشف عن صرامة هذا القانون». مجهودات الدرك الوطني أثمرت ميدانيا تجولت «المساء» في المعرض الذي أقيم ب«سينما كازينو»، في إطار الحملة التحسيسية للوقاية من حوادث المرور التي حملت شعار «حماة الوطن»، حيث سعت مصالح الدرك الوطني إلى تعريف الزوار بمختلف العتاد المستخدم في كبح المخالفين كالرادار وأجهزة مراقبة السائقين في حالة سكر، وأجهزة الكشف عن الفارين بالاعتماد على بصمة الأصبع. وحسب القائمين على المعرض، فإن نسبة حوادث المرور تراجعت، وهو ما تشير إليه الأرقام بين سنتي 2015 و2016، حيث تم تسجيل انخفاض في عدد الجرحى بنسبة 16.19 بالمائة. أما فيما يخص الموتى، فقد سجل انخفاض بنسبة 20 بالمائة، وهذا يعكس المجهودات المبذولة في الميدان لمحاربة الظاهرة. وحسب مصالح الدرك الوطني، فإن أسباب ارتفاع حوادث المرور تعود إلى ضعف الثقافة المرورية عند الشباب الذين يتسببون في ارتكاب مخالفات خطيرة تؤدي إلى وقوع حوادث مميتة. تكوين المسعفين يسهل عملية الإنقاذ من جهته النقيب نبيل جوادي، ممثل عن مصالح الحماية المدنية، كان بصدد تقديم شروحات للزوار حول كيفية تقديم الإسعافات الأولية، تأسف في بداية حديثه عن ارتفاع حوادث المرور منذ دخول السنة الجديدة نتيجة سوء الأحوال الجوية من جهة، وإهمال ولا مبالاة السائقين من جهة أخرى، وقال: «لمواجهة هذه الحوادث، أطلقت مصالح الحماية المدية حملة واسعة لتكوين المسعفين، الغرض منها مساهمة المواطنين في إنقاذ الأرواح على اعتبار أن الحوادث تحولت إلى كابوس حقيقي لا يمكن قمعه. مشيرا إلى أن السائق لا يزال يفتقر للثقافة الأمنية ولا يحترم قانون المرور بسبب الجهل والأنانية في قيادة المركبة». وبلغة الأرقام، أكد محدثنا أن سنة 2016 عرفت ارتفاعا محسوسا في حوادث المرور تبعا لتدخلات مصالح الحماية المدنية، حيث تم تسجيل على مستوى العاصمة 68 حالة وفاة مقارنة بسنة 2015، التي تم خلالها تسجيل 55 حالة. مضيفا أن المجتمع لا يزال بحاجة إلى الكثير من الحملات التحسيسية في سبيل توعية سائقي المركبات ببعض أبجديات السياقة الآمنة.