أكد المشاركون في منتدى الذاكرة أن المرحوم عبد الحميد مهري، يعد رجل المواقف وأحد رموز الثورة التحريرية المدافعين عن بناء الوحدة المغاربية وقضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأوضح المشاركون في هذا المنتدى الذي نظمته جريدة «المجاهد» أمس، بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد حول «فكر المرحوم عبد الحميد مهري، في بناء اتحاد مغرب عربي قوي» بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيله، أن هذا الرجل «سعى ضمن نجم شمال إفريقيا ومنذ بداية الخمسينيات كطالب بجامع الزيتونة بتونس، في سبيل تحقيق الوحدة بين بلدان المغرب العربي بعد أن تسترجع الجزائر استقلالها وسيادتها الوطنية». وفي هذا الإطار، أشاد أستاذ التاريخ محمد بلقاسم، بالمسار النضالي للمرحوم مهري، مبرزا أن هذا الرجل تميز طوال حياته بالتواضع والوسطية وحب الوطن والتضحية في سبيله، وكان «يؤمن بالوحدة المغاربية وناضل من أجل تكريس هذه الفكرة على مستوى نجم شمال إفريقيا ومع الطلبة». من جانبه، اعتبر الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي، سعيد مقدم، أن المرحوم مهري كان «أحد رموز القومية المغاربية والعربية»، مشيرا إلى أنه شارك في صياغة محضر مؤتمر طنجة في أبريل 1958 والذي يعد -كما قال- «مرحلة حاسمة في رسم معالم بناء الوحدة المغاربية». وكان المرحوم مهري -يضيف المتحدث- «يؤمن آنذاك بضرورة «بناء اتحاد مغاربي فيدرالي ويدعم بمجلس استشاري بعد أن تحقق الجزائر سيادتها بالكامل». بدوره تطرق سفير دولة فلسطينبالجزائر، لؤي عيسى، في مداخلة له إلى مواقف هذا الرجل المساند للقضية الفلسطينية منذ بداية النكسة في 1948، مشيرا إلى أنه «كان يؤمن بالاتحاد المغاربي وبوحدة الأمة العربية جمعاء لمناصرة القضية الفلسطينية والتصدي للاحتلال الإسرائيلي ولسياسة تهويد القدس وكل الأراضي العربية بمنطقة الشرق الأوسط». وأضاف أن المرحوم مهري قام آنذاك بجمع الطلبة وتحسيسهم بضرورة مساندة القضية الفلسطينية والترويج لها، فكان حقا —مثلما قال— «قدوة لكل الفلسطينيين في مجال تعزيز التلاحم وتحقيق الوحدة وجمع الشمل لمكافحة الاحتلال الإسرائيلي واسترجاع الحق المشروع». وفي شهادتهم عن الفقيد مهري، أكد عدد من المتدخلين أنه كان يشكل «عمق ثقافة نجم شمال إفريقيا ابتداء من بعده النضالي الطلابي، حيث عمل على لم شمل طلبة جمعية العلماء المسلمين وحزب الشعب الجزائري». وفي ختام اللقاء تدخل نجل المرحوم مهري، الذي تطرق إلى أسباب عدم كتابة والده لمذكراته، مشيرا إلى أنه فضّل عدم كتابتها «احتراما لأسرار رفقائه في النّضال والكفاح». وبالمناسبة، أعلن رئيس جمعية مشعل الشهيد، محمد عباد، أنه سيتم قريبا الإعلان عن ميلاد منتدى مغاربي للمواطنة والذاكرة.