اعتبر السيد علي بلخيري، محافظ الصالون الوطني للتكوين المتواصل والتمهين الذي تجري فعاليته على مدار ثلاثة أيام بقصر الثقافة، أن الأزمة التي تمر بها البلاد لم تمس القطاع الاقتصادي وإنما مسّت العائدات المالية للدولة والمؤسسات التي تعتمد على عائدات النفط بسبب انهيار أسعار هذا الأخير في السوق العالمية. وقال بلخيري في تصريح ل«المساء» أمس، على هامش انطلاق فعاليات الصالون في طبعته الرابعة تحت شعار «التوظيف والتكوين لتعزيز التنمية الاقتصادية» إن الأزمة بقدر ما دفعت بعدة قطاعات إلى انتهاج سياسة التقشف إلا أنه كان لها جانب إيجابي بعد توقيف استيراد بعض المواد التي يمكن تصنيعها أو إنتاجها في الجزائر بما يشجع المنتوج المحلي ويفتح المجال أمام خلق فرص للتكوين والتشغيل. وتوقع السيد بلخيري، أن يعرف الصالون الذي تختم فعاليته غدا ما بين ألفين إلى 3 آلاف زائر من الباحثين عن مناصب عمل أو عن التكوين، مشيرا إلى أن الهدف من تنظيمه المساعدة على خلق العلاقة الضرورية بين العرض والطلب من أجل المساهمة في ظهور شراكات مفيدة لجميع الأطراف في ميدان التنمية البشرية. وفي هذا السياق كشف محافظ الصالون عن تنظيم الطبعة الأولى للصالون الجهوي للتشغيل والتكوين في الفترة الممتدة من 13 إلى 15 مارس القادم بولاية سطيف، تحت عنوان «ملتقى التشغيل والتكوين 2017». والطبعة الحادية عشر للصالون الوطني للتوظيف من 18 إلى 20 أفريل القادم بالجزائر العاصمة تحت عنوان «ملتقى التشغيل 2017». وحسب السيد بلخيري، فإن الهدف من هذه الصالونات الثلاثة التي تشرف على تنظيمها وكالة «3 س« المختصة في الاستشارة في مجال الاتصال وتنظيم التظاهرات وتنمية الموارد البشرية، هو تأسيس ملتقى بين الشركات والإدارات التي تسعى إلى اقتناء مهارات وموظفين جدد والمدارس ومنظمات التكوين والأشخاص الباحثين عن وظيفة أو تكوين أو دورات تدريبية. وقال إن هذا الصالون والصالونات الأخرى المنتظر تنظيمها مستقبلا وبقدر ما يشكل فرصة للشركات الاقتصادية للعثور على المهارات المناسبة التي تبحث عنها فهي أيضا فرصة للمدارس ومؤسسات التكوين لتسويق وتعزيز مخططات التكوين المقترحة ورفع معدلات الالتحاق بالمدرس. وهي أيضا للباحثين عن عمل وخريجي الجامعات والمعاهد فرصة للحصول على وظيفة أو دورة تدريبية وتعميق معارفهم حول الشركات والمدارس الحاضرة والوظائف والتجارب المهنية. كما أنه اعتبر هذه الصالونات المكان الأمثل بالنسبة لأصحاب مشاريع إنشاء الشركات للعثور على شركاء أو التمويل وتبادل الأفكار والتجارب. وفي جولتها عبر الأجنحة التقت «المساء» بعدد من العارضين على غرار جناح المدرسة العليا الجزائرية للأعمال التي تم إنشاءها بالشراكة بين الحكومتين الجزائرية والفرنسية وتخضع لوصاية الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة. وتقدم هذه المدرسة تكوين عالي ونادر باعتمادات عالمية منها علامة الامتياز الأوروبية والمعايير الأمريكية. ومن بين المشاركين في الصالون المدرسة الوطنية للحماية المدنية التي تشارك لأول مرة ضمن مسعى للتعريف بالتكوين الذي توفره في المجالات الأربعة الإسعاف والإنقاذ والإطفاء والوقاية. ومعهد البحوث والتدريب في المالية الإسلامية الذي أسسه بنك البركة عام 2015 كوقف تحت شعار «وضع حد للربا» و«التعليم للجميع» ويقترح برامج مؤهلة سواء للأفراد أو الشركات والمؤسسات المالية تمنح رخصة دولية في استعمال الكومبيوتر إضافة إلى عديد المؤسسات الخاصة ذات الطابع الابتكاري والتي تعتمد في التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال. للإشارة فإن الصالون يستمر إلى غاية الغد وتتخلله محاضرات وورش عمل وموائد مستيدرة لعرض «الأجهزة والأنظمة والضرائب وسياسة التوظيف والوظائف والصفقات وبرامج التكوين».