تحول الفايسبوك في الآونة الأخيرة إلى موقع يستغله البعض لصياغة عروض زواج على شكل منشورات، حيث تم تخصيص العديد من الصفحات المتعلقة بطلبات الزواج، وهي وسيلة ارتآها البعض بديلا لكلاسيكيات العروض عبر صفحات الجرائد التي اعتدنا قراءتها قبل سنوات، والتي اختفت لتظهر على الصفحات التكنولوجية الأكثر فعالية. قد تثير اهتمام مستغلي موقع الفايسبوك، تلك الصفحات التي بكبسة زر يتم المشاركة فيها والاستطلاع على محتواها، لتصلك العديد من عروض الزواج التي أصبح بعض الشباب يستعملها للتعارف، راغبين في الزواج وإيجاد توأم الروح. وقد وجدت تلك الصفحات العديد من المتتبعين، يعدون بالآلاف، يلتحقون بها بحثا عن نصيبهم من أزواج وزوجات، وتعددت أسامي تلك الصفحات بين الزواج عبر الفيسبوك، أو "يما زوجيني"، "طلبات زواج للأرامل والمطلقات"، إعلانات "زواج بالهاتف عبر الفايسبوك"، وغيرها من الصفحات التي تحمل تسميات مختلفة، إلا أن الهدف منها واحد، وهو إيجاد "ابن أو ابنة الحلال..". في ظاهرة برزت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وجدت سبيلها وسط الشباب الراغبين في الزواج، حيث اتخذ هؤلاء من هذه المواقع وسيلة فعالة لمعرفة بعض التفاصيل عن الزوج أو الزوجة المستقبلية، فتلك الوسيلة تمنحهم الأريحية التامة في معرفة من يحدثون وتوضيح كل طرف ما يبحث عنه من الطرف الآخر، بعرض شروطهم وما يتوقعون إيجاده في شريك الحياة. وقد تبين من الاستطلاع الذي أجرته "المساء"، أن أكثر مستغلي تلك المواقع هن نساء، إلا أن هذا لا يمنع من تواجد نسبة كبيرة أيضا من الرجال الذين يستغلونها بحثا عن شريكة الحياة "المثالية"، فاللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة أصبحت أحد الوسائل الحديثة لاختيار الزوج، خصوصا بعد تفشي ظاهرة العنوسة في المجتمع العربي عامة، والجزائري بصفة خاصة، والتي وصل تعدادها في عام 2016 إلى 11 مليون بين الذكور والإناث. كان في وقت سابق يستعين الراغبون في الزواج بالصحف والجرائد اليومية، التي كان بعضها يخصص أركانا لعروض وطلبات الزواج، بتقديم الرجل سنه، ووظيفته، البعض من صفاته وما يبحث عنه في شريكة حياته، الأمر سيان بالنسبة لبعض النسوة اللواتي يقمن بتوضيح نفس الشيء، ليتم التوفيق بين اثنين في حالة إيجاد الرجل أو المرأة المناسبة، من خلال الاتصال بإدارة الجريدة التي تعمل على تبادل أرقام الهواتف بين الشخصين، إلا أن اليوم أصبحت تلك "البروتوكولات" تتم بوسيلة أكثر سهولة وأكثر حداثة يمكن للفرد اختيار مباشرة ما يريده، بالاشتراك في نفس الصفحة حتى تتم معرفة "النية المسبقة" لكل مشارك فيها بمعرفة أنه شخص يرغب في الزواج. ظهرت الكثير من المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي للزواج بهذه الطريقة، يتعدي زوارها الملايين، ويصل بعضهم إلى 15 مليون زائر يوميا، فمن خلال ذلك يبدو أن تسلل موقع التواصل الفايسبوك وصل إلى نواح عديدة من حياتنا اليومية. أصبح العالم الافتراضي يجني ثماره من خلال العديد من علاقات الصداقة التي تحولت إلى زواج، فرغم المغامرة، فإن تلك المواقع تبقى قادرة على عدم إعطاء الصورة الحقيقية للشخص وراء الشاشة وتبقى مجرد احتمالات يشوبها الشك واحتمال الكذب والخداع، إلا أن البعض خاض محاولة تجربة تلك الوسيلة الجديدة. وقد أثار اهتمامنا خلال الاستطلاع الذي أجريناه الكم المعتبر للمحادثات التي تتم بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل ذلك سبب انتشار مفاهيم جديدة في العالم، وهي الزواج والارتباط بين أشخاص من أجناس وبيئات مختلفة، تبدأ بالتعارف عبر موقع الفايسبوك وتنتهي بالزواج. تباينت آراء مستخدمي الفضاء الأزرق حول النظرة إلى الارتباط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن أغلبية الشباب أجمعوا أنها "فرصة لفتح آفاق جديدة"، حيث لم يعد في نظر هؤلاء إجبارية اختيار شريك حياة من منطقة وبيئة محددة، فبات ممكنا التعرف على شخص يبعد بآلاف الكيلومترات ويكون على توافق وتكامل مع الطرف الآخر.