كشف تقرير خاص أعدته مصالح المؤسسة الجوارية للصحة ببلدية السانيا في وهران، عن احتمالية وقوع وباء خطير بمنطقة سيدي معروف في بلدية السانيا، حيث أكدت مراسلة من نفس المؤسسة الاستشفائية بأنه يتعلق بباعوضة "أويديس ألبو بيكتوس" (Aèdes albopictus) التي بإمكانها نقل أمراض خطيرة ووبائية، على غرار "زيكا" و«الدانقو" و«شيكونجونيا"، بسبب مصب للمياه الملوثة الذي يتوسط حيين سكنيين. رفع مكتب التنسيق لاتحاد الجمعيات لولاية وهران، تقريرا مفصلا لوالي وهران، تحوز "المساء" على نسخة منه، ووصف بالعاجل، حمل تسمية "تنبيه، باعوضة أويديس ألبو بيكتوس المتسببة الرئيسية في نقل الأمراض: الدانقو و شيكونجونيا"، والذي تم إعداده حسب منسق بلدية سيدي الشحمي، انطلاقا من تقارير رسمية أعدتها مصالح المؤسسة الاستشفائية بالسانيا، بعد مراسلة من مدير الصحة لولاية وهران. كشف المنسق الولائي السيد السبع إبراهيم، عن أن فصول القضية انطلقت خلال شهر أوت من عام 2014، بعد شكاوى تقدم بها سكان حي 89 مسكنا بسيدي معروف للمصالح المختصة بالبلدية، حيث تم وقتها تشكيل لجنة مختلطة يوم 25 أوت 2014، وهي اللجنة التي ضمت الأمين العام لبلدية سيدي الشحمي، رئيس مقاطعة الري، رئيس إقليم الغابات، ممثل خلية البيئة للدرك الوطني، ممثل مديرية البيئة، ممثل مؤسسة "سيور"، ممثلين عن المجتمع المدني وعدد من ممثلي الهيئات العمومية. وقد خلصت المعاينة إلى وجود قناة لصرف المياه الملوثة في وسط الضاية وانتشار النقاط السوداء. وقد اتخذت اللجنة وقتها إجراءات عديدة، من بينها تعهد مؤسسة "سيور" بعدم تفريغ المياه الملوثة بالضاية وعدم ردم الضاية وتهيئتها، حسب الوثيقة التي نحوز على نسخة منها. كما أكد المتحدث بأنه ومنذ ذلك التاريخ، لم يتم التحرك لوقف تدفق المياه الملوثة بالضاية، مما ساعد على توسعها وامتدادها إلى حي مجاور آخر، مع ارتفاع منسوب المياه وتواصل تدفق المياه الملوثة بالضاية. وأضاف المتحدث بأنه في تاريخ 25 سبتمبر، أي بعد مرور قرابة السنتين، رفعت جمعية الوئام لحي 344 مسكنا مراسلة للمكتب التنسيقي لبلدية سيدي الشحمي، تطالب من خلالها المكتب بالتقرب من السلطات لطرح مشكل الضاية التي لا تزال ترمى فيها المياه الملوثة. وعليه تم الاتصال بالمصالح المعنية وعلى رأسها مديرية الصحة لولاية وهران بتاريخ 25 ديسمبر 2016، وتم توضيح المخاطر التي يعيشها سكان المنطقة بسبب المياه الملوثة التي تهدد الصحة العمومية وتأثيرها على الطيور المهاجرة التي تقصد المكان سنويا. وقد تمت مطالبة مدير الصحة بإجراء تحاليل فيزيائية وكيماوية لمياه المستنقع، مع إرسال نسخ لكل الهيئات المعنية، بما فيها والي وهران ورئيس دائرة السانيا. فيما تم بتاريخ 29 جانفي 2017 مراسلة رئيس بلدية سيدي الشحمي للتدخل بخصوص الوضعية، مع تقديم تفاصيل المشكل. في تاريخ 27 جانفي 2017، راسل مدير الصحة لولاية وهران مدير المؤسسة الاستشفائية العمومية للصحة الجوارية بالسانيا رقم 3936 - من أجل إجراء تحاليل بيكترولوجية وفيزيائية كيماوية لمياه الضاية. وبتاريخ 8 جانفي 2017، ردت مصالح المؤسسة الاستشفائية للصحة الجوارية بالسانيا على مراسلة مدير الصحة بتقرير رقم 09، والخاصة بالتحاليل المطلوبة والتحقيق الميداني، حيث ذكر التقرير وجود مستنقع للمياه الملوثة بطول 1200 متر وعرض 500 متر وعمق 60 سنتيمترا عند الحافة. كما أن مخلفات المياه الملوثة تجاور سكان الحي، مع وجود كل أنواع المخلفات الصناعية بمحاذاة مدرسة ومتوسطة على بعد 300 متر. أكد التقرير أيضا وجود نوع جديد من الحشرات، حسب السكان، يتسبب في الإصابة بكدمات واحمرار. وذكر التقرير بأن المنطقة أصبحت مصدرا للأمراض المتنقلة. كما لمح التقرير بخصوص المخاطر الصحية إلى احتمالية اختلاط المياه الملوثة بمياه الشرب وكذا ظهور الأمراض المعدية وفيروس زيكا وحمى التيفوئيد ووباء الدانقو وشيكونجونيا، لأنه المكان المفضل لمثل هذا الباعوض الخطير جدا على الصحة العمومية. وعلى ضوء التقرير، قامت الجمعية من خلال مكتب التنسيق بإنشاء خلية أزمة تضم أطباء ومحامين وممثلين عن المجتمع المدني، كما تم بتاريخ 14 جانفي بمراسلة والي وهران على ضوء تقرير المؤسسة الاستشفائية للصحة الجوارية، والذي أبدت من خلاله الجمعية مخاوفها مما احتواه التقرير، خاصة مع بقاء الوضعية على حالها وارتفاع دراجات الحرارة. وقد أكد المنسق البلدي السيد السبع ابراهيم، بأنه تم إعداد ملف كامل وسلم خلال الأسبوع الجاري للوالي ولرئيس المجلس الشعبي الولائي بهدف التدخل. من جهتنا وللتحقق من محتوى التقرير والإجراءات التي اتخذتها مديرية الصحة، كشف المكلف بالإعلام عن أن الملف موجود عند المدير الولائي، وأنه لا يمكنه التحدث إلا برخصة من المدير الذي استقبلنا بمكتبه بحضور المكلف بالإعلام، حيث أكد مدير الصحة لولاية وهران أنه لم يتم تسجيل أي نوع من الباعوض الناقل للأوبئة، خاصة وباء زيكا والدانقو وشيكونجونيا. وأوضح المدير بأن "من أعدوا التقرير بمؤسسة الصحة الجوارية لا يملكون الخبرة ولا الإمكانيات لتحديد هذه الأنواع من الأوبئة الخطيرة"، مضيفا أنه "لو تم تسجيل أية حالة من هذه الأمراض فإن المنظمة العالمية للصحة هي من سيتحرك بهذا الخصوص"، نافيا كل ما جاء في التقرير.