أكد السيد إدريس الجزائري المدير التنفيذي لمركز جنيف لترقية حقوق الإنسان والحوار الدولي في محاضرة بمركز الدراسات الإسلامية بأوكسفورد (بريطانيا) على أهمية فكر الأمير عبد القادر الجزائري بالنسبة للعالم الحالي «المتميز بالنزاعات بين الديانات». وأبرز قيم الأمير عبد القادر خاصة الاحترام والتسامح والإنسانية التي كان يوصى بها في الحرب والسلم. وكان الأمير عبد القادر - الذي أعطى أهمية بالغة لاحترام الآخر - رجل سلام «يمد يده متسامحة لخصومه قبل اللجوء إلى السيف» كما قال مضيفا «لقد وفر المأوى والضيافة للآلاف من المسيحيين تطبيقا لتعاليم الإسلام دين التسامح. كان أيضا سبّاقا للدعوة والتحلي بقيم الإنسانية في زمن الحرب». واعتبر المحاضر أن العالم الذي يمر بظروف يطبعها التوتر واللاتسامح بين الديانات هو اليوم في أمس الحاجة لقيم التسامح والإنسانية، قائلا إن «الإنسانية التي تغوص اليوم في دوامة العنف والكراهية والتطرف، عليها الأخذ بنموذج الأمير عبد القادر، رسول السلام والأخوة من خلال الاقتداء بالقيم المتضمنة في كتابه «المواقف». وأشار من جهة أخرى إلى أن الأمير عبد القادر يساعدنا أيضا على إيجاد أجوبة للأسئلة التي يطرحها الشباب في البلدان الإسلامية والغربية حول هويتنا. وسجل الجامعي ريشار ويسلي أن «عبد القادر يعلّمنا التسامح والسلام وهما قيمتان يجب نشرهما على نطاق واسع ليستفيد العالم بأسره منهما ويعم أكثر التسامح بين مختلف العقائد». وأكد مدير مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية فرحان أحمد نزامي أن الأمير «يرمز لقيم هامة بالنسبة للعالم، قيم يوصي بها الإسلام». وأضاف أنه «ناضل من أجل مبادئ احترام حقوق الإنسان وكان يدرك مدى أهمية القيم الإنسانية في كل مقاوماته». كما أشار إلى أن الأمير عبد القادر كان سبّاقا في مجال الحقوق الإنسانية كونه كان أول من قال إن الكفاح لن يكون مشروعا إلا في حالة الدفاع من أجل حماية البلد ضد اعتداء أو احتلال أجنبي، وكونه اعتبر أنه من الضروري احترام حقوق سجناء الحرب. وعلى هامش اللقاء، صرح السيد إدريس الجزائري أنه من المهم تطرق مركز الدراسات الإسلامية للقيم العالمية للأمير عبد القادر «في سياق توتر متنامي بسبب العداء للإسلام وإحباط المسلمين الذين يرفضون الغزو الأجنبي». وقال إنه «شيء جميل أن يسمع صوت الجزائر في هذه المؤسسة التي تتوفر على شبكة هامة جدا لاسيما فيما يخص رسالة الأمير عبد القادر». كما اعتبر أن اللقاء الذي يعد أول لقاء من نوعه يخصص للأمير عبد القادر تنظمه هذه المؤسسة، شكل سانحة ل»التعريف أكثر بهذا التراث الغني الذي تزخر به الجزائر والذي يمكننا من المساهمة في السلام والتسامح الدوليين».