ما يزال الحرفي في السلالة التقليدية حميد لعجالي، متشبثا بهذه الحرفة العريقة، حيث أن عائلته تحترف هذه الصناعة التقليدية منذ أزيد من 65 سنة، وقال إنه كوّن عشرات الشباب في هذه الحرفة بورشته الكائنة في منزله الخاص بمدينة دلس، غير أنه يشير إلى إشكالية عدم تسوية عقد الملكية للقطعة الأرضية التي شيّد عليها المنزل، وناشد السلطات المحلية لبومرداس مساعدته على ذلك. يطمح الحرفي حميد لعجالي الذي ينتمي إلى أعرق العائلات الدلسية التي تحترف السلالة التقليدية وتعتبرها مصدر رزق لها منذ أجيال، إلى ترقية هذه الصناعة التقليدية أكثر وتسويقها على المستوى الوطني، لاسيما ولايات الجنوب الكبير التي يكثر فيها الطلب على منتوجات السلالة الحرفية، بفضل ملاءمتها والطبيعة الحارة بهذه المناطق، لكنه يطالب بالمرافقة والمساعدة في هذا الأمر، لاسيما في مجال التسويق. الحرفي تحدث إلى «المساء» على هامش مشاركته مؤخرا في المعرض الوطني للزيتون وزيته المقام ببني عمران، مشيرا إلى تميّز مختلف مصنوعات السلالة التقليدية بالجودة والتنوع وحتى بالأسعار المعقولة التي يؤكد بشأنها الحرفي بأنها في المتناول، بالنظر إلى مشقة الحصول على نبتة الدوم من الغابات الجبلية «لكن الجودة تجعل من أي منتوج يُعمر طويلا كيفما كان». ملفتا إلى أن «قفة الدوم تعتبر أكثر المنتوجات طلبا وتسويقا، كونها تعبر عن أصالتنا ومدى تشبث العائلات بالتقاليد»، يقول الحرفي حميد لعجالي، وأضاف بأن العائلات الدلسية معروفة منذ سنوات طويلة باحتراف السلالة التقليدية، ومنها «المظلات»، وهي عبارة عن قبعات من الدوم تستعمل على نطاق واسع، لاسيما من طرف الفلاحين في موسم الحصاد والدرس في الصيف، وأيضا القفف المعروفة محليا باسم «السعفة»، وهناك أيضا «الطبق» الذي يوضع فيه الخبز على مائدة الإفطار أو العشاء، بالإضافة إلى «الصناج» الذي تحفظ فيه أنواع الفاكهة الصيفية ك«البخسيس» أو التين والعنب وغيرها، إلى جانب «الشواري» وهي عبارة عن كيسين كبيرين يوضعان على ظهور الدواب، توضع فيهما الحمولة المراد إيصالها إلى الأسواق.. طبعا دون إغفال «المدواسة» التي هي عبارة عن مكنسة تقليدية صغيرة الحجم والطول تستعمل في تنظيف أرضيات المنازل، تمتاز بصلابتها وطول صلاحية استعمالها، ناهيك عن السجادات بمختلف القياسات والحصائر التي يروج استعمالها خلال الموسم الصيفي، حيث يتم عن طريقها الاستعاضة عن استعمال الأفرشة والاكتفاء بالاستلقاء فوق الحصيرة تفاديا لحرارة الموسم. المتحدث أكد أن كل تلك المصنوعات وغيرها، ينتجها خلال فصل الشتاء بكميات كبيرة على اختلاف أنواعها وأحجامها، ليُسوقها خلال فصل الصيف بمدينة دلس العتيقة، التي تعرف خلال هذا الموسم انتعاشا ملحوظا بفعل الموسم السياحي. وأشار إلى أنه يصنع كل تلك المنتوجات الحرفية في ورشته الخاصة بمنزله وسط مدينة دلس، يشغّل بها حرفيين آخرين يعيلون 20 عائلة، مؤكدا الإقبال على تعلم السلالة التقليدية لجمالها ومنتوجاتها المتقنة، ملفتا إلى توفر المادة الأولية بما يساعد على المحافظة عليها من الاندثار، إلا أنه يطلب من السلطات المحلية لولاية بومرداس تسوية وضعية قطعة الأرض التي بنى عليها منزله الذي يحوي ورشته، مؤكدا أنه استفاد من إمكانية البناء على أرض مساحتها 75 مترا مربعا بحي البساتين في بلدية دلس في عام 2002، ومن وقتها لم يستطع تسوية أوراقه بسبب معارضات مصالح البلدية ومديرية أملاك الدولة.