تواجه قرية اقناش الواقعة ببلدية افليسن التي تبعد بحوالي 80 كلم شمال ولاية تيزي وزو، مشكل خطير لانزلاق التربة الذي أصبح يهدد القرية والقاطنين بها منذ سنوات، حيث أتى في المرة الأولى على 10 منازل، تضررت بفعل الانزلاق، ليتم إعادة تشيد سكنات جديدة بالجهة العليا للقرية التي طالتها الظاهرة أيضا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد سقوط أمطار غزيرة وثلوج كثيفة، لتجد 80 عائلة نفسها مهددة بانهيار منازلها بين لحظة وأخرى، ما يتطلب التدخل العاجل للسلطات لضمان ترحيل القاطنين قبل حدوث ما لا يحمد عقباه. وفي هذا الخصوص، صرح أحد سكان قرية اقناش ل «المساء»، أن انزلاق التربة المسجلة بالقرية ليس وليد اليوم، فهو مشكل قديم يعود إلى سنوات الخمسينات، حيث كانت العائلات القاطنة بهذه القرية تقوم في كل مرة بتغير الموقع وتشيد سكنات جديدة التي تتخذها مأوى لها، لكن سرعان ما تضطر إلى تغيير الموقع بعد تسجيله للانزلاق، مؤكدا أن الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة التي تساقطت بتراب الولاية تسببت في تعميق مشكل الانزلاق الذي بلغ أبواب عدة منازل، حيث تعرضت في سنوات التسعينات نحو 10 سكنات مشيدة بالجهة السلفية للقرية للتشققات وتصدعات متبوعة بانهيارات، ليقوم السكان بالصعود إلى الجهة العليا للقرية حيث شيدوا مساكنهم، ودام ذلك لسنوات حتى فاجأهم الانزلاق وهو يضرب من جديد هذا الموقع الذي أصبح يهدد نحو 80 عائلة تعيش اليوم في خوف وقلق من فقدان سكناتها بين لحظة وأخرى. وأضاف المتحدث، أن سكان قرية اقناش قاموا برفع انشغالاتهم لدى مصالح بلدية افليسن ودائرة تيقزيرت، لاسيما بعد أن اتسعت فجوة الانزلاق الذي لم يعد يعرف موقعه، موضحا أن مخاوف السكان ازدادت بعد أن كانوا في وقت سابق يلاحظون الانزلاق وهو يحدث ببطء، لكن مؤخرا، تسارعت وتيرة الانزلاق وهي تفاجئ الجميع، حيث تحدث في مرحلة أولى تصدعات وتشققات ترابية، ثم هبوط التربة، ما يخلق مستويات متذبذبة وبعدها تختفي التربة بفعل انزلاقها على أمتار، ما دفعهم إلى استعجال السلطات المحلية للتدخل وحماية السكان المهددون بالموت في حال بقائهم بهذه السكنات المهددة بالانهيار في أي وقت، كما أبدوا مخاوفهم من دخول المنطقة في عزلة بعد أن طال الانزلاق الطريق الرابط بين تيقزيرت وأغريب الوحيد الذي يربط القرية بالمحيط الخارجي. ونوه المتحدث بأن القرية تملك قطعة أرضية بعيدة عن موقع الانزلاق «مشمل» والتي اقترحوا على مصالح البلدية والولاية، دراسة إمكانية ترحيل السكان إلى هذه القطعة وتمكينهم من بناء سكناتهم في إطار البرنامج الريفي ليجتمعوا معا من جديد، رافضين ترحيلهم إلى مواقع سكنية مختلفة ببلديات الولاية. بدوره، «مير» افليسن فريد حمام قال إن هذه الكارثة الطبيعية تعود إلى سنة 1996، موضحا أن تأخر عملية التكفل بالانزلاق زاد من تعقيد عملية حله بعدما جرف معه جزءا من قرية اقناش، والذي طال اليوم الجزء الآخر من القرية وكذا الطريق، موضحا أنه لا يمكنه التكفل بمعالجة الانزلاق الذي يتطلب أموالا كبيرة، كما لا يمكنه ترحيل العائلات في ظل افتقار البلدية لبرامج سكنية تضمن استقبال المتضررين. من جهته، والي تيزي وزو السيد محمد بودربالي، وخلال زيارته لدائرة تيقزيرت، وبعد اطلاعه على موقع الانزلاق، أكد على أن الظاهرة طبيعية والتي يجب التكفل بها بعد القيام بدراسة معمّقة التي تحدد القيمة المالية للعملية، مضيفا أن الدراسة جارية بغية معرفة المنهجية التي يتم اتباعها للتكفل بالمشكل المطروح بهذه القرية، كما ستقوم الولاية بدراسة اقتراح ممثل السكان بشأن تحويل القاطنين بالقرية إلى موقع «مشمل» لإعادة إسكانهم والذي ستتم دراسته من طرف مصالح الولاية ومديرية البناء والعمران من أجل معرفة طابع الأرضية وإمكانية استقبالها لنحو 80 عائلة من خلال الإحاطة بالجوانب المتعلقة باستغلال الموقع المقترح. اتحاد للتجار... تحضيرات لتجديد المكتب الولائي استجاب المكتب الوطني للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، لطلب تجار تيزي وزو المتمثل في حل المكتب الولائي، حيث ينتظر تنظيم الأيام المقبلة لانتخابات جديدة لتشكيل مكتب جديد، يأتي نتيجة الاستجابة القوية للإضراب الذي دعا إليه مجموعة من التجار الأحد الماضي. وقد أعلن الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بعد عقده اجتماعا مع ممثلي مجموعة التجار الذين دعوا للإضراب بولاية تيزي وزو، عن قراره الرامي إلى حل المكتب الولائي لتيزي وزو، حيث ينتظر تنظيم انتخابات جديدة لاختيار ممثلي التجار على مستوى الدوائر ومن ثمة على مستوى الولاية، حيث يشرف على عملية تجديد المكتب الولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين بتيزي وزو، لجنة مكونة من مندوبي التجار المنتخبين خلال انعقاد الجمعية العامة ديسمبر الماضي وكذا ممثلي المكتب الوطني للاتحاد. للتذكير، قام تجار ولاية تيزي وزو يوم 26 فيفري المنصرم، بإضراب عام عن العمل بجل بلديات الولاية، استجابة لنداء مجموعة من التجار بالولاية وذلك من أجل المطالبة برحيل أعضاء المكتب الولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين لتيزي وزو الذين حمّلوهم مسؤولية المشاكل التي يتخبطون فيها، وقد لقي النداء استجابة قوية وواسعة كما أثمر بتجسيد مطلبهم أخيرا.