قال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد، إن المجلس يعوّل على قناتين أساسيتين، هما المدرسة والإعلام لتطوير وترقية اللغة العربية، نظرا للمكانة التي تحتلها العربية بين اللغات في العالم، خاصة أن العربية يُحتفى بها في المحافل الدولية منذ سنة 1973، ولها حضور علمي دولي، لما لها من رصيد وخصوصيات. كما طالب الدكتور صالح بلعيد بضرورة تقوية الإنتاج الفكري لتطوير اللغة العربية وحمايتها من التهجين والتجاوزات المشينة، حيث اقترح الدكتور البدائل النوعية، والإسهام في بلورة مشروع وطني متكامل لترشيد الحقل اللغوي. وأكد المتحدث خلال الاحتفال العربي بلغة الضاد الذي احتضنته جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة نهاية الأسبوع الفارط، أن وضعية اللغة العربية في الجزائر جيدة، وخطت خطوات هامة في مجال التربية والتعليم، مضيفا أن هناك الكثير من المبدعين والكتّاب الناطقين بالعربية يثرون إسهامات الجزائر في تطوير العربية في العالم، مشيرا في ذات السياق إلى قضية تطوير اللغة العربية في ظل التكنولوجيات الحديثة، مع التأكيد على أهمية التدريس بها في الجامعة. من جهة أخرى، أشار رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، إلى تعرض لغة الضاد لبعض المضايقات التقنية ذات العلاقة بالمتخصصين، مضيفا في ذات السياق أن المواطنة اللغوية يجب أن تكون متكافئة بدون إغفال اللغات الأخرى، وذلك من خلال فريق عمل متكامل في شكل مخابر متنوعة لبلوغ صناعات جماعية ناجحة. كما أكد أن النجاح لا يمكن أن يحصل من طرف رجال اللسانيات فقط؛ فهم الذين يعملون على تطوير اللغة العربية، لأنه إذا كانت اللغة العربية تتعلق بقضايا النحو فسينالها الجمود، وهي القضايا التي يسعى المجلس الأعلى لإحداث تغيير نوعي بها. كما اعتبر الدكتور صالح بلعيد أن لغة الضاد ليست لغة العرب أو لغة المسلمين فقط، حيث كتب بها العرب وغيرهم، كما أنها من بين اللغات الأكثر تداولا في عدد الناطقين بها. من جهتهم دعا الأساتذة والباحثون خلال اليوم الدراسي حول اللغة العربية وتطويرها، إلى ضرورة استكمال برامج الدولة ومواصلة تعريب العلوم بالجامعات كمشروع قومي وطني، خاصة أن جلّ بلدان العالم تدرّس العلوم بلغتها الوطنية على خلاف الجامعات الجزائرية التي تدرسها باللغة الفرنسية. ثقافيات الصالون الوطني للكتاب بباتنة يعرف الصالون الوطني للكتاب الذي تحتضنه مدينة باتنة إلى غاية غد، إقبالا ملفتا للزوار لاسيما من فئة الشباب. ويتوافد يوميا على مختلف أجنحة هذه التظاهرة المنظمة بقاعة «أسحار» بوسط المدينة بمشاركة 25 دار نشر، عشرات الزوار الذين وجدوا، حسب أغلبهم، ضالتهم من العناوين الجديدة خاصة في التنمية البشرية والقانون. من جهتهم، أبدى عارضون ارتياحهم للحركية التي تشهدها التظاهرة، حيث أشار ممثل دار أمة الكتاب ببرج بوعريريج ياسين محتال، إلى أن دار النشر التي يمثلها تعرض بالمناسبة أكثر من ألفي عنوان. وأكّدت بدورها مريم شارف ممثلة دار النشر «كتامة» من ولاية قسنطينة، أنّ الكثير من الزوّار قدّموا طلبات للحصول على العديد من العناوين التي لم يتم عرضها بأجنحة الصالون، وهي ظاهرة صحية، تبين -حسبها- أن الاهتمام بالكتاب الورقي وبالمطالعة مازال قائما لدى الكثيرين. خضرة في مهرجان طيران الإمارات حلّ الروائي الجزائري ياسمينة خضرة ضيفا على الدورة التاسعة لمهرجان طيران الإمارات للآداب التي تعقد فعالياتها بدبي إلى غاية 11 مارس الجاري، بمشاركة أكثر من 140 كاتبا من مختلف البلدان. ويناقش خضرة خلال هذه التظاهرة روايتيه «الملائكة تموت من جراحنا» (2013)، التي تطرق عبرها لقصة ملاكم جزائري في فترة ما بين الحربين العالميتين و«سنونوات كابل» (2002)، التي سلّط فيها الضوء على الحرب في أفغانستان. ويُعتبر ياسمينة خضرة أحد أهم الروائيين الجزائريين، حيث تُرجمت أعماله لأكثر من 40 لغة. كما تحصّل على العديد من الجوائز العالمية المرموقة، على غرار وسام جوقة الشرف بدرجة فارس من فرنسا في 2008، والجائزة الكبرى للآداب «هنري غال» من الأكاديمية الفرنسية في 2011، وجائزة «تايم فور بيس» الأمريكية للآداب في 2012. وقد احتفت العديد من مهرجانات الآداب في أوروبا بخضرة خلال عام 2016، على غرار المهرجان الإيطالي الدولي للأدب «ديديكا» والمهرجان الأدبي الفرنسي «القراءة في ليموج» (Lire à Limoges). بومدين حيرش بمتحف «زبانة» يحتضن المتحف الوطني «أحمد زبانة» لوهران معرضا للفنان الرسام الوهراني بومدين حيرش. ويتم في إطار هذه التظاهرة الثقافية التي تنتظم طوال شهر مارس الجاري، عرض زهاء 20 لوحة فنية لهذا الرسام. فمثل الرسام الكبير نصر الدين ديني الذي يستلهم منه أعماله، اختار حيرش الألوان الدافئة لتخليد مشاهد من الحياة اليومية للشعب الجزائري، بائع للبيض ينتظر قدوم الزبائن، وراقصات ومغنيات (مداحات) يحيين عرسا وفق العادات الوهرانية، وأم بمعية طفليها الصغيرين، هي من بين المواضيع التي تناولها هذا الفنان الوهراني. كما أن كل لوحة من لوحاته المعروضة تحكي قصة أو تذكّر بشخصية حقيقية مثل «هراندو»، وهو رجل بسيط كان يقدم استعراضه بالطحطاحة في الخمسينيات. وهناك شخصيات خيالية ووجوه غير واضحة من مشهد عايشه، والذي يحاول أن يضفي عليه الحياة. بالمقابل، تُعد أعماله تارة صحراوية وتارة وهرانية وتارة قبائلية؛ «إنها جزائرية»، كما يقول، مشيرا إلى أنه يحب رسم الجزائر في كل تنوعها وروعتها.