تواصل وحدات الجيش الوطني الشعبي نتائجها الإيجابية بعزم وإصرار ثابتين، حيث تمكنت خلال شهر فيفري الفارط، من تحييد 28 إرهابيا منهم 19 إرهابيا تم القضاء عليهم بكل البويرة، إليزي وجيجل، و9 إرهابيين آخرين تم إلقاء القبض عليهم بتيزي وزو، فيما تم توقيف 9 عناصر دعم وإسناد للمجموعات الإرهابية بأدرار وتبسة وبومرداس، مع حجز كميات معتبرة من الأسلحة والذخيرة وكشف وتدمير 46 مخبأ وملجأ للإرهابيين. هي حصيلة نوعية كشفت عنها مجلة الجيش في عددها الأخير، والتي جددت من خلاله عزم أفراد الجيش الوطني الشعبي على حسم معركة مكافحة الإرهاب بكل ثبات ليخلص الوطن والشعب نهائيا من هذه الآفة. وأشارت المجلة إلى أنه فضلا عن مهامه في مكافحة الإرهاب، فقد تمكنت وحدات الجيش الوطني الشعبي خلال الشهر الفارط، من توقيف 148 مهربا و55 تاجر مخدرات و628 مهاجرا غير شرعي من مختلف الجنسيات الإفريقية، علاوة على حجز كمية معتبرة من الكيف المعالج مقدرة ب5385 كلغ كانت موجهة للتهريب و1 كلغ من الكوكايين. واعتبرت «الجيش» هذه الحصيلة الميدانية النوعية تأكيدا متجددا على حزم الجيش الوطني الشعبي وعزمه وإصراره على دحر بقايا المجرمين «أينما كانوا ومطاردتهم في جحورهم وقطع دابرهم نهائيا من أرضنا الطاهرة»، مستشهدة في هذا الصدد بالتزام نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أحمد قايد صالح، الذي قال «إننا في الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني على وشك رفع تحدينا وبصفة نهائية للإرهاب، لنرمي به في سلّة مهملات التاريخ ونتفرغ بحول الله وقوته، ونحن نهتدي بتوجيهات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلّحة وزير الدفاع الوطني، لكسب رهان الاستكمال الناجح لمشوار بناء جيش وطني قوي ومتطور ورادع عماده الإنسان الواعي بعمقه التاريخي والوطني، الذي يتخذ من العلم والمعرفة منهجا ومن العمل المثابر والمثمر وسيلة من حفظ الجزائر هدفا وغاية». كما لفتت «الجيش» إلى أن النتائج المحققة خلال شهر فيفري الماضي، ليست وليدة الصدفة، بل محصلة للاحترافية والقوة والفعالية التي يتميز بها الجيش الوطني الشعبي، تحققت بفضل الجاهزية العملياتية العالية التي بلغها من خلال التدريب والتحضير القتالي رفيع المستوى والخبرة والتجربة المكتسبة على أرض الميدان، وتسخير كل الوسائل الضرورية في هذا المجال، فضلا عن تحلي أفراده بالقيم الوطنية السامية والافتخار بالانتماء لهذا الوطن الغالي والتحلي بواجب نصرة الجزائر أرضا وشعبا وحفظ أمنها وسيادتها واستقرارها وسلامتها الترابية. وأشارت المجلة إلى أنه بالموازاة مع النتائج الايجابية المحققة في الجانب العملياتي الميداني، بفضل المسار التطويري الذي تقوده قيادة الجيش الوطني الشعبي لتحديث القدرات القتالية بما يتماشى وعظمة الجزائر، تعمل المؤسسة العسكرية على اقتناء معدات وتجهيزات عصرية وحديثة تتماشى والتطورات الحاصلة في مجال الدفاع، إلى جانب التركيز على التصنيع الذي قطع فيه أشواطا معتبرة. وأبرزت في هذا الشأن تأكيد الفريق قايد صالح، خلال إشرافه على تدشين مركب العربات المدرعة المدولبة بعين سمارة بقسنطينة، على أن الصناعات العسكرية هي بمثابة التحدي الكبير الذي ينبغي مواصلة مشوار وجهد كسبه، مشددا في هذا الإطار على أن التحديات الكبرى لا تكسبها إلا العزائم القوية المفعمة بالإصرار والمدعومة بالكفاءة اللازمة وبالخصال الحميدة كالنزاهة والاخلاص والوعي بأهمية المهام المخولة. وخلصت افتتاحية «الجيش» إلى أن الحفاظ على أمانة الشهداء وصون وديعتهم لتبقى الجزائر حرّة سيدة «هو واجب جميع المخلصين من أبناء هذا الوطن، وفي طليعتهم الجيش الوطني الشعبي حصن الجزائر الحصين وحافظ أمنها وسيادتها»، مؤكدا بأن هذا الأخير سيبقى رمزا للشهامة ومنبعا لا ينضب من الوفاء والثبات على عهد السلف الصالح من الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار.