حذّر جمال ولد عباس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني أمس، ممن وصفهم ب "المشوشين" الذين يسعون لضرب استقرار الحزب العتيد الذي ربطه باستقرار وأمن الجزائر. وجاء تحذير السيد ولد عباس في لقاء جمعه أمس، بالجزائر العاصمة برؤساء قوائم جبهة التحرير لانتخابات الرابع ماي القادم وأمناء المحافظات، وجه خلاله التعليمات الخاصة بالتحضير والإعداد للحملة الانتخابية للتشريعيات المقررة انطلاقها في التاسع أفريل الجاري وتنتهي يوم ال 29 من نفس الشهر. وقال ولد عباس في كلمة له "حذاري من الذين يحاولون التشويش لضرب استقرار حزب جبهة التحرير" الذي وصفه بالعمود الفقري للدولة. وأضاف أن "استقرار الدولة الجزائرية وأمنها القومي مبني على استقرار جبهة التحرير". وطالب مناضلي الحزب بضرورة الافتخار بالانتماء لهذا الأخير بالنظر إلى رصيده التاريخي ودوره الرئيسي في بناء الدولة الجزائرية منذ إعلان أول نوفمبر ومواصلة تشييدها بعد الاستقلال، إضافة إلى شرف رئاسته من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وفي هذا السياق، شرح ولد عباس مضمون الشعار الذي اختاره الحزب العتيد لخوض حملته الانتخابية لتشريعيات الرابع ماي بعنوان "الأمن والازدهار في ظل العزة والكرامة". وقال إنه تم اختيار الأمن لأنه يشمل كل المراحل التي عايشتها الجزائر بدءا من العشرية السوداء ثم مجيئ رئيس الجمهورية الذي شرع في تضميد جراح الجزائريين لإرساء الأمن والاستقرار من خلال قانون الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية وما تلاها من جهود جبّارة لإخراج البلاد من تلك المأساة. أما كلمة الازدهار، فقد أكد ولد عباس أنها تشمل كل الانجازات والمكاسب التي تم تحقيقها منذ الاستقلال وإلى غاية اليوم في مختلف القطاعات، يضاف إليها شعار العزة والكرامة الذي تبناه رئيس الجمهورية منذ الوهلة الأولى من تسلمه كرسي الرئاسة. وهو ما جعل ولد عباس يطالب مرشحيه ومناضلي حزبه بالعمل سويا في إطار التنسيق بعيدا عن صراعات الزعامة من أجل تمكين "الآفلان" من تحقيق الأغلبية الساحقة والمريحة في التشريعيات القادمة والإيفاء بالتعهد الذي قطعه لرئيس الجمهورية بتجاوز نسبة المشاركة 50 %. وفي هذا السياق، أعرب الأمين العام لجبهة التحرير عن ثقته في مرشحي حزبه ومتصدري القوائم الانتخابية عبر 48 ولاية، يضاف إليها أربع قوائم تمثل الجالية الجزائرية في الخارج، في القيام بالمهمة المنوطة إليهم من أجل إنجاح العملية الانتخابية وتحقيق النصر الذي قال إنه سيقدم "على طبق من ذهب لرئيس البلاد" في اليوم الموالي للاقتراع. وضمن سياسة الحزب لإعادة بناء الجسور ما بين القيادة والقاعدة، أكد ولد عباس أن 70 ٪ من مرشحي الحزب وجوه جديد مع الحفاظ على بعض الوجوه القديمة كالمجاهدين. إضافة إلى أن 70 ٪ من هؤلاء ذو مستوى جامعي، في سابقة هي الأولى من نوعها في جبهة التحرير. أما فيما يتعلق بسياسة الحزب لخلق التوازن بين كل مناضليه، فأوضح عباس أنه تم تقليص عدد النواب المرشحين من 217 إلى 47 نائبا مع مشاركة 183 امرأة. وتقليص عدد المحافظين إلى 37 من أصل 120. في نفس الوقت الذي حيا فيه الروح التي تميز بها عدد من أعضاء المكتب السياسي من الذين رفضت ملفات ترشحهم والبالغ عددهم خمسة أعضاء. كما وجه الأمين العام لجبهة التحرير تعليمات لمتصدري قوائمه الانتخابية وأمناء المحافظات لتفعليها وتنشيطها، تضمنت ضرورة اتخاذ كافة التدابير اللازمة لإنجاح الحملة الانتخابية ورفع التحدي المطلوب بهذه العملية والسهر على نجاحها. مع التركيز على أن تتم العملية بالتنسيق مع كل الأطراف المعنية داخل الحزب والتحضير الجيد للتجمعات الرئيسية على مستوى كل ولاية.